أحمد الحلبي

تذكرت شطر هذا البيت للشاعر أحمد رامي من قصيدة (إلى محراب أفكاري)، وأنا أتابع بين الفينة والأخرى التقارير التليفزيونية، التي يعدها ويقدمها الزميل تركي الأحمري من مركز تليفزيون مكة عبر برنامج (صباح السعودية) كاشفا من خلالها أسرار العديد من الأغاني العربية والسعودية، والخلافات التي أثيرت حولها، فأورد على سبيل المثال قصة أغنية (الأطلال) لكوكب الشرق أم كلثوم، التي كتب كلماتها الشاعر إبراهيم رامي، وخرجت للجمهور عام 1966م، ولحنها رياض السنباطي، وتحدث الأحمري عن قصة القفلة الأخيرة من الأغنية، التي أصر السنباطي أن تكون عالية، في حين طلبت أم كلثوم أن تكون الطبقة منخفضة، ورفضت أن تغنيها في الطبقة العالية، لكن السنباطي رفض ذلك، وأصر على موقفه فخرجت كما يريد ووجدت ترحيبا غير مسبوق، وبيّن الأحمري أن الجمهور نسي هذه القصة نتيجة لكون أغنية (الأطلال) قد تم اختيارها من منظمة اليونسكو العالمية للثقافة التابعة للأمم المتحدة ضمن أفضل مائة أغنية على مستوى العالم للقرن العشرين، وفازت (الأطلال) من بينها كأغنية عربية واحدة فقط.

ومن السنباطي وخلافه مع أم كلثوم، ينقلنا الأحمري إلى أغنية (مر ظبي سباني)، التي كتب كلماتها شاعر الوطن إبراهيم خفاجي، وخرجت كما يقول الأحمري: بأسلوب فني وحواري ممتع، بين كاتبها إبراهيم خفاجي، وهذا الظبي الفاتن، الذي يسأله الخفاجي أنت من فين؟

من أبها الملاح أم سودة عسير، أم أنت من أهل الخميس أم أنت بالله أسمري أم أحمري.

ويواصل الأحمري قائلا: إن الخفاجي كان يعمل لفترة مفتش في وزارة الزراعة، وكان يتردد على مكاتب الوزارة في أبها وفي إحدى زيارتها في مطلع السبعينيات الميلادية قرر كتابة أغنية وصفية عن أرض الجنوب، واعتمد على مكاتب الزراعة في أبها والسودة والخميس وباللسمر وبالأحمر والنماص، ومن خلال جمعه لمعلومات عن المنطقة وعاداتها خرجت الأغنية في لوحة بانورامية لمناطق الجنوب.

ومن الخفاجي وأبها، يستعرض الأحمري الألحان الخليجية خلال الثمانينيات والتسعينيات الميلادية، التي تمثل الفترة الذهبية للأغنية الخليجية، والتي أوصلتها للعالمية، مبينا أن ما حملته الألحان الخليجية من عاطفية صادقة أوصلتها للمستمعين بسرعة فائقة وتفاعل كبير، متحدثا عن أشهر الملحنين ومنهم محمد شفيق، سامي إحسان، صالح الشهري، سراج عمر، وطلال باغر، وعبده مزيد، وخالد الشيخ، ناصر الصالح، غازي علي، ويوسف المهنا في أغنيته الشهيرة ابعاد كنتم والا قريبين.

وما قدمه الزميل الأحمري إن كان يمثل عملا تليفزيونيا، فإنه بحاجة إلى مَن يتبناه ليحوله إلى عمل توثيقي في كتاب يحمل اسم (أسرار الأغاني)، لكونه يكشف أسرار الكثير من الأغاني، التي يجهلها الجمهور.

@ashalabi1380