اليوم - الدمام

من مظاهر تبجيل بيت الله الحرام صناعة وتبديل كسوة الكعبة المشرفة التي برع في صناعتها أمهر العاملين من أجل نيل الشرف العظيم، بتغييرها مرة واحدة في العام.

وتغيير كسوة الكعبة شعيرة إسلامية، واتباع لما قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام اقتداء بسنته، والذي من المقرر أن يتم استبدالها غداً السبت جريا على العادة السنوية، بدلا من يوم عرفة، والذي كان الموعد المحدد لذلك.

ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - باشرت المملكة صناعة كسوة الكعبة عبر دار خاصة بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة عام 1928م/ 1346هـ؛ لتصبح أول حلة سعودية تصنع في مكة المكرمة.

وفي عام 1976م/1397 هـ انتقل مصنع كسوة الكعبة إلى مبناه الجديد بأم الجود، مجهزا بأحدث المكائن المتطورة في الصناعة، ليواصل صناعتها في أبهى صورها.

الكسوة المستبدلة



يشارك في مراسم استبدال الكسوة نحو 160 فنياً وصانعاً بإشراف وتنفيذ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.

وكان المدير العام السابق لمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة أحمد المنصوري، قال في حديث صحفي، إن أول مراحل تغيير الكسوة الشريفة تبدأ بتفكيك أركان الكسوة من المذهبات وفق خطة تشغيلية وفنية مسبقة.

وبين أنه تطبق إجراءات ونظام المستودعات الحكومية على الكسوة القديمة؛ من توفير الحفظ الفني الملائم لها بما يحول دون التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا إليها.

وأوضح أنه في حال طلب صرفها لمتاحف أو هدايا يكون ذلك بناء على المادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات، الذي أكد أنه يكون بناء على تعميد من السلطة المختصة وطلب صرف المواد.

مكونات الكسوة



وتستهلك الكسوة نحو 670 كيلوجراما من الحرير الخام المصبوغ باللون الأسود، و120 كيلوجراما من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة، وتتزين بالحرير المبطن بالقطن، ومنسوج فوقها آيات قرآنية مشغولة بخيوط الذهب والفضة.

ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد بالثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 19 سنتيمترا وبطول 47 مترا، مكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

وتتكون الكسوة من 5 قطع، تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة تمثل الستارة التي توضع على باب الكعبة المشرفة.

عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و6 قطع و12 قنديلاً أسفل الحزام و4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و5 قناديل الله أكبر أعلى الحجر الأسود، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.

وتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها يا الله يا الله، لا إله إلا الله محمد رسول الله وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم ويا ديان يا منان.



تاريخ الكسوة المشرفة



يتولى سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد.

ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن عدنان بن إد وهو واحد ممن كسوها، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، وقيل أن تبع الحميري ملك اليمن هو أول من كساها في الجاهلية بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحاً.

وبعد تبع الحميري كساها الكثيرون في الجاهلية، حتى آلت الأمور إلى قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والذي قام بتنظيمها بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم.

وجاء أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجرا ثريا، فأشار على قريش أن اكسوا الكعبة سنة وأنا أكسوها سنة، فوافقت قريش.

وظل كساء الكعبة بالتناوب بين قريش والمخزومي حتى مات، فتوارثت قريش العمل المبجل حتى فتح مكة.