صالح الشمراني

باعتقادي لم يعد هناك حدث يمكن التوقف عنده، والإطالة في تفاصيله أكثر من الأهلي، الأهلي الكيان، والأهلي الإدارة، والأهلي اللاعبون، وكذلك إعلامه، وأعضاء شرفه، سواء المغادرون، أو من سيستمر بالعطاء، أو من سيظهر في هذا الوقت العصيب وفاء أو حتى استغلالا لنزوة الحضور المفاجئة والتي ستكتب عودتهم يوما في سجلات حرب الكوارث.

لربما أحدهم يقول الضوء في الفترة القادمة سيخفت عن الفريق، والابتعاد عنه أشهر لصاحبه من القرب منه، لكن الحقيقة أنه لن يشعل دوري المظاليم ضوءا فحسب، بل سيخطف كثيرا من أنوار دوري الأضواء إليه، ويكون المدرسة والدرس، والمعلم، والطالب، بل سيكون الحديث عنه أكثر، ومن يتخل عنه من محبيه فمصيره غياهب الظلام للأبد.

أنا هنا لا أتعاطف مع الباقين، ولا الراحلين، ولا أشجع على الحضور، ولا أعاتب الغاضبين (المتولين يوم الهبوط)، فلكل مبرراته، ولكني أصف المشهد، كما سيكون أمام المحبين والكارهين، الشامتين والصامتين، القريبين والمبتعدين، الموسم القادم، والذي باعتقادي الجازم بأنه لن يطول الغياب هناك، فالكيانات، بالاسم فقط، تصنع الفرق في منافساتها، فما بال الحال حينما يكون ذا جاه ومال، يستطيع من خلالهما عبور كل الصعاب، التي تئن الدرجة الأولى بمطباتها.

إن وجود فريق كبير في درجة أقل لهو الدرس الأقوى تاريخيا، ليس للأهلي فحسب، بل لكل الأندية الكبيرة، فنحن في عهد جديد من الرياضة السعودية المتماشية مع رؤية سياسية، اقتصادية، لم تعد تعترف إلا بالعمل والعمل، أما عهد التصريحات، ومجاملة بعض الجماهير لشغل الهواة، فقد ولى لغير رجعة.

لا أود الخوض في أخطاء إدارية دفع ثمنها الأهلي من أيام عدم المحافظة على الزويهري رئيسا، ولا بتفريطهم في الأمير فهد بن خالد، ولا بتسليمهم لمناصب لها ثقلها بالنادي لكوادر ليست أعلى من طارق وعبدالرزاق أبو داوود لأشخاص نخروا عظم النادي وهم يتفرجون، بل وأحيانا عنهم يدافعون، ولن أتحدث عن لاعبين محليين كان أحدهم الركن الأساس بالفريق، ومن الأفضل بالمنتخب، لكن حين رحل عنهم لم يستح بعضهم من المباركة للفريق الخاطف بحجة إغاظة فريق منافس آخر، وكأن الأهلي الكبير بات محطة تصفية حسابات للآخرين رضي بها محبوه.

بل حينما ينوي هدافهم الذي نصبوه رمزا مغادرتهم، ويجلس جنبا إلى جنب مع رئيس ناد آخر لتوقيع عقد يفك ارتباطه بالأهلي، لولا تدخل (أهل الخير)، ثم يتفاجأ هو قبل أن نتفاجأ نحن، باستقبالهم له بالحب والورد والدفاع عن فعلته، لتكن قاصمة ظهر لكل لاعبيهم الذين تركوا مفاوضات مليونية مع فرق أخرى لعيون الأهلي، دون أن تحتفي بهم المدرجات ومواقع التواصل كما حدث مع قائدهم.

لأشياء أعتقدها، أتوقع عدم هبوط الأهلي، وإن هبط فعلا فسيعود سريعا، لكن من الذي فهم الدرس قبل أن يصبح هو الدرس الثاني.

توقيعي/لا تبك على موت أشجارك، حينما تمنح مياه بئرك لبستان جارك.