د. شجاع البقمي



shujaa_albogmi@

تجذبني دائماً لغة الأرقام، فهي لغة الاقتصاد الأولى، ومن خلالها يمكن للمستثمر أن يضع إستراتيجياته وأولوياته، ليرتكز بذلك على معلومات دقيقة وموثوقة، ساعياً نحو تعظيم فرص نجاحه، ونمو أعماله في الأسواق القوية، التي تمتلك زخماً عالياً من الحيوية والنمو، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية.

قبل أيام قليلة، صدرت بيانات حديثة، تؤكد تحقيق الاستثمار الجريء في المملكة العربية السعودية، خلال النصف الأول من عام 2022، نمواً بنسبة 244 % مقارنة بالنصف الأول من عام 2021، متجاوزاً إجمالي الأموال المستثمرة في الشركات الناشئة السعودية في كامل عام 2021، جاء ذلك نتيجة تنفيذ استثمارات بقيمة قياسية بلغت 2 مليار و190 مليون ريال في شركات ناشئة سعودية.

وفي تفاصيل أكثر، أكد التقرير الصادر عن منصة MAGNiTT المتخصصة ببيانات الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة، وبرعاية من «السعودية للاستثمار الجريء»، أنه على الرغم من أن عام 2021 كان عاماً إيجابياً للاستثمار الجريء في المملكة، إلا أن النصف الأول من عام 2022 شهد نمواً غير مسبوق، إذ سجلت قيمة الاستثمارات الجريئة المنفذة خلال النصف الأول منه رقماً قياسياً جديداً.

وتقدمت المملكة من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الثانية بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث عدد الصفقات، التي بلغت 79 صفقة، محققة نمواً بنسبة بلغت 36 % مقارنة بالنصف الأول من عام 2021، حيث تمكنت المملكة من الحفاظ على مكانتها كثاني أكبر سوق جذباً للاستثمار الجريء بين دول المنطقة خلال النصف الأول من عام 2022.

وسجلت منظومة الاستثمار الجريء في السعودية مشاركة قياسية جديدة للمستثمرين بلغت 88 مستثمراً خلال النصف الأول من عام 2022، إذْ ارتفع عدد المستثمرين بنسبة 126 % مقارنة بالنصف الأول من عام 2021، كما أنه 42 % من المستثمرين من خارج المملكة.

وعطفاً على هذه الأرقام، والنمو القوي في حجم الاستثمار الجريء... من المهم أن نشير إلى أن رواد الأعمال المميزين، الذين يؤسسون شركاتهم الناشئة القادرة على النمو السريع والكبير؛ هم ركيزة مهمة في هكذا نجاحات، بل إن شركاتهم الناشئة ستصبح يوماً ما -بإذن الله- شركات أكبر قادرة على خلق الكثير من فرص العمل، والتدريب، والنجاح.

وتبرهن لغة الأرقام، أن الاقتصاد السعودي يمتلك ولله الحمد سوقاً جاذبةً لرواد الأعمال والمستثمرين من المملكة العربية السعودية وخارجها؛ نظراً لضخامة حجم هذا السوق، وحيويته، وقوّته في الوقت ذاته.

ختامًا... من المهم الإشارة إلى أن المملكة حققت نمواً قياسياً في الاستثمار الجريء خلال الأعوام الماضية، وفي إطار رؤية المملكة 2030، تم إطلاق العديد من المبادرات الجديدة لتحفيز الاستثمار الجريء ونمو الشركات الناشئة، بالإضافة إلى ظهور أعداد متزايدة من صناديق الاستثمار الجريء.