حنان محمد

@hananco91

حينما تصل لمرحلة متقدمة من النضوج العاطفي ستدرك أن مصدر السعادة داخلي.. وستتوقف تلقائيًا للاستجابة للآخرين بدافع التضحية أو التنازل.. ستتوقف تلقائيًا عن أن تحمل الآخرين مسؤولية إشباعك المشاعري أو امتلاء خزاناتك العاطفية الخاصة، بل ستتعلم الاعتمادية الشعورية والاستقلالية العاطفية.. ستصبح أكثر حيوية وزخم طاقي.. لأنك سترى العالم من مكان رضا وحرية داخلية.. وستختار أن تساعد الآخرين من مكان حب خالص وليس من مكان يضج بالتوقعات والاحتياجات والكثير من النقص الداخلي... ستختار الحب كمنهج حياة وتوظفه في حياتك بمنطق المشاركة والمراشقات الموسيقية المتبادلة.. لا بمنطق التضحية أو التوقعات المحبطة.. إنها حالة من الإدراك المشاعري والاستحقاق الذاتي الرفيع تصل إليها لتضعك أمام قناعة ثورية جديدة مفادها بأنه لا يوجد هنالك شخص في هذا العالم مسؤول عن أن يمنحك مشاعر منة أو يقدم شيئا لك من مخازينه العاطفية الشخصية.. إنما الأمر ببساطة إنه يثير مشاعرك أنت.. يستخرج أحاسيسك أنت.. مهما كان حجمها ومساحتها ومنسوبها الأصلي.. هو يأتي لحياتك أصلًا ليلعب دورا محددا.. فسؤالي لك هنا كنوع من (التفكر) ماذا لو كان وجود هذا الشخص منوطا على أن يظهر لك ما تحمله أصلًا وتمتلئ به مسبقًا بداخلك؟ فيأتي هو ليكون أشبه بالمرآة، التي تريك ما لم تستطع أن تراه وحدك في ذاتك بالعمق؟