اليوم - الدمام

أثار وقف روسيا لإمدادات غاز خط نورد ستريم؛ مخاوف كبيرة في أوروبا، في الوقت الذي بدأت بعض الدول في طرح حلول بديلة تجنبًا لأزمة طاقة طاحنة في القارة العجوز.

وكانت شركة غازبروم الروسية أبلغت عملاءها في أوروبا أنها لا تستطيع ضمان إمدادات الغاز بسبب ظروف غير عادية تتعلق بصيانة خط نورد ستريم الذي ينقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر ألمانيا.

الأمر بدأ مبكرًا، فحتى قبل بدء الصيانة المخطط لها، خفضت موسكو قدرة نورد ستريم إلى 40٪ فقط ، وألقت باللوم على التأخر في إعادة المعدات التي توقفت في كندا بسبب العقوبات.

المخاوف الأوروبية

المخاوف الأوروبية تتمثل في عدم انتهاء الصيانة في الوقت المحدد، وحذرت الحكومتان الإيطالية والألمانية من أنه يمكن أن تستخدم موسكو هذه الحجة كذريعة لمواصلة إرسال كميات أقل من الغاز إلى أوروبا.

وفي السنوات السابقة، استمرت فترة الصيانة السنوية على Nord Stream 1 حوالي من 10إلى 12 يومًا وانتهت في الوقت المحدد، ولكن يبقى الغموض حول نية روسيا هذا العام.

وقال وزير الطاقة الهولندي روب جيتين: إذا تم قطع نورد ستريم ، أو إذا فقدت ألمانيا جميع وارداتها الروسية، فسيكون التأثير محسوسًا على شمال غرب أوروبا بالكامل.

وأوضحت صحيفة كومرسانت الروسية أن كندا أرسلت توربينًا لخط أنابيب نورد ستريم إلى ألمانيا بالطائرة أمس الأحد، ومع ذلك لم يعد من المتوقع تحديد وقت لانتهاء الصيانة من الجانب الروسي.

أزمة الطاقة ستضرب أوروبا في الشتاء في حال توقف إمدادات خط "نورد ستريم" الروسي

شركة غازبروم

إذًا، ماذا يمثل خط نورد ستيرم من أهمية بالنسبة لإمدادات الغاز لأوروبا؟ أوضحت وكالة رويترز أن خط الغاز الروسي مملوك للأغلبية من قبل شركة غازبروم ويشكل الطريق الرئيسي الذي يتدفق عبره الغاز الروسي إلى ألمانيا.

وهناك خطوط أنابيب رئيسية أخرى من روسيا إلى أوروبا ولكن التدفقات عبر هذه الخطوط قد انخفضت تدريجياً، فضلاً عن تراجع التدفقات عبر خطوط الأنابيب التي تمتد من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد أن أوقفت أوكرانيا أحد طرق عبور الغاز في مايو، وألقت باللوم على تدخل القوات الروسية.

وفي حال لم يتم إعادة فتح نورد ستريم 1 في منتصف يوليو، فلن يكون لدى أوروبا ما يكفي من إمدادات الغاز لأشهر الشتاء التي يبلغ فيها الطلب الذروة، فمواقع التخزين الأوروبية تحت الأرض ممتلئة حاليًا بنسبة 64٪ والهدف 80٪ بحلول 1 نوفمبر المقبل.

وذكرت مجلة Focus الألمانية أنه إذا أوقف خط الغاز الروسي الصادرات تمامًا بعد الصيانة في 21 يوليو، فإن مستويات التخزين في الاتحاد الأوروبي ستصل إلى نحو 65٪ فقط قبل الشتاء، ما يخلق خطرًا حقيقيًا يتمثل في أن القارة قد تنفد من الغاز خلال موسم الشتاء، ما يضيف المزيد من الارتفاع في الأسعار.

أسعار الغاز الأوروبية ارتفعت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

أسعار الغاز

ووصلت أسعار الغاز الأوروبية بالفعل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل عام، وهي تساهم بشكل كبير في التضخم والتوترات السياسية.

وقطعت روسيا بالفعل تدفقات الغاز إلى بلغاريا وفنلندا وبولندا والدنمارك وشركة جاستيرا وشل الهولندية، بعد أن رفضوا جميعًا طلب الكرملين بالتبديل إلى المدفوعات بالروبل.

واقترح مسؤولو الاتحاد الأوروبي التنويع في مصادر الحصول على الغاز، مع التركيز بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال، فقال صامويل فوفاري، رئيس الجمعية الأوروبية للمهندسين: هناك العديد من الدول التي يمكنها تصدير الغاز عن طريق القوارب والعديد من الدول التي يمكنها الحصول عليه، الغاز الطبيعي المسال هو صمام أمان للجميع.

الغاز الطبيعي المسال

وتستورد أوروبا بالفعل الغاز الطبيعي المسال، فتم استلام 80 مليار متر مكعب في عام 2021، كما وعد جو بايدن الرئيس الأمريكي بتوفير 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي المسال في عام 2022، قبل رفع هذا الرقم إلى 50 مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2030.

وفي حين أن دولًا بما فيهم بلجيكا وهولندا وفرنسا، لديهم بالفعل محطات غاز طبيعي مسال عاملة، فإن دولًا أخرى بما في ذلك ألمانيا ليس لديها أي محطات، وستحتاج إلى استثمار مليارات اليورو لتعزيز هذا النوع من المحطات.

ومن شأن استخدام الغاز الطبيعي المسال سد فجوة الغاز الروسي وأن يعزز الاستقلال عن تحكم موسكو، لكن النشطاء دقوا ناقوس الخطر بشأن الآثار البيئية المحتملة.

وينقل خط أنابيب نورد ستريم 1 55 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.

بدأ إنشاء الخط من نظام خط الأنابيب المزدوج في أبريل 2010، واكتمل في يونيو 2011، وبدأ نقل الغاز في منتصف نوفمبر 2011، كذلك بدأ إنشاء الخط الثاني الذي يمتد موازيًا للخط الأول ، في مايو 2011 و تم الانتهاء منه في أبريل 2012.

يبلغ طول نورد ستريم 1،222 كم 759 ميل، وهو أطول خط أنابيب تحت البحر في العالم، متجاوزًا خط أنابيب لانجليد بين النرويج والمملكة المتحدة.