عبدالله العماري، علي العيسى - الرياض

'اليوم' تطرح آراء المختصين على طاولة المدير الجديد للمرور «2 - 6»

استطلعت «اليوم» آراء عدد من المختصين، حول منظومة المرور بالمملكة، للتعرف على مقترحاتهم وأفكارهم، بما يدعم سلامة الطرق، وتحقيق الانسيابية، وتطوير الخدمات، والحد من المخالفات، إلى جانب الوقوف على نقاط الضعف والتحديات لمعالجتها، وتلبية الاحتياجات المختلفة، خلال الفترة المقبلة.

وطرح خبراء ومواطنون، على طاولة المدير العام الجديد للإدارة العامة للمرور، العميد م. علي محسن الزهراني، عددا من المطالب الرامية لتعزيز السلامة المرورية، ومنها إيجاد حلول جذرية للاختناقات المرورية، وتطوير نظام الرصد الآلي للمخالفات، وحل مشكلات سير الشاحنات، من خلال برنامج لتنظيم تدفقها على الطرق وفق مواعيد مجدولة.

ضبط تفاوت السرعات في الطريق الواحد

طالب المستشار الأمني أستاذ الإعلام الأمني بجامعة نايف العربية سابقا اللواء د. بركة الحوشان، بضبط مسألة تفاوت السرعات في الطرق من خلال وضع لوحات تحذيرية وإرشادية، توضح السرعة المطلوبة لقائدي المركبات، حال تغيرها، مشيرا إلى أن تفاوت السرعات على الطريق الواحد، أحد أهم أسباب تحرير المخالفات على بعض قائدي المركبات، دون تعمد منهم، ولكن بسبب عدم معرفتهم بتغير مستوى السرعة.

وقال: هناك أيضا بعض الملاحظات، على كاميرات «ساهر»، إذ يستحسن أن يتم تحديد أماكن وجودها، من قبل إدارات المرور والشركات المؤولة عنها، ووضع لوحات إرشادية وتوعوية.

وأضاف: نلاحظ، أيضا، نقصا لرجال المرور في الأماكن ذات الكثافة العالية، إضافة إلى أهمية وجود المحاكم المرورية، التي ستمثل قفزة نوعية في الخدمات المرورية. وبيّن: رجل المرور معني بضبط المخالفة ويفترض أن يكون الحكم للقضاء في المحاكم المرورية، الذي سبق أن تم الوعد بها منذ سنوات طويلة ولا نزال ننتظر.

واقترح «المستشار الأمني»، إيجاد عقوبات بديلة للمخالفات، تشمل فئات معينة خاصة الأقل من 24 سنة، من خلال تكليفها ببعض الأعمال في الشأن العام بدلا من فرض العقوبات المالية، ونتمنى إعادة النظر في الغرامات المالية، خصوصا على صغار السن.

تحقيق التكامل والتنسيق لحل الأزمات

ذكر الخبير الهندسي سعود الدلبحي أن المشاكل المرورية، سببها الأزمة في التشغيل والإدارة، وعلى سبيل المثال، فإن مشكلة الازدحام المروري، تحتاج إلى مهندسين مختصين لإدارتها، ففي الرياض المرور يعمل ويجتهد، والأمانة كذلك تخطط وتنفذ، وكل من الجهتين يعمل منفردا، رغم وجود لجان مشتركة، ولكن النتائج على أرض الواقع لا تعكس تكاملا في العمل بينهما. وأضاف: تحولّت كثير من الطرق والشرايين الرئيسية في كثير من مدننا؛ لا سيما الكبيرة منها، إلى حالة أشبه ما تكون بمواقف السيارات، وسط حالة من الاختناق المروري المتزايد، الذي يؤدي إلى الانتظار والتوقف لساعات طويلة في المسافات القصيرة حتى يصل قائد المركبة إلى وجهته، وأصبحت «أوقات الذروة» مفتوحة من ساعات الفجر الأولى حتى الساعات المتأخرة من الليل، بعد أن كانت تنحصر في فترتي خروج وعودة الموظفين والطلاب من أعمالهم ومدارسهم. وأكمل: يزداد العبء على جهاز المرور بوجود الأسواق والمطاعم والمحال الكبيرة على جنبات الطرق، بما يتسبب في إغلاق مداخل ومخارج هذه الطرق، بأكوام السيارت وخلق حالة من الفوضى المرورية المعتادة في مواقع التسوق، والتحدي الآخر الذي لا يقل أهمية وتأثيرًا على ذلك وهو مشاريع البنى التحتية والمترو وإنشاءات الجسور، التي تشهدها الرياض وجدة والدمام، والتي زادت من حالة الاختناق المروري بشكل غير مسبوق. وأكد أن المشكلات المرورية، تحتاج إلى التكامل بين الأمانة والمرور، إذ إن المشاكل لم تعد تقف على الازدحام المروري، بل امتدت إلى أخطاء تصميمية، وأخرى في الإدارة.

إعادة تأهيل مداخل الطرق الفرعية مع الرئيسية

بيّن المواطن عبدالعزيز الشهراني أنه مع تنامي أعداد السكان والزيادة الملحوظة في الكثافة السكانية التي تزداد يوما بعد يوم، ربما نحتاج لإستراتيجية متكاملة تضع حلولا لمشاكل الازدحام المروري، الذي طوق مدينة الرياض والمدن الأخرى الكبرى كالدمام وجدة وغيرها، وتقديم حلول عاجلة لمعالجة المشكلة التي تؤرق الكثير من المواطنين والأسر وتتسبب في الكثير من الانعكاسات السلبية على المجتمع اقتصاديا وصحيا واجتماعيا، إضافة إلى هدر الكثير من الوقت على هذه الطرق، وأصبح الوضع الحالي وقت ذروة مستمرة طوال اليوم، بسبب سيارات العمالة والشاحنات والحافلات وغيرها. وأضاف إن هذه المشكلة، قد تتطلب إعادة النظر في تفعيل العمل عن بُعد للموظفين، وكذلك الدراسة عبر المنصات التعليمية للطلاب في المدن الكبرى أو توسيع مسارات الطرق وإعادة تأهيل مداخل الطرق الفرعية مع الرئيسية، التي عادة ما تختنق بالسيارات أو وضع حلول تخفف لو نسبيا من الزحام واختناق الطرق، الذي أصبح لا يطاق ويستمر من ساعات الفجر الأولى إلى آخر الليل طوال أيام الأسبوع وفي نهاية الأسبوع يكون هنالك زحام من نوع آخر للمتسوقين والأسر، التي تتنقل في أطراف المدينة.

برنامج لتنظيم تدفق «النقل الثقيل»

أكد المواطن عبدالرحمن الضباطي، معاناة قائدي السيارات، يوميا، من أزمة الشاحنات، ودخولها لجنوب الرياض، باتجاه المنطقة الشرقية أو القصيم والمناطق الشمالية، بما يتسبب في توقف الحركة المرورية، لأوقات طويلة لسكان عدد من أحياء جنوب الرياض، ومنها أحياء الشفاء، والحزم، وعكاظ وغيرها.

ولفت إلى أن هناك حلولا عديدة لضبط هذه الأزمة اليومية، من خلال برنامج لتنظيم دخول الشاحنات للمدن الرئيسة في المملكة، يشمل دخول الشاحنات عبر حجز مواعيد إلكترونية وبأوقات محددة ومجدولة، وذلك للإسهام في تنظيم تدفق الشاحنات ومنع تكدسها في مداخل المدن ورفع مستوى جودة وكفاءة النقل.

وقال: سيمكّن هذا البرنامج الناقلين العاملين في نشاط نقل البضائع على الطرق البرية من التنقل الصحيح في أوقات المنع والذروة والازدحام المروري للطرق الرئيسة بالمدن، بما يسهم في تقليل فترات الانتظار الطويلة لسائقي هذه الشاحنات، وكذلك تطوير الجوانب التشغيلية، والتخفيف والتيسير على الشركات ومنشآت القطاع الخاص العاملة والمستثمرة في نشاط نقل البضائع، وتقليل التكاليف.

وأوضح أن البرنامج سيساعد في تسريع عمليات الشحن في مدن ومناطق المملكة، ورفع كفاءة وجودة الخدمات التشغيلية للحركة اللوجيستية، وتوفير التقارير اللازمة وتحليل البيانات لدعم عملية اتخاذ القرار وتطوير القطاع، والعمل على تحقيق النمو الاقتصادي المستهدف وتقليل الخسائر المالية للناقلين، كما أن برنامج حجز مواعيد دخول الشاحنات للمدن سيُتيح المزيد من التكامل والعمل بشكل أفضل في عمليات إدارة وتنظيم تنقل جميع الشاحنات في المملكة والاستفادة من البيانات والمعلومات لتطوير نشاط نقل البضائع، كما سيسهل هذا التكامل والترابط التقني من ضبط هذه الخدمة، حيث سيتم رصد الشاحنات المخالفة، التي ستدخل المدن في أوقات المنع من خلال نظام رصد آلي على الطرق الرئيسة في جميع مدن المملكة، ومن ثَمّ ضمان التنقل الصحيح والنظامي للشاحنات.

تطوير الفحص الدوري والتوسع في الرصد الآلي

قال عضو مجلس الشورى سابقا عبدالهادي العمري إن المرور يدفع ثمن اجتهادات الأمانات في الطرق، مشيرا إلى وجود مشكلة في تخطيط الأحياء، التي أصبحت مرتعا للشاحنات، وسباق السيارات. وطالب بعقد ورش عمل مشتركة لإيجاد حلول لهذه الأزمات التي خلقتها أمانات المدن، والتي اهتمت بمشاريع السفلتة، وغفلت عن كل عناصر السلامة والأمان.

وطالب العمري بضرورة التوسع في تطبيق نظام رصد المخالفات المرورية الآلي «ساهر»، والضرب بيد من حديد تجاه المخالفين، وتغليظ العقوبات حتى يرتدع المخالف.

ونوه العمري بضرورة فك احتكار محطات الفحص الدوري، وتحويلها إلى ورش نموذجية، وتلافي المشاكل المتمثلة في فساد اجتياز المركبات من خلال العمالة المخالفة خارج محطات الفحص الدوري.