@shlash2020
ذكر شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب «قال عمرو بن العلاء القارئ: ساد عتبة بن ربيعة وكان مملقا، وساد أبو جهل وكان حدثا، وساد أبو سفيان وكان بخالا، وساد كليب بن وائل وكان ظلوما، وساد عيينة وكان محمقا، ولم يسد قط كذاب، فصلح السؤدد مع الفقر والحداثة والبخل والظلم والحمق، ولم يصلح مع الكذب، لأن الكذب يعم الأخلاق كلها بالفساد».
اليوم نعاني من سيل من الكذب، مشهور السناب والتيك توك يكذب ليجمع الجمهور، ويكذب في عدد المشاهدات ليجلب الإعلانات، وفي بعض المجالس يتصدر من يكذب ويتحرى الكذب، بل ويصدر فيسأل ليكذب في حضور الصغير والكبير والقريب والبعيد، وفي المؤسسات يكذب القائد ويعطي الوعود التي يعلم هو قبل غيره أنه لن ينفذها، ويختلق الموظف الأعذار الكاذبة ليتهرب من كل شيء، وفي البيوت يكذب الأب على أبنائه، ويكذب الأبناء والبنات على والديهم، وإذا أتيت السوق الواقعي -ومنها سوق السيارات والعقارات- والإلكتروني وجدت الكذب والمبالغة.
نظرة سوداوية، نعم، إذن ما الحل؟
الحل بالتزام الصدق، وتشويه الكذابين وعدم إتاحة الفرصة لهم، وتنفير الأبناء من الكذب وتربيتهم على الصدق، فالكذب دماره ليس على الكذاب ولا على مَن يستمع له، بل على المجتمع بأكمله، فهو يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وبالتالي فكثير مما قام على الكذب من مشاريع سيكون مصيره الفشل والدمار.
يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: «ثلاث من كن فيه فهو منافق، إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف، فمن كانت فيه واحدة منهن، لم تزل فيه خصلة من النفاق حتى يتركها».
وقال يحيى بن خالد: رأيت شريب خمر نزع، ولصا أقلع، وصاحب فواحش رجع، ولم أر كذابا رجع.
وقال بعض الحكماء لولده: يا بنى إياك والكذب، فإنه يزرى بقائله، وإن كان شريفا في أصله، ويذله وإن كان عزيزا في أهله، وقال الأحنف بن قيس: اثنان لا يجتمعان: الكذب والمروءة.
لا أدري كيف يرتاح الكذاب عندما يضع رأسه على وسادته، وإن من أعظم المسبة أن يقال للشخص: يا كذاب أو يا كذابة، أو يوصف بأنه كذوب.
ذكر شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب «قال عمرو بن العلاء القارئ: ساد عتبة بن ربيعة وكان مملقا، وساد أبو جهل وكان حدثا، وساد أبو سفيان وكان بخالا، وساد كليب بن وائل وكان ظلوما، وساد عيينة وكان محمقا، ولم يسد قط كذاب، فصلح السؤدد مع الفقر والحداثة والبخل والظلم والحمق، ولم يصلح مع الكذب، لأن الكذب يعم الأخلاق كلها بالفساد».
اليوم نعاني من سيل من الكذب، مشهور السناب والتيك توك يكذب ليجمع الجمهور، ويكذب في عدد المشاهدات ليجلب الإعلانات، وفي بعض المجالس يتصدر من يكذب ويتحرى الكذب، بل ويصدر فيسأل ليكذب في حضور الصغير والكبير والقريب والبعيد، وفي المؤسسات يكذب القائد ويعطي الوعود التي يعلم هو قبل غيره أنه لن ينفذها، ويختلق الموظف الأعذار الكاذبة ليتهرب من كل شيء، وفي البيوت يكذب الأب على أبنائه، ويكذب الأبناء والبنات على والديهم، وإذا أتيت السوق الواقعي -ومنها سوق السيارات والعقارات- والإلكتروني وجدت الكذب والمبالغة.
نظرة سوداوية، نعم، إذن ما الحل؟
الحل بالتزام الصدق، وتشويه الكذابين وعدم إتاحة الفرصة لهم، وتنفير الأبناء من الكذب وتربيتهم على الصدق، فالكذب دماره ليس على الكذاب ولا على مَن يستمع له، بل على المجتمع بأكمله، فهو يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وبالتالي فكثير مما قام على الكذب من مشاريع سيكون مصيره الفشل والدمار.
يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: «ثلاث من كن فيه فهو منافق، إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف، فمن كانت فيه واحدة منهن، لم تزل فيه خصلة من النفاق حتى يتركها».
وقال يحيى بن خالد: رأيت شريب خمر نزع، ولصا أقلع، وصاحب فواحش رجع، ولم أر كذابا رجع.
وقال بعض الحكماء لولده: يا بنى إياك والكذب، فإنه يزرى بقائله، وإن كان شريفا في أصله، ويذله وإن كان عزيزا في أهله، وقال الأحنف بن قيس: اثنان لا يجتمعان: الكذب والمروءة.
لا أدري كيف يرتاح الكذاب عندما يضع رأسه على وسادته، وإن من أعظم المسبة أن يقال للشخص: يا كذاب أو يا كذابة، أو يوصف بأنه كذوب.