اليوم - الدمام

للمرة الأولى هذا العام، تستبدل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، كسوة الكعبة المشرفة في غرة محرم رأس السنة الهجرية 1444.

وجرت العادة أن يتولى سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، يوم عرفة، لاستقبال الحجاج في صباح يوم عيد الأضحى.

أول من كسا الكعبة



ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن عدنان بن إد وهو واحد ممن كسوها، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، وقيل أن تبع الحميري ملك اليمن هو أول من كساها في الجاهلية بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحاً.

وبعد تبع الحميري كساها الكثيرون في الجاهلية، حتى آلت الأمور إلى قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والذي قام بتنظيمها بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم.

وجاء أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجرا ثريا، فأشار على قريش أن اكسوا الكعبة سنة وأنا أكسوها سنة، فوافقت قريش.

وظل كساء الكعبة بالتناوب بين قريش والمخزومي حتى مات، فتوارثت قريش العمل المبجل حتى فتح مكة.

تغيير كسوة الكعبة المشرفة - واس


وظهرت الكتابة على الكسوة في عصر الدولة الأموية، وكسيت الكعبة كسوتين في العام، كسوة في يوم عاشوراء والثانية في آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر.

واهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتماماً بالغاً، نظراً لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز في عصورهم، وتخصص في ذلك أهل المدن المصرية.

تبجيل البيت الحرام



يعد كساء الكعبة الشريفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام.

والكسوة الشريفة للكعبة المشرفة كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، ارتبط به تاريخ المسلمين وبرع في صناعته أمهر العاملين في هذا المجال وتسابقوا لنيل شرف تنفيذه.

تأتي الحكمة من كسوة الكعبة أنها شعيرة إسلامية، واتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام من بعده.

وفي العام التاسع الهجري، بعد فتح مكة، كسا الرسول صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.

وفي عهد الخلفاء الراشدين كساها أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بكسوتين فوق بعضهما فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام.

العصر الحديث



بدأت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - صناعة كسوة الكعبة عبر دار خاصة بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة في عام 1346 هـ، وتعد أول حلة سعودية تصنع في البلاد.

وتواصل الاهتمام من أبناء المؤسس في العناية بصناعة الكسوة وتطويرها حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة 1397 هـ إلى مبناه الجديد بأم الجود وجهز بأحدث المكائن المتطورة في الصناعة، وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها.