فهد الخالدي

@Fahad_otaish

ما زالت أصداء النجاح الباهر الذي حققته المملكة في الإعداد والتنظيم لقمة الأمن والتنمية التي عقدت في جدة بحضور رؤساء دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية، وستظل آثار نتائجها واضحة لمدة طويلة باعتبارها منعطفا تاريخيا في العلاقة بين دول المنطقة والقوى الكبرى ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية يؤسس لمرحلة جديدة هي مرحلة التعامل بالندية والاحترام وبما يحقق المصالح المشتركة للطرفين، وقد كان ذلك واضحا فيما صدر عن المؤتمر من قرارات وما وقع بعده من اتفاقيات سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وكذلك الرسائل التي أرسلها المؤتمر لأكثر من طرف وفي مقدمتها دعوة دول المنطقة للحوار والانضمام لمسيرة الأمن والتنمية في المنطقة ولصالح شعوبها كافة والحوار السلمي الهادف لتحقيق ذلك بعيدا عن التهديد والسعي لبسط النفوذ داخل بعض دول المنطقة، وضرورة تلبية طموحات شعوب المنطقة في التنمية والأمن لا سيما في فلسطين التي أكدت المملكة وأكثر من دولة مشاركة في المؤتمر أن السلام لن يكون تاما وشاملا إلا بتطبيق مبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 67 م، وكما أن إعلان المملكة عن إمكانية زيادة إنتاج النفط من خلال التنسيق داخل أوبك + يأتي مساهمة منها في الاستجابة لاحتياجات العالم من النفط وهي خطط لبلوغ مستوى كان قد أعلن عنه صاحب السمو الملكي ولي العهد أنه مستهدف عام 2026 م. ومن العلامات الواضحة التي رافقت المؤتمر اللقاء الذي جمع بين سمو ولي العهد والرئيس الأمريكي والذي كان صريحا وواضحا لا سيما رد ولي العهد أن المملكة تتعامل مع كل القضايا بما لا يسمح لمن يرتكب أية جريمة بالنجاة من العقاب، وأن الأخطاء إن حدثت يلاقي أصحابها جزاءهم الذي يحدده القضاء، وأن مثل هذه الأخطاء تحصل كل يوم وفي أكثر من مكان من العالم ومن قبل أكثر من طرف، وتساؤله عما حدث من جرائم ضد المعتقلين في سجن أبو غريب في العراق، وما تم اتخاذه تجاه من ارتكبوا جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة مؤخرا والعديد من الصحفيين الذين قتلوا قبلها في كثير من دول العالم. لا شك أن اجتماع كلمة دول مجلس التعاون + 3 ووحدة موقفها، والإدارة المبدعة للمملكة لمراسم عقد المؤتمر وجلساته، والموقف السعودي الواضح والصريح في مواجهة كل ما تناوله المؤتمر، وما روجته بعض المصادر من التوجه لعقد تحالف دفاعي بمسمى ناتو الشرق الأوسط أو الناتو العربي وخيبة ظن من أطلقوا هذه الإدعاءات التي أكد سمو وزير الخارجية عدم صحتها قبل المؤتمر ألقمت هؤلاء حجرا، وجعلت الكثير حتى ممن يختلفون مع المملكة يعترفون بحكمة القيادة السعودية وحزمها وقدرتها على اتخاذ قراراتها وتحديد مواقفها بما يحقق فعلا التنمية والأمن للمملكة ودول المنطقة والعالم وهي مؤشرات واضحة ليس على استمرار أهمية المملكة ودورها في السياسة الدولية ومجريات الأمور في المنطقة والعالم، بل وتصاعد قوة هذه المكانة مدعومة باستشراف لمستقبل المنطقة والعالم ومكانة بلادنا -حفظها الله- الدينية والسياسية والاقتصادية الآخذة بالنمو يوما بعد يوم.. أليست هي السعودية العظمى!؟.