عبدالرحمن المرشد

كنا نعاني في السابق من الازدحام المروري الذي يشمل المدن الرئيسية فقط، مثل الرياض وجدة والدمام، ولكن مع النمو والتوسع العمراني الذي شمل كافة مناطق المملكة «ولله الحمد»، توسَّعت المسألة وأصبح الازدحام المروري يعاني منه سكان المدن المتوسطة مثل الخبر والأحساء وأبها وبريدة وجازان، وغيرها من بقية المدن المماثلة.

المشكلة تكمن في أن التطور والتوسع في النمو العمراني والحضاري الذي عمَّ كافة مناطق السعودية، لم تواكبه نقلة، بل نقلات في وسائل النقل والطرق والازدحامات المرورية بشكل عام، فالشوارع ما زالت على وضعها منذ سنوات ـ ذات المسارَين فقط ـ والإشارات المرورية محدودة جدًّا خلاف تعطلها بين الحين والآخر، كما أن الطرقات تحتاج صيانة مستمرة يستطيع من خلالها قائد المركبة السير بسرعة معقولة حتى لا يتسبب في ازدحام، بعكس الوضع الحاصل في بعض الطرقات التي تحتاج صيانة، وما تعانيه من بطء في الحركة المرورية، وبالتالي نلاحظ تكدس السيارات بشكل مستمر. كما أن نقص تواجد الدوريات المرورية عند التقاطعات المزدحمة، وبالذات وقت الذروة، يُعدُّ مشكلة تُضاف إلى ما سبق، إضافة إلى ذلك فإن دخول الشاحنات إلى المدن عند الساعة العاشرة ليلًا، وسيرها خلف بعضها البعض في الطرقات ـ وكأنها قطار ـ يسبب أزمة مرورية متمنين أن يتم السماح لها عصرًا بعد خروج الموظفين من الدوام؛ لأن ذلك يعطي تلك الشاحنات وقتًا أوسع مما يخفف من الازدحام الذي تسببه، كذلك عدم التنبيه على وجود (ساهر)، بمسافة كافية يربك السائقين، ويسبب الحوادث المرورية، حيث يقوم قائدو المركبات بالضغط على المكابح فجأة عند رؤيتهم ساهر؛ مما يؤدي لخلل في انسيابية الحركة المرورية.

المنطقة الشرقية تعاني من ازدحامات مرورية لدرجة تحوَّلت معها بعض الشوارع في أوقات الذروة إلى مواقف، تلك الازدحامات تعني بالتأكيد نموًّا سريعًا يلف المنطقة؛ مما جعلها وجهة سياحية بامتياز محليًّا وخليجيًّا، ولذلك نأمل من الجهات المعنية (النقل والمرور) وضع الحلول المناسبة العاجلة، كما نود التذكير ببعض الإشكاليات التي يعاني منها قائدو المركبات، مثل: كثرة الحوادث في طريق العقير بالأحساء، تأهيل الطرق السريعة، خاصة طريق أبو حدرية، ومتابعة ازدحام إشارة الميناء، ومعالجة اختناقات مدخل الدمام.