بوليتيكو

قالت مجلة «بوليتيكو»: إن كازاخستان تجد صعوبة في تحقيق توازن في العلاقات بين روسيا والغرب، مع اتساع الانقسام الجيوسياسي في أوراسيا.

وبحسب مقال لـ «نرجس كاسينوفا»، مديرة برنامج آسيا الوسطى في مركز «ديفيس» للدراسات الروسية والأوروبية الآسيوية بجامعة «هارفارد»، تحاول كازاخستان وضع نفسها كدولة منفتحة وريادية وكشريك مفيد لروسيا المعزولة حاليا، ولكنها أيضا دولة غير معزولة عن بقية العالم.

وتابعت الكاتبة تقول: لكن مع استمرار الانقسام الجيوسياسي بين موسكو والغرب في الاتساع، سيكون هذا بالتأكيد إنجازا يصعب تحقيقه.

ومضت تقول: ظهرت صعوبة هذه المهمة بوضوح هذا الشهر، حيث طمأن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، قادة الاتحاد الأوروبي إلى أنه يمكنهم الاعتماد عليه لمساعدة الكتلة المكونة من 27 دولة في التغلب على أزمة الطاقة.

وأضافت: مع ذلك، وفي اليوم التالي فقط، أمرت محكمة في نوفوروسيسك، التي تعد ميناء روسيا على البحر الأسود، بإغلاق خط أنابيب النفط القادم من كازاخستان، والذي يرسل إمدادات إلى أوروبا، لمدة شهر.

وأردفت: ظاهريا، كان أمر الإغلاق استجابة لانتهاكات أنظمة التسرب النفطي، ومع ذلك، عندما أصدر توكاييف تعليمات لاحقا للحكومة في اجتماع عاجل لمجلس الوزراء لإعطاء الأولوية لتطوير الممر العابر لبحر قزوين، متجاوزا روسيا مقابل النفط الكازاخستاني، عدلت المحكمة قرارها، واستبدلت التعليق بغرامة بدلا من ذلك.

ومضت تقول: أثار هذا الانعكاس شكوكا في أن إجراءات المحكمة، وكذلك الاضطرابات السابقة الناجمة عن الأضرار التي لحقت بمنشآت التحميل جراء عاصفة في مارس، والبحث عن مناجم الحرب العالمية الثانية في ميناء أكواتوريا في يونيو، كانت ذات دوافع سياسية وجزءا من عقوبات متبادلة بين الغرب وروسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وبحسب الكاتبة، ظهر التحدي الذي يواجه توكاييف بوضوح في منتدى «سانت بطرسبرغ» الاقتصادي الدولي في يونيو، وتابعت: بصفته الزعيم الأجنبي الوحيد البارز الذي حضر المنتدى شخصيا، كان الجلوس بجانب بوتين بمثابة إظهار واضح للتضامن مع توكاييف، لكن الجلسة العامة نفسها كشفت أن الاثنين على خلاف.

وأضافت: في حين أن روسيا بوتين تنغلق سياسيا واقتصاديا، فإن الدولة الكازاخستانية الفتية مصممة على البقاء مفتوحة، وسيستمر هذا الصدام فقط في الأسابيع والأشهر القادمة. واستطردت: إذا افترضنا أن فترة «عزلة» روسيا ستستمر لعدة سنوات، فما الذي يمكن أن تفعله كازاخستان لنفسها ولأوراسيا والعالم؟ وأشارت إلى أن المسارين المختلفين جذريا، يسعيان لتحقيق الهدف نفسه، وهو تعزيز السيادة الوطنية. وأضافت: جعل بوتين السيادة الموضوع الرئيسي لخطابه المطول في الجلسة العامة، مستخدما الكلمة 9 مرات، واشتكى من أن الولايات المتحدة ودول المليار الذهبي، التي هي الدول الصناعية الغنية، تعامل كل الآخرين على أنهم مستعمرات، وأصر على أن روسيا يجب أن تهتم بسيادتها بطريقة شاملة عبر الدفاع عن السيادة السياسية والهوية الوطنية. وأردفت: كانت تصريحات توكاييف في الحدث أقصر وأقل عاطفية، وأعاد بهدوء وأدب التأكيد على موقف كازاخستان المؤيد لمبدأ وحدة الأراضي على مبدأ تقرير المصير، وكذلك عدم الاعتراف بالأراضي شبه الحكومية في دونيتسك ولوجانسك.