ذي هيل

دعت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية إلى عدم السماح لفنزويلا بالإفلات عن أفعالها الشائنة.

وبحسب مقال لـ «جون سي هولسمان»، في الوقت الحاضر، تركت إدارة الرئيس جو بايدن للإدارة الفنزويلية البلطجية غير الكفؤة، التي يقودها نيكولاس مادورو بالإفلات من المسؤولية.

وأضاف: سمح البيت الأبيض بالإلغاء التدريجي للعقوبات المفروضة على كاراكاس، ما منح أعداء أمريكا أملا حقيقيا في أن يتمكنوا من تحمل الضغط الاقتصادي، الذي مارسته الولايات المتحدة حتى الآن. على كل مستوى، هذا بمثابة سياسة كارثية.

ومضى يقول: سحبت إدارة ترامب والعديد من الدول الغربية اعترافها الدبلوماسي بنظام مادورو الاشتراكي المناهض للولايات المتحدة بعد تزويره الواضح لحملة فنزويلا الرئاسية لعام 2018.

وتابع: على مدى السنوات الخمس الماضية، اعترفت الولايات المتحدة بدلا من ذلك بخوان غوايدو كرئيس وفرضت عقوبات مالية وشخصية ضد النخبة الإجرامية في البلاد، مع تقديم الدعم للمعارضة الديمقراطية المحلية، في محاولة للإطاحة بالديكتاتور.

واستطرد: مع ذلك، في مارس، بدأت إدارة بايدن تفقد أعصابها. سافر المسؤولون الأمريكيون إلى كاراكاس للقاء مادورو وفريقه. كان الدافع وراء التغيير هو الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة، التي أعقبت ذلك.

ومضى يقول: تتربع فنزويلا، على الرغم من كل مشاكلها الاقتصادية، على قمة أكبر إمدادات النفط في العالم. بالنسبة لإدارة بايدن اليائسة، التي تعرضت للتدمير السياسي بسبب استجابتها الصماء لأزمات الطاقة وتكلفة المعيشة، ومواجهة معركة شاقة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر، فإن الإغراء بمحاولة إعادة فنزويلا المنبوذة إلى الخدمة من جديد من أجل ضخ المزيد من النفط أكبر من تجاهله.

وتابع: بعد الاجتماع، وكبادرة حسن نية، أطلق مادورو سراح سجينين أمريكيين محتجزين في سجون بلاده المكتظة ووعد باستئناف المحادثات غير المثمرة، التي أجراها مع المعارضة.

وأضاف: رفعت الولايات المتحدة بعض العقوبات الطفيفة على كاراكاس، لكن الرسالة الأكبر التي كانت واضحة هي أن البيت الأبيض منفتح على السماح لمادورو بالإفلات من المسؤولية، إذا كان الثمن مناسبا.

وأردف: ليس هناك شك في أن مادورو المعادي لأمريكا يشكل خطرا على شعبه والعالم بأسره.

وتابع: على الرغم من احتياطيات النفط في فنزويلا، أساء اشتراكيو مادورو إدارة اقتصاد البلاد لدرجة أن ثلاثة أرباع سكانها يعيشون في فقر مدقع، أي بأقل من 1.90 دولار في اليوم.

وأردف: على المستوى الدولي، كان مادورو شريرا وغير كفؤ بالمثل. واتهمه مسؤولون أمريكيون بالتآمر لإغراق الولايات المتحدة بالكوكايين، باستخدام تجارة المخدرات كأداة فظة ضد أمريكا.

وأضاف: من الناحية الجيوسياسية، تماشيا مع معلمه اليساري الشعبوي هوغو شافيز، تحالف مادورو مع منافسي أمريكا، الصين وروسيا.

ومضى يقول: إن المشكلة الأخلاقية المتمثلة في ترك البلدان والأفراد يفلتون من مسؤولية سلوكهم السيئ هو أن ذلك يشجع آخرين على أيديولوجيتهم المعادية لأمريكا.

واستطرد: كانت الولايات المتحدة محقة في فرض بعض العقوبات على روسيا، وهي مشكلة أمريكية من الدرجة الثانية فيما يتعلق بمصالحها الوطنية. لماذا لا ينبغي أن تفعل شيئًا أقل مع فنزويلا، التي تعد في صميم المصلحة الأمريكية الأساسية؟

واختتم بقوله: إن سماح إدارة بايدن لفنزويلا بالإفلات من المسؤولية يفسد السياسة الخارجية الأمريكية، التي هي في أمس الحاجة إلى الوضوح.