اليوم - الرياض

اختتم أمس مهرجان «جاكس للفنون»، الذي أقيم في قلب الدرعية بتنظيم من وزارة الثقافة، وهو مهرجان فني متنوع شارك فيه فنانون سعوديون وعالميون، وعزز بمحتواه الإبداعي الأصيل من مكانة الدرعية كمظلة جامعة يلتقي فيها المبدعون من مختلف دول العالم في بيئة فنية متكاملة، متضمنا مختلف أنواع الفنون الموجودة في جاكس، ليجيب عن تساؤلات عدة حول تمازج الألوان فيها وحركتها والتفرد في تركيبها، وكذلك المعنى المختبئ خلف تفاصيلها.

وصممت الوزارة مهرجان «جاكس للفنون» ليستثير جميع الحواس الخمس للزوار من خلال الأنشطة والفعاليات التي تدعو إلى التفاعل معها بشكل مباشر، إذ تثير الأعمال والتراكيب الفنية فضول الزائر، وتقوده كي يشعر ويعبر ويجرب ويبحث عن الإجابات، وعن المضمون الفني والبعد الثقافي لمحتوى المهرجان، في رحلة معرفية فنية وإبداعية.

وذكرت الفنانة نجلاء آل مغيرة أنها شاركت بالعمل الفني «غمام» الذي استلهمت فكرته من بعض قصص النساء اللاتي مررن بظروف صعبة وما زلن متمسكات بقوتهن وبطموحهن العالي ولم تتغير همتهن، وعكست الفكرة في هذا العمل الفني تشبيه المرأة وعلو طموحها وقوتها بصمود وشموخ النخلة في الطبيعة الصحراوية ‎في المملكة، مشيرة إلى أنها حاولت إيصال فكرة العمل من خلال بعض الرموز في اللوحة، في دعوة للتفكر وتحريك ذهن المتلقي والغوص به في بحر التأمل، وأضفت للوحة خامات متعددة لتلامس الواقع وتثير حاسة البصر في تمييز الخامات البارزة في اللوحة.

وأشادت بالكم الفني الهائل في المهرجان الذي يستهدف جميع شرائح المجتمع، ويوفر مساحة لتذوق الإبداعات الفنية، واصفة ذلك بالتظاهرة الفنية العالمية، واختتمت بقولها: فخورة وسعيدة بالمشاركة في معرض توجد فيه نخبة من الفنانين العالميين والسعوديين، وأطمح إلى إيصال رسالتي من خلال عملي الفني، والمشاركة في تلك المعارض هي أكبر دافع لي كفنانة للاستمرار في الفن وتطويره، وتفاعل الجمهور الحاضر وتشجيعهم لي وأسئلتهم عن مفاهيم العمل أمور تجدد روحي الفنية.

وأبدت الفنانة ميساء شلدان سعادتها بالمشاركة في المهرجان، وقالت: المشاركة في فعالية بحجم مهرجان جاكس بموقعه المميز في محافظة الدرعية إضافة مهمة لكل فنان، نظرا لما تتمتع به تلك المنطقة من هوية تاريخية وأرض صلبة تساعدنا على الوقوف عليها فكريا وإنسانيا للمشاركة مع العالم بلغة الفن، ليتعرفوا على هويتنا وبيئة أفكارنا وتراثنا، خصوصا أن المعرض بجميع أقسامه يتناسب مع مختلف شرائح المجتمع العمرية والفكرية، إضافة إلى كونه يمتاز بقابلية التفاعل والحوار لإشباع الفضول.

وتحدثت شلدان عن عملها المشارك في المهرجان موضحة أنه «عمل تركيبي» يحكي قصة بدايات مدينة جدة، وعمرانها العريق الذي يتجاوز 3000 سنة، من خلال البناء الذي استخدم فيه الحجر المنقبي الذي يعد من الأحجار المرجانية، وأضافت: هناك الكثير من الحكايات خلف تلك الأحجار التي احتضنت قصص العطاء والتكافل والوحدة وحب الحياة، إضافة إلى الفكر الإنساني بما يتضمنه من عادات اجتماعية وطقوس، اجتمعت لتجسد حالة «النعيم» الذي شعرت به خلال إقامتي ضمن برنامج «الإقامة الفنية» بجدة التاريخية.

وأشارت إلى أن الصوت المرافق للعمل جاء بإنشاد الفنانة التونسية سهى الشواشي، ومشاركة المؤلف الموسيقي الإندونيسي راما سابوترا، والكلمات من قصيدة «عجبت منك ومني»، إضافة إلى أصوات دقات القلب، ورفيف الحمام، وتغريد العصافير، وموج البحر، ومواء القطط.