راكان المصعبي

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله تتنزل الخيرات والبركات وبتوفيقه وبركته تتحقق المقاصد والغايات، بفضل من الله أكملت 12 عاما دراسيا في التعليم العام، انتهت بكل يسر وسهولة وبلا أي خسائر لما اكتسبته، ببساطة صفحة بيضاء.

بدءا بعام 1431 في الصف الأول الابتدائي ونهاية بعام 1443 في الثالث الثانوي.. مرت سنوات طويلة وأنا على مقاعد الدراسة، الاستيقاظ في السادسة والذهاب في السادسة والنصف والعودة ظهرا، من كل معلم منهم أخذت زهرة في بستان الحياة، وأصبحت نجمة كل يوم يزداد بريقها ولمعانها، تلك السنوات لم تضع هدرا، استفدت بكل ما تعلمته فيها وأضافت في حياتي اليومية والمهنية تفاصيل بسيطة في يومي أثرت عليها حياتي الدراسية، بالشكلين الإيجابي والسلبي فهناك مواقف لدى كل طالب عاش تلك المرحلة لديه ذكريات مواقف لن تمحى، أيا كان الموقف الذي حدث لك سواء في المدرسة أو مكان مختلف كالمنزل أو العمل، بغض النظر عن الشعور الذي شعرت به عليك النظر إلى الجانب المملوء من الكوب، كل هذه التفاصيل هي بمثابة صخور تبني فيها شخصيتك القوية والحالمة كل هذه الأمور سوف تقويك لتحقق حلمك، لكن يعتمد على زاوية رؤيتك للموضوع أو على قوة إرادتك أو ما أسميه «الغلاف الفكري»، جميعنا لدينا هذا الغلاف والمختلف بيننا قوته وجموده، أن يبقى قويا ولا تهزمه كلمة أو نبرة، أن يبقى ثابتا ويتذكر أنه لا أحد كائنا من كان يستطيع قتل أحلامك وأفكارك، المدرسة لن تعلمك كل ما عليك القيام به فالمدرسة تعطيك الأساس وأنت عليك تكملة البناء، تفقهك في الدين وتلون سماءك الغائمة وأنت واجب عليك تكملة ذلك بالصلاة والصوم وبر الوالدين، تساعدك في فهم عناصر المجتمع وأنت عليك تحديد نفسك واختيار دورك بينهم هل أن تكون مستهلكا أم منتجا، من جهة أخرى رغم أن المدرسة من ركائز المجتمع إلا أنها غامضة بعض الأحيان، على سبيل المثال أنا شخصيا أتذكر أول يوم لي في المدرسة إلى آخر يوم في المرحلة المتوسطة 9 سنوات كاملة نسمع فيها أهمية الوقت وحكمة الاستفادة منه، وعند دخولي المحطة الأخيرة وهي الثانوية خرج مصطلح جديد ويعرف بـ «الفاقد التعليمي» والهدف منه دراسة ومراجعة أمور تم أخذها مسبقا قبل أكثر من شهر مراجعة مواد السنة الفائتة ! أمر لا جدوى منه، لم يتم تضييع ساعة كاملة يوميا بلا فائدة؟

لم يجب علينا إهدار وقتنا وتحطيم نظرتنا لنصائح لا تهدر وقتك؟

ختاما، الحمد لله على نعمة وجود المدرسة وعلى وجود حكومة مثل حكومتنا الرشيدة لاهتمامها وحرصها الكبير على مصلحة الإنسان والطلاب وعلى استحقاقهم للتعليم، كل إنسان يستطيع أن يتعلم ويبدأ يخوض مغامرة جديدة لكن لا يستطيع الجميع المواصلة، تذكر جيدا قبل أن تتوقف وتنسحب أنك حلمت لسنوات بأحلامك وطموحاتك لا تنسحب بمنتصف الطريق، عليك إكمال ما بدأته وصنع المستحيل لحلمك فأنت لها.

iirakanii09@gmail.com