د. أحمد الكويتي

لا نستطيع أن نعيش حياة جيدة، ويوجد عندنا كثير من الأوقات الضائعة والتي ذهبت هباءً منثورًا، ولغوًا وعبثًا، فلم نستفد منها في حياتنا. فنجد العديد من الساعات، بل الأيام، والأشهر، والسنوات التي لم تُستغل ولم تكن فيها خطط للتنظيم السليم للوقت والاستفادة منه.

إن استشعار أهمية الوقت ثقافة نحتاجها جميعًا على الصعيد الفردي والتعاوني؛ لأنها تكتب تاريخنا وتساعدنا نحو انطلاقات وبدايات جديدة؛ لنبدأ فصولًا تجعلنا نقفز إلى القمة، ونطير إلى الأعلى؛ لنمسك النجوم ونحلق في الفضاء الواسع، ونكون فيها راضين كل الرضا عن أنفسنا

والوقت هو الوحيد الذي يجعلنا ننمّي مواهبنا، ونعمّق ثقافتنا، ونوسع معارفنا، وننوّع مواهبنا، ونغيِّر واقعنا بالانتقال من الحيز الضيق إلى الأفق الواسع الذي يضبط حياتنا، ويفصح عن جوهرها، ويكشف عن مضمونها الحقيقي.

ويجب على كل فرد أن يدرك حقيقية هامة، وهي أن تنظيم الوقت هو أساس النجاح والاستثمار الهادف الذي يجب أن نحافظ عليه، باعتباره أحد أهم العوامل الحاسمة لتحقيق وإنجاز العديد من المتغيّرات اليومية وتحويلها من مجرد أوقات ضائعة إلى أوقات هادفة تعمل على تحقيق كفاءات وفاعليات عديدة لا يمكن إنجازها، وتحقيق أهدافها إلا بتنظيم الوقت.

إننا لا يمكننا القدرة على تطوير الذات، وتقديم طريقة جديدة للعيش نسعى في دروبه بثقة ونكتشف معانيه ونستمد من خلاله العديد من القيم الهادفة إذا لم نمتلك القوة التي تجعلنا نأخذ كثيرًا من الساعات التي نهدرها عبثًا في أشياء غير مفيدة، كالجلوس بالساعات أمام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحويلها إلى أوقات هادفة كممارسة الرياضة والقراءة النافعة المفيدة أو الجلوس مع الأبناء والعزم على تعليمهم أشياء جديدة أو الجلوس معهم جلسات تدريبية في ليلة الجمعة، فلا شك في أن هذا سوف يكون له أثر كبير في تغيير شخصياتهم وثقلها بالعلم والمعرفة.

إن الوقت في حياتنا مهم جدًّا، واللحظات الحاسمة فيه كأسلوب الحياة الذي تقدمه، فإذا لم تستطع أن تغيِّر في أوقاتك أسلوب حياتك فأنت لم تحسم شيئًا، وستظل تعيش حياة نمطية فيها الرتابة المُملة والاستمرار السأم، ولا يوجد فيها أي نوع من التغيير.

والاهتمام بالوقت والإحساس بأهميته يؤديان إلى تغيّر الحياة بشكل واسع فهما من أهم الخطوات التي يجب أن نتحرك إليها مبكرًا لنضع لأنفسنا حياة ومنهج عمل يضعنا على برامج متكاملة تربطنا بجميع مناحي وأنشطة الحياة الثقافية والاجتماعية والرياضية.

إن التحرك والتغير لن يأتيا مرة واحدة، بل لا بد لهما من تدرّب مستمر وتنظيم لسعاتهما حتى لا تتفلت من تحت أيدينا، ولا نشعر بها إلا وقد قاربنا بالسهر لمنتصف الليل، لذا عليك أن تجعل وقتًا لتلاوة القرآن، وآخر للتفكر، وثالثا للمطالعة، ورابعا للنزهة، وهكذا يتم توزيع وقتك في أعمال نافعة.

وخلاصة القول.. نستطيع أن نقول إنك لا تستطيع أن تنطلق نحو بدايات جديدة، وأن تغيّر حياتك إلى الأحسن، وتتنفس الهواء بشكل أفضل وتنوّع ثقافتك، وتشكّل مواهبك، وتغيِّر في حياتك المعيشية إذا لم تكن لديك العزيمة الكافية، والنية الصادقة، واللحظات الحاسمة التي تضع فيها النقط على الحروف، بحيث يكون الاتجاه واضحًا، والرؤية محددة لتكون مليئة بالأنشطة الخارجية في وقت الفراغ قبل فوات الأوان.

@Ahmedkuwaiti