عبدالله السحيمي

يقضي البعض من الرجال المتزوجين أوقاتهم خارج المنزل مختلفين في ذلك ما بين اهتمامات خاصة وما بين جلسات مع أصدقاء وزملاء، وفي كلتا الحالتين يتم إهدار الوقت على حساب أسرته وهو مما يولد فجوة تتسع مع مرور الوقت وتفرز عددا من المشكلات المتجددة نتيجة الشعور بالإهمال وعدم الاهتمام وغالبا يصنع شخصيات متنافرة الكل ينظر للآخر بأنه المخطئ والمتجاوز والمتغير ويتحول هذا الحكم القطعي إلى لغة شك تسحب من خلالها الأصدقاء والمعارف بحجة أنه صاحب فلان أو غيره والموضوع برمته يعود إلى أرباب الأسرة الزوج والزوجة اللذين وقعا في فخ الاتهامات وتفرغا للإثبات بأن كل واحد منهما مظلوم وهو مما دعا إلى تسيد عدم القدرة على المكاشفة والعيش تحت وطأة التساؤلات والغمز والهمز.

وقد نتج عن ذلك مشكلات متعددة منها الصمت العاطفي حيث يبقون تحت سقف واحد بحجة الحفاظ على المنزل والأبناء، كذلك البخل العاطفي الذي يعيشه البعض فلا كلمة جميلة ولا ابتسامة مشرقة ولا ثناء يقال ولا احتفالية بأي موقف يستحق الاحتفال، وقد يتأثر الأبناء دون بوح أو تعبير مما يحدث فتنشأ لديهم فكرة الابتعاد عن الزواج والهروب عنه لوجود المثال الواقعي أمامهم ومن خلال ما يرونه من تصرفات يومية تفقد الاحترام والتقدير والاعتزاز بينهم.

إن الزواج بمفهومه المقدس هو شراكة بين طرفين يعيشان التمسك والتماسك في بناء بيئة قادرة على القيم الجميلة التي تهدف وتستهدف الثبات الذي يغرق بالمشاعر الإنسانية القائمة على مبادئ الدين وإبراز الصورة الحسنة التي تعطي قوة النموذج تربويا من خلال الممارسات التي تكشف أبعاد الحياة الزوجية القائمة على احترام الذات وحرية الرأي والمشاركة والعاطفة الجياشة في إثراء حياة تعتمد على تقدير الآخر.

إن أكثر العلاقات تقوم على البحث عن النموذج وهي قضية تدفع الثمن في اختلافات وتخلف المسايرة والتسيير في البحث عن الأفضل والأجمل وعن اكتمال كل شيء.

إن البناء الأسري يحتاج إلى التعامل الذي يقارب ويعالج ويقدر ويثمن أن الكمال ليس مطلبا بل التغافل والتجاهل والتكاتف والمبادرة هي سمات قوة تمنح وتعطي وتعزز ارتقاء العلاقة واستمرارها بشكل يحميها ويحرسها.

إن العلاقة الزوجية تضعف وتمر على حالة من الفتور ومن الغضب والعتب وهي تحتاج إلى المبادرة حينما تمر في مثل هذه المسارات.

وأقوى ما يميزها الصبر والإيثار والعطاء واستحضار المواقف الأميز وإحضار الصور الذهنية التي تعكس جمال العلاقة المبنية على أن جمال الاستمرار هو التفاني والتضحية التي تبقى الصورة التي تعزز فينا أن حياتنا هي سر البقاء المسكون بالقيم.

Twitter:@Alsuhaymi37