شيخة العامودي

@ALAmoudiSheika

سارت أيام العام بتناوب مقدر رسمه الله منذ خلق الكون، سارت رغم مرورها يوما بعد يوم لمدة ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما أو يزيد سيرا حثيثا جعلني أجزم أن العام انقضى كشهر والأشهر انقضت كأسابيع فيها غالبا لا نتذكر من الأحداث إلا ولد وتوفى وتزوج وتخرج، أما ما بين ثواني الأيام من الأحداث مهما كان مذاقها أو لون الإنجاز فلا تذكر منها غالبا إلا شيئا يمر عليك كطيف أو يذكرك فيها صورة يبثها جهازك فقد فقدت ألبومات الصور مكانتها بين كل ما هو سهل يسير حديث.

صباحنا إن شاء الله مع بداية العام سيكون كبداية كل شيء رسمه جديد أزلت من عليه غلافا أنيقا رائع التفاصيل، سيكون كرائحة الصباح الباكر أو كرائحة مولد صغير، كرائحة نبع ماء حوله زهور بالغة الأريج، كرائحة شعر للتو خرج مبتلا مطعما بطيب منعش جميل، كعبير أول وردة تفتحت في فناء منزلك وسررت بها كثيرا والتقطت لها صورا عنونتها بعنوان ساحر خلاب بهيج، كرائحة قهوة للتو تحمصت وكان لك أول كوب وستشربه محلى وبالحليب لتبدأ بحلو ناصع البياض صباح عامك الجديد.

صباح عامنا الجديد سيشبه بطريقة ما شاطئا جميلا يحتضنك بحب وفيه إن مددت الفكر ستتخيل كنوزا كثيرة ستلاقيها مع تدافع موج الأيام وتلك الأمواج ستسايرك حينا وستعصف بك حينا وستترفق بك حينا وبين كل حين وحين ستتوسد الماء وترخي حواسك وستتطلع للسماء سترى سحبا تبشرك بهطول كل خير كحال عامنا الجديد وفوقها ستمد البصر ليخترق إيمانك السماء ويقف مؤمنا بين لطف الله ورحمته يسأله ما يشاء وسيرجع البصر قانعا بأن الرحيم لطفه يجري ليحيط بعبده دون أن يدري، فإن درى وعلم ابتسم وسر وحمد، كل عام وأنت للأيام حدث سعيد.