ما أقسى الناس في حكمهم وفهمهم وتعاطيهم لحياة الآخرين..
ما أقساهم حينما تكون حياتك مكللة بالإنجازات، لكنهم لا يحفظون إلا سقطة سقطتها ذات مرة..
ويلٌ لهم.. لما يكون إبداعك يتلألأ لكل ذي عينين، لكنهم لا يبصرون إلا النقطة السوداء في صفحات أعمالك البيضاء.
قلت هذا الكلام أثناء قراءة عابرة لشخصية العالِم المسلم الأندلسي عباس بن فرناس رحمه الله..
عاش متنقلًا بين البلدان طلبًا للمعرفة.. وتميَّز بالموهبة؛ فكان يحبّ تفكيك الآلات، وإعادة تركيبها مرة أخرى، وكان مهتمًا بالشعر والفيزياء والهندسة والفلك.. وتُنسب له اختراعات منها؛ الساعة المائية التي سمَّاها «الميقات»، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.. وساهم ابن فرناس في تطوير الكتابة عن طريق اختراعه قلم الحِبر.
ويُعدُّ ابن فرناس أوّل مَن اخترع آلة طيران، وقد استوحى فكرتها من قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ...)، ففهم هذه الآية، وعرف أن أجنحة الطيور هي التي تُمكّنها من الطيران، وتُثبّتها في الجو، فصنع أجنحة من الريش، ثمّ انطلق في أول محاولة طيران، غير أنه واجه صعوبة في الهبوط، كان سببها عدم التفاتته إلى ضرورة صناعة ذيلٍ يساعده على الهبوط الآمن، مما تسبب في سقوطه، وإصابته ببعض الكسور ولم تتسبب في موته، كما أُشِيع.
هل رأيتم؟..
عالِمٌ له أعمال واختراعات متعددة، ونبوغ في عدة مجالات، لكن الناس لم يحفظوا عنه إلا محاولته الطيران وسقوطه على الأرض.. رغم أنها لا تُعدُّ فشلًا بالمعنى الحقيقي؛ لأنه تطبيق يحتاج إلى تعديل حتى تُنفذ التجربة، ولأن المحاولة وتكرار التجارب من صفات الموهوبين.
لكن.. هكذا هم الناس لا يتذكرون إلا السيئ.. ولا يلفت انتباههم إلا للسقوط، ولا يطيرون في الآفاق إلا بالتفاهات.
من الخطأ.. أن تركز على عثرة واحدة، وتتغاضى عن العشرات من أفعال الآخرين الناجحة.. وقِس على هذا مَن ينسى كل ماضيك الجميل مقابل موقف سيئ لم يعجبه.
صدق مَن قال: لو أُصبت (99) مرة وأخطأت مرة واحدة، لنسي الناس الـ (99)، وحاسبوك على الواحدة، وعلى هذا المنوال فـ «البشر لا يتذكَّرون ما قمت به من أجلهم، بل يتذكرون ما لم تستطع القيام به»، كما قال الأديب «وليم شكسبير».
* قفلة:
قال أبو البندري غفر الله له:
كلام الناس مثل الكتاب.. اقرأه.. لكن لا تصدق كل ما فيه!.
@alomary2008
ما أقساهم حينما تكون حياتك مكللة بالإنجازات، لكنهم لا يحفظون إلا سقطة سقطتها ذات مرة..
ويلٌ لهم.. لما يكون إبداعك يتلألأ لكل ذي عينين، لكنهم لا يبصرون إلا النقطة السوداء في صفحات أعمالك البيضاء.
قلت هذا الكلام أثناء قراءة عابرة لشخصية العالِم المسلم الأندلسي عباس بن فرناس رحمه الله..
عاش متنقلًا بين البلدان طلبًا للمعرفة.. وتميَّز بالموهبة؛ فكان يحبّ تفكيك الآلات، وإعادة تركيبها مرة أخرى، وكان مهتمًا بالشعر والفيزياء والهندسة والفلك.. وتُنسب له اختراعات منها؛ الساعة المائية التي سمَّاها «الميقات»، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.. وساهم ابن فرناس في تطوير الكتابة عن طريق اختراعه قلم الحِبر.
ويُعدُّ ابن فرناس أوّل مَن اخترع آلة طيران، وقد استوحى فكرتها من قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ...)، ففهم هذه الآية، وعرف أن أجنحة الطيور هي التي تُمكّنها من الطيران، وتُثبّتها في الجو، فصنع أجنحة من الريش، ثمّ انطلق في أول محاولة طيران، غير أنه واجه صعوبة في الهبوط، كان سببها عدم التفاتته إلى ضرورة صناعة ذيلٍ يساعده على الهبوط الآمن، مما تسبب في سقوطه، وإصابته ببعض الكسور ولم تتسبب في موته، كما أُشِيع.
هل رأيتم؟..
عالِمٌ له أعمال واختراعات متعددة، ونبوغ في عدة مجالات، لكن الناس لم يحفظوا عنه إلا محاولته الطيران وسقوطه على الأرض.. رغم أنها لا تُعدُّ فشلًا بالمعنى الحقيقي؛ لأنه تطبيق يحتاج إلى تعديل حتى تُنفذ التجربة، ولأن المحاولة وتكرار التجارب من صفات الموهوبين.
لكن.. هكذا هم الناس لا يتذكرون إلا السيئ.. ولا يلفت انتباههم إلا للسقوط، ولا يطيرون في الآفاق إلا بالتفاهات.
من الخطأ.. أن تركز على عثرة واحدة، وتتغاضى عن العشرات من أفعال الآخرين الناجحة.. وقِس على هذا مَن ينسى كل ماضيك الجميل مقابل موقف سيئ لم يعجبه.
صدق مَن قال: لو أُصبت (99) مرة وأخطأت مرة واحدة، لنسي الناس الـ (99)، وحاسبوك على الواحدة، وعلى هذا المنوال فـ «البشر لا يتذكَّرون ما قمت به من أجلهم، بل يتذكرون ما لم تستطع القيام به»، كما قال الأديب «وليم شكسبير».
* قفلة:
قال أبو البندري غفر الله له:
كلام الناس مثل الكتاب.. اقرأه.. لكن لا تصدق كل ما فيه!.
@alomary2008