د. محمد حامد الغامدي

n تظل الأسئلة قائمة تأخذ مجراها لتوضيح رؤيتها. ورغم كون بعض الأسئلة عن الماضي إلا أنها تتجدد في غياب إهمال أجوبتها. كمثال: لماذا تحولت الأيدي الزراعية المحلية إلى معاول بناء في قطاعات أخرى ليست زراعية؟ لماذا خسرها القطاع الزراعي وكان الأولى بها؟ ماذا خسر القطاع الزراعي بفقدها؟ ويظل طرح السؤال التالي يتكرر: هل تستطيع الوزارة المعنية إعادة ما تهدم، وفق رؤية حديثة تضع إستراتيجيتها على استدامة المياه الجوفية؟

n هل هناك عوامل وتأثيرات تعمل لتثبيط إعادة تأسيس أسر زراعية حديثة منتجة، تعتمد حياتها وأجيالها على الزراعة؟ ما هي هذه العوامل؟ كيف يمكننا تحديدها؟ هل سيأخذ الاجتهاد -كالعادة- مجراه للإجابة؟ علينا أن نفكر بشكل علمي لتجنب السباحة في متاهات ستزيد الطين بلة، بوحل تراكم الفشل والمزيد من التخبط الزراعي واستنزاف المياه الجوفية.

n هل التفكير في الهجرة المعاكسة نحو الريف والزراعة فكرة صائبة؟ إن أي أمر زراعي غير قابل للاستدامة سيشكل كارثة يجب تجنبها لصالح المياه الجوفية. علينا الأخذ في الاعتبار محور الماء وتحدياته أولا. علينا تجنب زراعة تعتمد على عضل الجهد البشري، وانحناء الظهر، وتقوس الساق، واستنزاف الوقت والمياه الجوفية بشكل عبثي. علينا أن نرتقي بالزراعة كمهنة توفر ما يوفره قطاع الأعمال من حياة أفضل ورغد عيش مغر.

n السؤال العقدة: كم عدد الأسر غير الزراعية التي تستطيع الأسرة السعودية الزراعية توفير الغذاء لها؟ سؤال إستراتيجي يفرض نفسه في ظل محدودية المياه الجوفية وغياب المياه السطحية. علينا تحديد الإجابة بشكل دقيق وفق خارطة طريق واضحة قبل البدء في إعادة توطين الزراعة كمهنة للشباب السعودي.

n من الذي يجب استهدافه أولا من الشباب؟ إن التركيز على خريجي كليات الزراعة وتمكينهم من الزراعة سيكون ملحمة نجاح المستقبل الزراعي المستدام، وفق قواعد لعبة الماء المتاحة والمستدامة. خريج كلية الزراعة عقل علمي تقني قادر على التغلب على التحديات، وأيضا قادر على استيعاب أهداف الخطط والبرامج وتنفيذها بكفاءة عالية، وفق إستراتيجيتها المرسومة التي تراعي استدامة الماء.

n متى تتشكل أجهزة للرقابة والحماية والتمكين وفق نظام واضح ملزم للجميع؟ أين المعاهد الزراعية المتخصصة والخاصة بظروف بلادنا الجافة؟ هل تشكلت حالة من الإغراء للشباب بالعودة إلى نظام الأسر الزراعية المنتجة والمكتفية ذاتيا وفق أنماط زراعية تقنية وفنية حديثة، تحقق فائضا لصالح الأسر غير الزراعية؟

n سبق وأن كتبت موضحا أن الأسرة الزراعية الأمريكية توفر الغذاء لخمسين أسرة غير زراعية. تحقق لهم هذا الأمر ببرامج إرشادية، هي الأعظم كفاءة في العالم. هذا هو مربط الفرس الذي على ضوئه يتحدد عمق ومدى النجاح والأهمية. متى يستطيع الفلاح السعودي توفير الغذاء لنفسه، قبل أن يوفره لغيره في ظل المؤشرات القائمة؟

n كل الخطوات تحتاج إلى دراسات سريعة ودقيقة، وفق رؤية واضحة ترسم إستراتيجية تعمل لصالح المستقبل، وفق خطط وبرامج قابلة للتنفيذ دون تأثيرات سلبية على مستويات المياه الجوفية وإمداداتها. هل يمكن تحقيق ذلك مع إعادة نظام الأسر الزراعية وتأهيلها؟

n الزراعة الرأسية ستقود النجاح والاستدامة في ظل شبح شح المياه. التقنيات الزراعية الحديثة هي ذراع الأسرة الزراعية الجديدة. وقبل ذلك، هل ستكون الأنظمة والقوانين رافد عون، لا عامل تنفير وتعجيز؟ كمثال: ماذا يعني إلزام الجميع بوضع عدادات مياه على آبار التوسعات الزراعية؟ هل سيكون الهدف معرفة كميات المياه المستنزفة وفق جداول الاحتياجات المائية لكل نوع من الزراعة الاقتصادية التي يجب أن تسود لضمان استدامتها؟

n متى سيتوقف الاستنزاف العبثي للمياه الجوفية؟ متى سيتوقف جني الأموال على حساب استنزاف المياه الجوفية؟ كارثة تصدير التمر مثال وشاهد على التناقض الذي نعيش. إلى متى سنظل نصدر مياهنا الجوفية في ظل ظروفنا البيئية القاسية وندرة المياه؟ ويستمر الحديث بعنوان آخر.

twitter@DrAlghamdiMH