مكية فقيه

قد نقع في الخطأ وقد تخوننا أفعالنا لأننا وبكل بساطة لا نحس الكيد والمكر ولم نرب على ذلك ولم نتمرس على فنون التلاعب بالمشاعر وحبك الكلمات، فردة الفعل السريعة وسرعة الانفعال تضع صاحبها فريسة سهلة لصنارة ذلك الصياد اللئيم الذي لا تفوته فرصة صيد سانحة حتى يُلقي بشباكه وقد دس السم بالعسل.

فمهما كنا حذرين إلا أننا قد نقع في نفس أخطائنا السابقة وقد تشاهدنا للمرة المليون نقع وبنفس الأخطاء ونفس السيناريو، لأننا وبكل بساطة نثق بالأشخاص بسرعة ونحسن الظن بهم، ولأن قلوبنا نظيفة لا تعرف اللئم والخبث، فالعفوية قد تجعل صاحبها في كثير من الأحيان في صورة الجاني وهو «مجني» عليه، ففي كل رواية تحكى وجريمة تقع لم نصل لجميع خيوطها يظل هناك حقيقة مجهولة وقصة ناقصة ومجرم خفي لم يكشف عنه الستار ولابد من يوم تُكشف فيه الحقائق فكما قيل لكل جواد كبوة.

وقد تنجرف تحت وطأة كشف الحقائق وإظهار الجاني إلى أساليب تنافي مبادئك وأخلاقك وليست من طبعك لتستيقظ في وقت متأخر لتجد نفسك لست أنت.

فبكل بساطة وحتى لا تخسر نفسك المكان الذي لا يليق بك، اتركه، غادره بلا عودة، الأشخاص الذين لا يقدرونك غادرهم فورًا، لا تدخل معهم في تحد تخسر فيه نفسك.

اتركهم وشأنهم، فالحياة كفيلة أن تأخذ حقك حين تدور.

انسحب بهدوء، ابتعد واترك لهم حرية الاختيار وحرية الحكم عليك ولا تسعى لتوضيح شيء، ولا لتبرير فمن يعرفك حقًا وعاشرك يعلم من أنت دون أن تتفوه بكلمة واحدة.

@m_f1396