واس - دومة الجندل

تغنى بها الشعراء ومدحها المستشرقون في كتاباتهم

يتفاخر أهالي الجوف بتمر حلوة الجوف، وتُعدُّ رمز الضيافة والكرم لدى الأهالي، وتغنّى بها شعراء الجوف، حيث يقول الشاعر عابد الجلال -رحمه الله-: لي جالك اللي يشتهون التعاليل من حلوة الجوبة نقلط قدوعه حلوة هل الجوبة نماها هو الكيل يطرب نماها في عوالي فروعه أحلى من الشهد المصفى محاليل لا ذاقها الجيعان يضيع جوعه.

إعجاب المستشرقين

ولم يقتصر الغزل بحلوة الجوف على أهالي المنطقة، فقد نالت إعجاب المستشرقين، مادحين طعمها وشكلها في كتاباتهم، إذ زارت الرحّالة الإنجليزية الليدي آن بلنت الجوف عام 1879م -كما ورد بكتاب وادي النفاخ للأمير عبدالرحمن السديري- ومكثت فيها بضعة أيام، وتحدثت عن حلوة الجوف، وقالت عنها: «إنه بالإمكان أن نستخلص أو نصنع منها السكر العادي»، كما ذكرت في كتابها «رحلة إلى بلاد نجد» في إحدى يومياتها، أن هناك من أنواع التمور في الجوف بقدر ما لدينا من أنواع التفاح في بساتيننا، وكل واحد يختلف عن الآخر اختلافًا شديدًا، والنوع الذي نفضله في الأكلات العادية ذو لون أشقر قليلًا، وأكثر استدارة من الحلاوة، ومن الخطأ الاعتقاد أن التمور الطازجة هي الأفضل، بل العكس تزداد طراوة مع الوقت.

مكانة عالية

وتحظى النخلة بمنطقة الجوف بمكانة عالية عند الأهالي، خاصة «حلوة الجوف»، التي تُعدّ واحدة من أشهر نخيل الجزيرة العربية وأطيبها على الإطلاق، ذات حجم كبير وطعم لذيذ خاصة المكنوز منها، ومناطق الشمال عمومًا تشتهر بأنواع «الحلا»، وهو جمع حلوة، وتحمل في الغالب أسماء بعض المدن والمحافظات، لكن تبقى حلوة الجوف هي الأكثر شهرة، وقد ارتبطت بتاريخ المنطقة، ومحل إعجاب وإشادة من زوار المنطقة.

فوائد صحية

وتمتاز «حلوة الجوف» بكبر حجم ثمرتها وليونتها، ما يسهل هضمها، بالإضافة إلى احتوائها على نسبة كبيرة من الفيتامينات والفوائد الصحية، كما يدفعهم إلى ذلك أيضًا تعدد استخدامات هذا النوع من التمور، إذ يستخدم في صنع أشكال عدة من الحلويات، من أشهرها البكيلة ومعمول التمر والكعك وغيرها.