صالح بن حنيتم

(بنك الوقت) مبادرة سويسرية عبارة عن إيجاد بنك رصيده ساعات لا عملات بحيث تحسب ساعات المتطوعين وتضاف إلى أرصدتهم، فكل ساعة يقضيها ⁧‫المتطوع‬⁩ في خدمة العجزة تضاف كعملة ⁧‫رقمية‬⁩ لحسابه البنكي وهنا تلعب العواطف دورا في جودة هذا الرصيد، ويمكن للمتطوع استخدام نقاطه عند كبره أو إهداء نقاطه للمحتاج، ويصبح حسابه مميزاً عند حصوله على 10 آلاف عملة، وهذا المشروع سيساهم في رفع وتعزيز التطوع‬⁩! ومع مرور الزمن عندما تتحول القوة للشخص صاحب الحساب إلى ضعف بحكم عامل السن وهذه سنة الله في خلقه، حينها يستخدم من رصيد الحساب لتوفير كل ما يحتاجه من مساعدة عند الكبر أو عند الحاجة أو باستطاعته أن يهدي نقاطه للمحتاجين.

وسويسرا لم تكن صاحبة السبق في حكاية بنك الوقت، فهناك حوالي 34 دولة سبقت سويسرا في تطبيق هذا المفهوم بما في ذلك المملكة المتحدة، التي تبنت خطة «بنك الوقت» في عام 2000، ومن هذه الدول على سبيل المثال الهند والولايات المتحدة الأمريكية واليابان ونيوزيلندا وإسبانيا واليونان وغيرها أيضًا بين البلدان، الذين اعتمدوا هذا النظام.

بموجب مقترح «بنك الوقت»، فإن النظام يسمح للمتطوعين رعاية كبار السن، الذين يحتاجون إلى المساعدة بحب وعطف وعدد الساعات، التي يقضونها مع كبار السن أو يعتنون بهم، فالنظام عبارة عن مقايضة يسمح للناس «بإيداع» و«سحب» وقتهم، بناءً على قدراتهم واحتياجاتهم. تشمل الخدمات القائمة على الوقت، التي يمكنك تقديمها للمحتاجين وكبار السن، وكذلك مجالسة الأطفال أو أي وظيفة تطوعية أخرى تستغرق وقتًا. يتم إيداعها في حساباتهم الشخصية في نظام الضمان الاجتماعي، وهنا تأتي جمال الفكرة، فعندما يكبر المتطوع في السن ويحتاج إلى شخص ما للمساعدة، هنا يمكنه استخدام رصيده في «بنك الوقت»، ويتم تعيين متطوع للقيام بمساعدته!

اقتبس ما قاله الدكتور محمد الأنصاري «جمال (بنك الوقت) تعزيز فكرة الادخار لدى المتطوعين واستخدام أرصدتهم لعمل الخير، خاصة إذا تم ربط الأرصدة المتراكمة للمتطوعين بجهات مانحة مثل البنوك والشركات والمؤسسات لإعطاء أموال تتناسب مع مدخرات كل متطوع. فمثلا إذا كنت متطوعا ولدي رصيد 1000 (ساعة) نقطة من أعمالي التطوعية لدى البنك، فإن الجهة المانحة تدعم رصيدي بألف ريال (ريال لكل نقطة) يمكنني استخدامها فقط في الأعمال الخيرية المتعلقة بمساعدة كبار السن مثل ترميم منازلهم أو شراء احتياجاتهم الضرورية بهذا تعزز عملية النفع والمساهمة المجتمعية من الأفراد في سد احتياجات المجتمع لتلك الفئة الغالية».

علقت على تغريدة الدكتور محمد بأن هذه الفكرة مناسبة للغرب لأنهم يفتقدون للترابط الأسري، فرصيد الآباء والأمهات في هذا الجانب ما ينتهي في عالمينا الإسلامي والعربي، فكان رد الدكتور أشمل وأكمل حيث قال «بارك الله فيك صديقي صالح.. وجعل الله إيماننا وفطرتنا تقودنا دوماً لبر والدينا وطاعتهما...

‏الفكرة المقترحة تقودنا إلى منظومة أكبر من ذلك، وذلك لتعزيز التطوع وربطها بأمور مثل التوثيق التطوعي والملازمة لكبار السن بحوافز عينية مستقبلية ورفع ثقافة التطوع ونشره بالجيل الصاعد بلغة يفهموها»، بعد هذا الحوار المختصر في عدد من التغريدات اكتشفت أني (صح) ولكن الدكتور محمد (أصح)؛ لأنني نظرت من زاوية اجتماعية ضيقة، والدكتور من زاوية مجتمعية أشمل، فتحية للدكتور على نظرته الشاملة ونتطلع بأن يكون لدينا بنك للوقت، الثروة ثمينة، التي يهدرها أغلب شبابنا!!

Saleh_hunaitem@