مقدمو برامج التليفزيون، والمذيعون ونجوم السينما والرياضة والمنصات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، يقدمون نماذج للشباب، الذين تتشكل شخصياتهم وتساورهم أحلام الشهرة والنجومية، لهذا يقلد الشباب المشاهير ويتقمصون شخصياتهم.
حينما كان نجوم السينما والإعلام يهتمون بناديهم كان الناس يهتمون بتهذيب المظهر. وحينما بدأت موضة نجوم «MTV» الشعث الغبر، وعشوائية الهندام والشعور المنفوشة وقلائد سلاسل وأساور عجيبة، بدأ شباب الدنيا يلقدونهم أيضاً، إلى درجة أن يأتي كثير من الناس إلى مكاتبهم ومقرات أعمالهم، بالهيئة، التي غادروا فيها السرير دون أن يلطفوا شعورهم وملابسهم. وربما بعضهم ينام ببنطال الجينز ليأتي به إلى المكتب في اليوم التالي.
المظهر هوية الإعلاميين والإعلاميات، وشخصياتهم ووقارهم تعريف بسلوكياتهم، وجديتهم ومهنية مؤسسات العمل.
في السنوات الأخيرة، بدأ إعلاميون يطلون بربطات عنق وملابس بألوان فاقعة، وبشعور عشوائية، وبعض الإعلاميات، في العالم وفي الوطن العربي، أحياناً يرتدين بناطيل ضيقة لماعة، كالتي ترتديها راقصات ورواد الملاهي الليلية، ورأيي أن هذا يتنافى مع الوقار المهني والجدية، لأن استديوهات التليفزيون مقرات عمل وليست مراقص. وهنا لا يجد المرء فرقاً مهنياً بين ممثلة وراقصة وإعلامية.
ولأشاوس المدرعمين، فإني أتحدث عن المتطلبات المهنية وليس عن الحرية الشخصية.
حسناً، راقصات وممثلات وعارضات يظهرن مفاتن وتسريحات غريبة، لأن هذا جزء من جاذبيتهن لدى أرباب مهنهن و«حسب طلب المخرج». لكن من غير المتصور أن مدير تحرير صحفي محترفا في قناة تليفزيونية يهتم بإظهار مفاتن إعلامية على حساب الوقار والمهنية.
التليفزيونات الأمريكية تسن قواعد صحفية صارمة، لكن قبيل الألفية، بدأت إعلاميات أمريكيات بالظهور بملابس ما كن يجرأن على ارتدائها قبل التسعينيات. والأرجح جرى هذا بتفشي ثقافة هوليوود، وطغيان شعارات الحرية الشخصية على قواعد الحشمة المهنية، وجرى خلط فوضوي في المظهر بين الشخصي والمهني.
وأيضاً من غير المقبول مهنياً أن يقدم إعلامي نفسه بقصة شعر غريبة تثير السخرية، إذ المظهر ينعكس على مؤسسة العمل. ويفترض أن مديري التحرير والإنتاج في التليفزيونات يسنون قواعد مظهر تعبر عن المهنية والجدية والوقار، خاصة أنهم كما يفترض يفقهون أن جاذبية الصورة المظهر رسالة مهنية.
* وتر
ميمماً ذرى الشاهق المهيب
وقدماه مخضبتان بثرى الوادي..
يهاوي قامات أثل وأطلال.. وضحى الطلح..
إذ يسقى العابرون نفح رياح الشمال.
@malanzi3
حينما كان نجوم السينما والإعلام يهتمون بناديهم كان الناس يهتمون بتهذيب المظهر. وحينما بدأت موضة نجوم «MTV» الشعث الغبر، وعشوائية الهندام والشعور المنفوشة وقلائد سلاسل وأساور عجيبة، بدأ شباب الدنيا يلقدونهم أيضاً، إلى درجة أن يأتي كثير من الناس إلى مكاتبهم ومقرات أعمالهم، بالهيئة، التي غادروا فيها السرير دون أن يلطفوا شعورهم وملابسهم. وربما بعضهم ينام ببنطال الجينز ليأتي به إلى المكتب في اليوم التالي.
المظهر هوية الإعلاميين والإعلاميات، وشخصياتهم ووقارهم تعريف بسلوكياتهم، وجديتهم ومهنية مؤسسات العمل.
في السنوات الأخيرة، بدأ إعلاميون يطلون بربطات عنق وملابس بألوان فاقعة، وبشعور عشوائية، وبعض الإعلاميات، في العالم وفي الوطن العربي، أحياناً يرتدين بناطيل ضيقة لماعة، كالتي ترتديها راقصات ورواد الملاهي الليلية، ورأيي أن هذا يتنافى مع الوقار المهني والجدية، لأن استديوهات التليفزيون مقرات عمل وليست مراقص. وهنا لا يجد المرء فرقاً مهنياً بين ممثلة وراقصة وإعلامية.
ولأشاوس المدرعمين، فإني أتحدث عن المتطلبات المهنية وليس عن الحرية الشخصية.
حسناً، راقصات وممثلات وعارضات يظهرن مفاتن وتسريحات غريبة، لأن هذا جزء من جاذبيتهن لدى أرباب مهنهن و«حسب طلب المخرج». لكن من غير المتصور أن مدير تحرير صحفي محترفا في قناة تليفزيونية يهتم بإظهار مفاتن إعلامية على حساب الوقار والمهنية.
التليفزيونات الأمريكية تسن قواعد صحفية صارمة، لكن قبيل الألفية، بدأت إعلاميات أمريكيات بالظهور بملابس ما كن يجرأن على ارتدائها قبل التسعينيات. والأرجح جرى هذا بتفشي ثقافة هوليوود، وطغيان شعارات الحرية الشخصية على قواعد الحشمة المهنية، وجرى خلط فوضوي في المظهر بين الشخصي والمهني.
وأيضاً من غير المقبول مهنياً أن يقدم إعلامي نفسه بقصة شعر غريبة تثير السخرية، إذ المظهر ينعكس على مؤسسة العمل. ويفترض أن مديري التحرير والإنتاج في التليفزيونات يسنون قواعد مظهر تعبر عن المهنية والجدية والوقار، خاصة أنهم كما يفترض يفقهون أن جاذبية الصورة المظهر رسالة مهنية.
* وتر
ميمماً ذرى الشاهق المهيب
وقدماه مخضبتان بثرى الوادي..
يهاوي قامات أثل وأطلال.. وضحى الطلح..
إذ يسقى العابرون نفح رياح الشمال.
@malanzi3