Hanih@iau.edu.sa
أكاديموس هي آلهة الحِكمة عند الإغريق. تقول الأسطورة إن أكاديموس وهو رجل مقتدر أقطع جزءًا من مزرعة زيتون له لأفلاطون وتلامذته؛ ليلقي عليهم دروسه في الفلسفة والحِكمة، فسُمِّيت تلك المزرعة باسمه، ومن هنا وُلد مصطلح الأكاديميا. هذه الرواية مشحونة رمزيًّا. فهناك الحِكمة ورديفتها الفلسفة، وهناك المزرعة، وكأن الحِكمة نبت يُغرس، وهناك الزيتون بخصوصيته. والأكاديميا هي قلب أي مؤسسة تعليمية منذ المرحلة الابتدائية وصولًا إلى أعلى الرتب الجامعية. والأكاديميا تعني امتلاك ناصية العلم والحِكمة عملًا بقوله تعالى: (ومن يؤتَ الحِكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا».
استبشرت المنطقة الشرقية خيرًا بإنشاء جامعة جديدة بجوار جامة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، فإنشاء جامعة جديدة حكومية كانت أو أهلية لهو منبع فرح وأمل كبير لكثير من أبنائنا وبناتنا ممن لم يحالفهم الحظ في الجامعات الحكومية. إن تجاور الجامعتَين خيار إستراتيجي صائب للجامعة الناشئة؛ إذ إن مجاورتها لشقيقتها الكبرى ولمعارض الظهران الدولية، وللملعب الرياضي المجاور لها، من شأنه أن يوجد ضواحي جامعية نحن في أمسّ الحاجة لها.
كامبردج ضاحية في مدينة بوسطن الأمريكية، وهي موطن جامعة هارفارد، ومعهد ماساشوستس للتقنية، وجامعة تافت، وجامعة بوسطن، وجامعات وكليات أخرى، وعدد مماثل من المتاحف كلها على مرمى حجر من بعضها البعض.
والحال ذاته ينطبق على ضواحٍ كثيرة في الغرب، حيث تتجاور في الضاحية الواحدة أو الحي الواحد أكثر من جامعة أو كلية، مع ما يرافقها من مؤسسات تابعة لها، من متاحف ومكتبات ومستشفيات ومراكز أبحاث وغيرها.
الجامعات مؤسسات أكاديمية بامتياز، وإن غلب عليها الطابع البيروقراطي. وفي ضوء التحوُّل الوطني الذي تشهده المملكة حاليًّا فإننا بحاجة إلى وقفة تأمل أمام الجامعة الحكومية كمؤسسة أكاديمية، وقياس مدى مساهمتها في الاسنغلال الأمثل لمواردها البشرية والمادية.
ولعل أهم ما يُميِّز الجامعات الحكومية في المملكة هو الإمكانات الجبارة لها، من مبانٍ ومنشآت.
قليلة في العالم هي الجامعات التي تتمتع بهذا العدد من المنشآت الجامعية كما هو الحال لدينا. وربما كان التوسع في البناء المادي والبيروقراطي سببًا في محدودية الاستفادة الأمثل من هذه المنشآت التي تستنزف المال والجهد والكادر البشري.
مؤخرًا خطت وزارة التربية خطوة إيجابية في تقليل عدد العمادات والوكالات على مستوى الجامعة والكلية في توجُّهٍ واضحٍ للتقليل من البيروقراطية، ولتوظيف الطاقات البشرية في أماكنها الصحيحة. ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فلعله من الحكمة، ومن باب حسن إدارة المرافق، ومن باب الاستغلال الأمثل لمرافق الجامعة وكوادرها البشرية، تأجير هذه المباني والمرافق التي تكلف الجامعة الحكومية المال والرجال على أكاديميات ناشئة، المجتمع بأمسّ الحاجة لها. وهنا يستفيد الكل. فالمجتمع ستتنوع خياراته في التحصيل الأكاديمي، والجامعة الحكومية ستُدِرُّ دخلًا إضافيًّا إلى ميزانيتها السنوية، والجامعة الناشئة أو الكلية سوف توفر على نفسها مصاريف جمَّة في امتلاك عقار خاص بها وبنائه وتجهيزه.
نحن نعيش فترة تحوُّل على كل المستويات، وتأتي الجامعات والتعليم عمومًا في قلب هذا التحوُّل. والحديث هنا ليس عن جامعة بعينها، بل هو حديث يشمل كل الجامعات الحكومية على كافة تراب الوطن.
لقد آن الأوان للقطاع الخاص أن يساهم بقوة في التعليم. ولعله من باب التذكير بالشيء أن ضخامة المؤسسة الحكومية وتوسُّعها المستمر ماديًّا قد أثَّر في مستوى التحصيل الأكاديمي.
وعلى العكس تمامًا، ففي التجزئة وضوح في الرؤية وسهولة في الإدارة والتشغيل، وتوظيف أمثل للطاقات البشرية عملًا بمبدأ أساسي في الإدارة، فحواه أنه كلما صغرت المؤسسة، كان أداؤها أفضل.
هذه دعوة لرؤساء الجامعات الحكومية، ولذوي الهِمَم في قطاع التعليم، والجامعي منه بوحه خاص، ولكل مسؤولي التنمية العمرانية، لأن نرى في مدننا ضواحي أكاديمية على غرار كامبردج وأدنبرة وأكسفورد.
أكاديموس هي آلهة الحِكمة عند الإغريق. تقول الأسطورة إن أكاديموس وهو رجل مقتدر أقطع جزءًا من مزرعة زيتون له لأفلاطون وتلامذته؛ ليلقي عليهم دروسه في الفلسفة والحِكمة، فسُمِّيت تلك المزرعة باسمه، ومن هنا وُلد مصطلح الأكاديميا. هذه الرواية مشحونة رمزيًّا. فهناك الحِكمة ورديفتها الفلسفة، وهناك المزرعة، وكأن الحِكمة نبت يُغرس، وهناك الزيتون بخصوصيته. والأكاديميا هي قلب أي مؤسسة تعليمية منذ المرحلة الابتدائية وصولًا إلى أعلى الرتب الجامعية. والأكاديميا تعني امتلاك ناصية العلم والحِكمة عملًا بقوله تعالى: (ومن يؤتَ الحِكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا».
استبشرت المنطقة الشرقية خيرًا بإنشاء جامعة جديدة بجوار جامة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، فإنشاء جامعة جديدة حكومية كانت أو أهلية لهو منبع فرح وأمل كبير لكثير من أبنائنا وبناتنا ممن لم يحالفهم الحظ في الجامعات الحكومية. إن تجاور الجامعتَين خيار إستراتيجي صائب للجامعة الناشئة؛ إذ إن مجاورتها لشقيقتها الكبرى ولمعارض الظهران الدولية، وللملعب الرياضي المجاور لها، من شأنه أن يوجد ضواحي جامعية نحن في أمسّ الحاجة لها.
كامبردج ضاحية في مدينة بوسطن الأمريكية، وهي موطن جامعة هارفارد، ومعهد ماساشوستس للتقنية، وجامعة تافت، وجامعة بوسطن، وجامعات وكليات أخرى، وعدد مماثل من المتاحف كلها على مرمى حجر من بعضها البعض.
والحال ذاته ينطبق على ضواحٍ كثيرة في الغرب، حيث تتجاور في الضاحية الواحدة أو الحي الواحد أكثر من جامعة أو كلية، مع ما يرافقها من مؤسسات تابعة لها، من متاحف ومكتبات ومستشفيات ومراكز أبحاث وغيرها.
الجامعات مؤسسات أكاديمية بامتياز، وإن غلب عليها الطابع البيروقراطي. وفي ضوء التحوُّل الوطني الذي تشهده المملكة حاليًّا فإننا بحاجة إلى وقفة تأمل أمام الجامعة الحكومية كمؤسسة أكاديمية، وقياس مدى مساهمتها في الاسنغلال الأمثل لمواردها البشرية والمادية.
ولعل أهم ما يُميِّز الجامعات الحكومية في المملكة هو الإمكانات الجبارة لها، من مبانٍ ومنشآت.
قليلة في العالم هي الجامعات التي تتمتع بهذا العدد من المنشآت الجامعية كما هو الحال لدينا. وربما كان التوسع في البناء المادي والبيروقراطي سببًا في محدودية الاستفادة الأمثل من هذه المنشآت التي تستنزف المال والجهد والكادر البشري.
مؤخرًا خطت وزارة التربية خطوة إيجابية في تقليل عدد العمادات والوكالات على مستوى الجامعة والكلية في توجُّهٍ واضحٍ للتقليل من البيروقراطية، ولتوظيف الطاقات البشرية في أماكنها الصحيحة. ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فلعله من الحكمة، ومن باب حسن إدارة المرافق، ومن باب الاستغلال الأمثل لمرافق الجامعة وكوادرها البشرية، تأجير هذه المباني والمرافق التي تكلف الجامعة الحكومية المال والرجال على أكاديميات ناشئة، المجتمع بأمسّ الحاجة لها. وهنا يستفيد الكل. فالمجتمع ستتنوع خياراته في التحصيل الأكاديمي، والجامعة الحكومية ستُدِرُّ دخلًا إضافيًّا إلى ميزانيتها السنوية، والجامعة الناشئة أو الكلية سوف توفر على نفسها مصاريف جمَّة في امتلاك عقار خاص بها وبنائه وتجهيزه.
نحن نعيش فترة تحوُّل على كل المستويات، وتأتي الجامعات والتعليم عمومًا في قلب هذا التحوُّل. والحديث هنا ليس عن جامعة بعينها، بل هو حديث يشمل كل الجامعات الحكومية على كافة تراب الوطن.
لقد آن الأوان للقطاع الخاص أن يساهم بقوة في التعليم. ولعله من باب التذكير بالشيء أن ضخامة المؤسسة الحكومية وتوسُّعها المستمر ماديًّا قد أثَّر في مستوى التحصيل الأكاديمي.
وعلى العكس تمامًا، ففي التجزئة وضوح في الرؤية وسهولة في الإدارة والتشغيل، وتوظيف أمثل للطاقات البشرية عملًا بمبدأ أساسي في الإدارة، فحواه أنه كلما صغرت المؤسسة، كان أداؤها أفضل.
هذه دعوة لرؤساء الجامعات الحكومية، ولذوي الهِمَم في قطاع التعليم، والجامعي منه بوحه خاص، ولكل مسؤولي التنمية العمرانية، لأن نرى في مدننا ضواحي أكاديمية على غرار كامبردج وأدنبرة وأكسفورد.