عقيلة آل إبراهيم

أحيانًا أتوقع أن هناك تسابقًا كبيرًا يُجرى بين العلماء في مجال النحافة ومحاربة السمنة، ونتاج ذلك نجد الكثير من المستجدات الطبية المستخدمة في مجال التخسيس، فبعد أن كان أمر خسارة الوزن الزائد يقتصر على ممارسة الرياضة تطور الأمر إلى التدخل الجراحي وظهور العقاقير وأخيرًا وصولًا إلى أحدث الصيحات في هذا العالم وهي إبر النحافة والتي باتت أسرع وأصغر طريقة لفقدان الوزن وإذابة الدهون.

والحقيقة أنني عملت جاهدة على مطالعة الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية التي أجريت حول هذه الصيحة الطبية الجديدة والتي سوف توفر الكثير من الوقت والجهد في حال تنفيذها بالشكل الصحيح، وبالرغم مما أكدته تلك الأبحاث من سهولة وأمان تلك الإبر إلا أن هناك بعض التحذيرات التي يجب مراعاتها وعدم غض الطرف عنها وذلك حرصًا على السلامة الصحية، وللتأكيد على الحصول على الفائدة التامة من تلك الإبر، وقبل اتخاذ القرار بخسارة الوزن عن طريق هذه الآلية يجب على المستخدم أن يعرف عدة أمور عن تلك «الإبر» التي أراها من وجهة نظري الشخصية أنها ثورة طبية في مجال التخسيس.

وبحسب ما أطلعت عليه بالأبحاث الطبية فإن «إبر النحافة» تعمل على حرق الدهون من خلال آلية بسيطة جدًا وغاية في السهولة وتحقق نتائج سريعة ومُرضية وكل هذا يحدث دون حدوث أي مضاعفات جانبية، وأما عن طريقة عملها فيتم حقن الجسم بمادة يطلق عليها «الليراجلوتيد» وهي مادة مشابهة لأحد الهرمونات الطبيعية في الجسم الذي يعمل بشكلٍ رئيسي على التحكم في نسبة السكر في الدم، وبالتالي ستنخفض الشهية ويتم تأخير تفريغ المعدة وبالتالي تصبح كمية الطعام المتناولة أقل، أما الطريقة الثانية فتعمل على حقن الأجزاء المراد تخسيسها بمادة تسمى للفوسفتدايل كولين وهي مادة طبيعية في الجسم توجد في جدران الخلايا الحيوية عند حقن الخلايا بكمية زائدة عن الطبيعي من هذه المادة تزداد في الحجم وتصبح هشة وسهلة الانهيار، وتساعد إبرة التنحيف هذه على تحويل الدهون المعقدة إلى دهون بسيطة وتكسيرها، ومن ثم يمتصها الجسم وتنتقل في الدم حتى تصل إلى الكبد حيث تتم معالجتها ويتخلص الجسم منها تمامًا.

أكاد أجزم أن تلك الأبر من أبسط الطرق الطبية التي وجدت حتى اليوم في مجال فقدان الوزن، ولكن لكل شيء وجه آخر فعلى الرغم من سهولتها إلا أنها قد تكون لها أضرار في حالة عدم الالتزام بالمعايير الصحية العامة، ففي حالة إذا كانت «إبر النحافة» هي خيارك لفقدان الوزن عليك أولًا أن تكون حذرًا في الأشياء التي تدخل إلى جسدك، بدءًا من حُسن اختيار المركز الطبي الذي ستحصل فيه على الإبر، وكذلك ضرورة رؤية الحقن وقراءة تاريخ الصلاحية المكتوب عليها والتأكد من أنها صالحة للاستخدام، ولا تتردد في سؤال الطبيب أو المُشرف على الحقن عن أية أسئلة قد تدور في بالك، وكذلك ضرورة أن يتم فتح الإبر مباشرة أمامك وألا تكون مخزنة لأنها قد تكون عرضة للتلوث.

وفي النهاية أود أن أؤكد على أن المجال الطبي أعطى اهتمامًا كبيرًا لمجال النحافة والرشاقة ولابد أن يتعين على كل شخص أن يختار الطريقة الأنسب لنفسه، فالإبر قد لا تكون مُجدية مع الحالات المصابة بالسمنة المفرطة.

N.hazan.aq@hotmail.com