«اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني» نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين
تمكين الاستثمارات المتاحة وفق رؤية المملكة 2030
تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة
برنامج ريادة الشركات الوطنية و«إنتربرايز قريس»
تعود الشراكة الإستراتيجية القائمة بين المملكة العربية السعودية واليونان إلى عام 1926م، وتخضع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لاتفاقيات عديدة، وفي مقدمتها «اتفاقية تعاون اقتصادي وفني» بين حكومتي البلدين، والتي حررت في محرم 1407هـ - سبتمبر 1986م، والتي يسعى بمقتضاها الطرفان لتطوير وتدعيم التعاون الاقتصادي والفني بينهما بروح من التفاهم المشترك.
بدأ التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي منذ توقيع «اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني» في محرم 1407هـ، الموافق سبتمبر 1986، التي أنعشت حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين بما يعزز من مصالحهما الاقتصادية، وحقق الميزان التجاري بين المملكة واليونان فائضا لمصلحة المملكة العربية السعودية يقدر بنحو 5664 مليون ريال سعودي عام 2010م.
شهد 25 أكتوبر من العام الماضي استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي قام بزيارة المملكة العربية السعودية، وامتدت يومين، عقد خلالها جلسة مباحثات رسمية، واستعرضا خلالها العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وأوجه التعاون المشترك والسبل الكفيلة بدعمه وتطويره في كافة المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، والجهود المبذولة بشأنها.
تناولت المباحثات مناقشة فرص التعاون المستقبلية بين البلدين لفتح مجالات نوعية للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي واليوناني، وتمكين الشراكات التجارية والاستثمارية المتاحة في إطار رؤية المملكة 2030 للارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وفي هذا الإطار، اتفق الجانبان على بحث إمكانية إنشاء صندوق استثماري مشترك، وترحيب الجانب السعودي بدخول القطاع الخاص اليوناني بشراكة مباشرة مع القطاع الخاص السعودي في مجالات محطات تحلية المياه، ومياه الشرب، وخطوط نقل المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، والسدود في المشاريع الجاري تنفيذها والمشاريع المستقبلية، وتنظيم أنشطة تجارية في المجال الزراعي لمناقشة إمكانيات الاستثمار في الصناعات الزراعية والغذائية والسمكية والحيوانية. وشدد الجانبان على تعظيم الاستفادة من أوجه التقاطع بينهما في قطاع الطاقة المتجددة، والصناعات العسكرية والدوائية، والخدمات اللوجستية، والمطالبة بالاستفادة من منصة مجلس الأعمال السعودي اليوناني الذي تم توقيع اتفاقية إنشائه بين مجلس اتحاد الغرف السعودية واتحاد الشركات اليونانية «SEV» أخيرًا في تنظيم المنتديات والعمل على تبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم البحري، وتعزيز التعاون بين الإدارات البحرية في مجال بناء وصناعة السفن وتنظيم عمليات نقل الركاب بين البحار.
اتفق الجانبان في مجال التعاون الدفاعي والأمني على العمل لرفع مستوى وجاهزية ومهارة قواتهما العسكرية من خلال التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة، والقيام بالتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات العسكرية لتحقيق أمن البلدين واستقرار المنطقة، والعمل على توطين التقنية والصناعات العسكرية والمساندة. كما أشاد الجانبان بما تم تحقيقه من تعاون في المجالات الأمنية، ورغبتهما في تعزيز وتطوير ذلك التعاون بما يخدم تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين.
وفي قطاع الثقافة، أعربت المملكة عن دعمها لمبادرة الجمهورية اليونانية بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي من آثار تغيّر المناخ، كما اتفقا على أهمية رفع وتيرة التعاون في المجال السياحي بين البلدين والعمل على إطلاق مبادرات لتنمية الحركة السياحية واستكشاف ما يزخر به كل بلد من مقومات سياحية وتعزيز التواصل بين مواطني البلدين، وتقديم التسهيلات لتحقيق ذلك، كما اتفقا على تعزيز العمل المشترك بين البلدين في الأنشطة والبرامج السياحية التي تعود بالنفع على القطاع السياحي وتنميته، وتنسيق الجهود والرؤى في المشاركات الدولية المتعلقة بالمجال السياحي.
شارك رئيس الوزراء اليوناني في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مثمنًا دورها الإيجابي في تحقيق الاستقرار والتوازن البيئي وتقليل آثار التغير المناخي الذي سيعود على شعوب المنطقة بالخير والنماء. وقدم دولته الشكر للمملكة العربية السعودية ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على الجهود الكبيرة والمبادرات البناءة والنوعية في مجال البيئة والتغير المناخي، كما حضر دولته أعمال المنتدى العالمي لصندوق الاستثمارات العامة في دورته الخامسة، الذي ناقش اتجاهات الاقتصاد العالمي ومستقبل بيئة الاستثمار الدولي.
وفي 20 أبريل من العام الماضي استقبل صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مكتبه بمقر الوزارة بالرياض، وزير خارجية جمهورية اليونان نيكوس دندياس، ووزير الدفاع الوطني في جمهورية اليونان نيكولاوس بانايوتوبولوس. وفي بداية الاستقبال وقَّع سموه ووزير الخارجية اليوناني على اتفاقية بين البلدين الصديقين بشأن مشروع الترتيبات الخاصة بالوضع القانوني للقوات المسلحة اليونانية المشاركة في دعم القدرات الدفاعية للمملكة، وذلك بحضور وزير الدفاع اليوناني.
بدأ وزير الاستثمار في 22 سبتمبر من العام الماضي زيارة رسمية لليونان، التقى خلالها بعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والإداريين التنفيذيين في العديد من كبرى الشركات اليونانية في مختلف قطاعات الأعمال، بما في ذلك قطاعات السياحة، والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة والمياه، والتعدين والمعادن، والثقافة، والمبادرات الخضراء، وجرى خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين «برنامج ريادة الشركات الوطنية» في المملكة و«إنتربرايز قريس» وكالة الاستثمار والترويج التجارية الرسمية في اليونان، لمواصلة استكشاف مجالات التعاون الاستثماري بين البلدين.
وجرى خلال الزيارة أيضًا في 15 صفر 1443هـ، الموافق 22 سبتمبر 2021م، بالعاصمة اليونانية أثينا، توقيع مذكرة تفاهم تأسيس مجلس الأعمال السعودي اليوناني، بين اتحاد الغرف السعودية، ورئيس اللجنة التنفيذية باتحاد الشركات اليونانية، في مساعٍ نحو تعزيز التجارة البينية بين المملكة واليونان وزيادة حجم التعاون التجاري والاستثماري وسيُعنى مجلس الأعمال السعودي اليوناني بفتح مجالات نوعية جديدة للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي واليوناني، والعمل على إزالة التحديات والمعوقات، إضافة إلى تبادل المعلومات عن الأسواق والفرص الاستثمارية المتاحة، وزيادة حجم التعاون التجاري والاستثماري، ونصَّت المذكرة على أن يتكوَّن مجلس الأعمال المشترك من ممثلين من أصحاب الأعمال السعوديين واليونانيين المهتمين بالاستثمار والتجارة ويعقد المجلس اجتماعات دورية في الرياض وأثينا تُناقش من خلالها فرص التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة
برنامج ريادة الشركات الوطنية و«إنتربرايز قريس»
تعود الشراكة الإستراتيجية القائمة بين المملكة العربية السعودية واليونان إلى عام 1926م، وتخضع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لاتفاقيات عديدة، وفي مقدمتها «اتفاقية تعاون اقتصادي وفني» بين حكومتي البلدين، والتي حررت في محرم 1407هـ - سبتمبر 1986م، والتي يسعى بمقتضاها الطرفان لتطوير وتدعيم التعاون الاقتصادي والفني بينهما بروح من التفاهم المشترك.
بدأ التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي منذ توقيع «اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني» في محرم 1407هـ، الموافق سبتمبر 1986، التي أنعشت حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين بما يعزز من مصالحهما الاقتصادية، وحقق الميزان التجاري بين المملكة واليونان فائضا لمصلحة المملكة العربية السعودية يقدر بنحو 5664 مليون ريال سعودي عام 2010م.
شهد 25 أكتوبر من العام الماضي استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي قام بزيارة المملكة العربية السعودية، وامتدت يومين، عقد خلالها جلسة مباحثات رسمية، واستعرضا خلالها العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وأوجه التعاون المشترك والسبل الكفيلة بدعمه وتطويره في كافة المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، والجهود المبذولة بشأنها.
تناولت المباحثات مناقشة فرص التعاون المستقبلية بين البلدين لفتح مجالات نوعية للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي واليوناني، وتمكين الشراكات التجارية والاستثمارية المتاحة في إطار رؤية المملكة 2030 للارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وفي هذا الإطار، اتفق الجانبان على بحث إمكانية إنشاء صندوق استثماري مشترك، وترحيب الجانب السعودي بدخول القطاع الخاص اليوناني بشراكة مباشرة مع القطاع الخاص السعودي في مجالات محطات تحلية المياه، ومياه الشرب، وخطوط نقل المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، والسدود في المشاريع الجاري تنفيذها والمشاريع المستقبلية، وتنظيم أنشطة تجارية في المجال الزراعي لمناقشة إمكانيات الاستثمار في الصناعات الزراعية والغذائية والسمكية والحيوانية. وشدد الجانبان على تعظيم الاستفادة من أوجه التقاطع بينهما في قطاع الطاقة المتجددة، والصناعات العسكرية والدوائية، والخدمات اللوجستية، والمطالبة بالاستفادة من منصة مجلس الأعمال السعودي اليوناني الذي تم توقيع اتفاقية إنشائه بين مجلس اتحاد الغرف السعودية واتحاد الشركات اليونانية «SEV» أخيرًا في تنظيم المنتديات والعمل على تبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم البحري، وتعزيز التعاون بين الإدارات البحرية في مجال بناء وصناعة السفن وتنظيم عمليات نقل الركاب بين البحار.
اتفق الجانبان في مجال التعاون الدفاعي والأمني على العمل لرفع مستوى وجاهزية ومهارة قواتهما العسكرية من خلال التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة، والقيام بالتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات العسكرية لتحقيق أمن البلدين واستقرار المنطقة، والعمل على توطين التقنية والصناعات العسكرية والمساندة. كما أشاد الجانبان بما تم تحقيقه من تعاون في المجالات الأمنية، ورغبتهما في تعزيز وتطوير ذلك التعاون بما يخدم تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين.
وفي قطاع الثقافة، أعربت المملكة عن دعمها لمبادرة الجمهورية اليونانية بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي من آثار تغيّر المناخ، كما اتفقا على أهمية رفع وتيرة التعاون في المجال السياحي بين البلدين والعمل على إطلاق مبادرات لتنمية الحركة السياحية واستكشاف ما يزخر به كل بلد من مقومات سياحية وتعزيز التواصل بين مواطني البلدين، وتقديم التسهيلات لتحقيق ذلك، كما اتفقا على تعزيز العمل المشترك بين البلدين في الأنشطة والبرامج السياحية التي تعود بالنفع على القطاع السياحي وتنميته، وتنسيق الجهود والرؤى في المشاركات الدولية المتعلقة بالمجال السياحي.
شارك رئيس الوزراء اليوناني في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مثمنًا دورها الإيجابي في تحقيق الاستقرار والتوازن البيئي وتقليل آثار التغير المناخي الذي سيعود على شعوب المنطقة بالخير والنماء. وقدم دولته الشكر للمملكة العربية السعودية ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على الجهود الكبيرة والمبادرات البناءة والنوعية في مجال البيئة والتغير المناخي، كما حضر دولته أعمال المنتدى العالمي لصندوق الاستثمارات العامة في دورته الخامسة، الذي ناقش اتجاهات الاقتصاد العالمي ومستقبل بيئة الاستثمار الدولي.
وفي 20 أبريل من العام الماضي استقبل صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مكتبه بمقر الوزارة بالرياض، وزير خارجية جمهورية اليونان نيكوس دندياس، ووزير الدفاع الوطني في جمهورية اليونان نيكولاوس بانايوتوبولوس. وفي بداية الاستقبال وقَّع سموه ووزير الخارجية اليوناني على اتفاقية بين البلدين الصديقين بشأن مشروع الترتيبات الخاصة بالوضع القانوني للقوات المسلحة اليونانية المشاركة في دعم القدرات الدفاعية للمملكة، وذلك بحضور وزير الدفاع اليوناني.
بدأ وزير الاستثمار في 22 سبتمبر من العام الماضي زيارة رسمية لليونان، التقى خلالها بعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والإداريين التنفيذيين في العديد من كبرى الشركات اليونانية في مختلف قطاعات الأعمال، بما في ذلك قطاعات السياحة، والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة والمياه، والتعدين والمعادن، والثقافة، والمبادرات الخضراء، وجرى خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين «برنامج ريادة الشركات الوطنية» في المملكة و«إنتربرايز قريس» وكالة الاستثمار والترويج التجارية الرسمية في اليونان، لمواصلة استكشاف مجالات التعاون الاستثماري بين البلدين.
وجرى خلال الزيارة أيضًا في 15 صفر 1443هـ، الموافق 22 سبتمبر 2021م، بالعاصمة اليونانية أثينا، توقيع مذكرة تفاهم تأسيس مجلس الأعمال السعودي اليوناني، بين اتحاد الغرف السعودية، ورئيس اللجنة التنفيذية باتحاد الشركات اليونانية، في مساعٍ نحو تعزيز التجارة البينية بين المملكة واليونان وزيادة حجم التعاون التجاري والاستثماري وسيُعنى مجلس الأعمال السعودي اليوناني بفتح مجالات نوعية جديدة للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي واليوناني، والعمل على إزالة التحديات والمعوقات، إضافة إلى تبادل المعلومات عن الأسواق والفرص الاستثمارية المتاحة، وزيادة حجم التعاون التجاري والاستثماري، ونصَّت المذكرة على أن يتكوَّن مجلس الأعمال المشترك من ممثلين من أصحاب الأعمال السعوديين واليونانيين المهتمين بالاستثمار والتجارة ويعقد المجلس اجتماعات دورية في الرياض وأثينا تُناقش من خلالها فرص التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.