اليوم - الدمام

يبرز اسم المنطقة الخضراء بين الحين والآخر على الأخبار الواردة من العراق، بوصفها مكان دائم الاشتعال السياسي، ويشهد العديد من الاحتجاجات والاقتحامات لمبانٍ حكومية أو دبلوماسية.

وتجدد الغضب على بوابات المنطقة الخضراء، أو كما يفضل بعض العراقيين تسميتها المنطقة الرئاسية، اليوم السبت، بعد تحرك أنصار التيار الصدري في احتجاجات على الأوضاع السياسية، ليتمكنوا من اقتحام المنطقة الحصينة ذات الدلالة السياسية البارزة.

المرة الثانية في 4 أيام



في أقل من 4 أيام تعرضت المنطقة الخضراء لمحاولة اقتحام للمرة الثانية من أنصار التيار الصدري احتجاجاً ورفضا لتسمية أحزاب الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الوزراء.

والأربعاء الماضي، اقتحم المئات من أنصار الصدر مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، احتجاجا على تحرك الإطار التنسيقي نحو تشكيل الحكومة والدفع بمرشح من حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي.

وألمح التيار الصدري في أكثر من مناسبة سابقة إلى الوقوف بوجه تشكيل أي حكومة وفق مبدأ المحاصصة المعتمد منذ 2003.

وانسحب التيار من العملية السياسية بعد أشهر من شد وجذب مع الإطار التنسيقي لتشكيل حكومة وفق مبدأ الأغلبية، التي تصدى لها بتحالف ضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وائتلاف السيادة الذي جمع محمد الحلبوسي وخميس الخنجر.

المنطقة الخضراء



تشمل منطقة كرادة مريم وجزءا من حي الحارثية وجزءا من حي القادسية في وسط العاصمة العراقية بغداد.

وأنشأتها بوضعها الحالي القوات الأمريكية التي غزت العراق عام 2003، على مساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات، وبدأ اسم المنطقة الخضراء في التداول مع قيام الحكومة العراقية الانتقالية.

ويمكن الدخول إليها من عدة بوابات؛ بوابة القدس وبوابة وزارة التخطيط وبوابة القصر الجمهوري، وتغيّر اسم المنطقة إلى المنطقة الدولية.

وتعد المنطقة الخضراء من أكثر المواقع العسكرية تحصينا في العراق؛ فهي مقر الحكومة والجيش، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات دولية ووكالات حكومية وأجنبية لدول أُخرى.

احتجاجات عراقية سابقة في المنقطة الخضراء - رويترز

تاريخ مشتعل



عرفت المنطقة قديما باسم كرادة مريم واسمها الرسمي وفقا للخرائط هو حي التشريع، وعٌرفت بالمنطقة الرئاسية في عهد ما قبل عام 2003.

وكانت منطقة سكنية، في السابق، لأعضاء الحكومة العراقية والعديد من الوزارات وتضم عددا من قصور الرئيس السابق صدام حسين وأولاده، والتي من أكبرها القصر الجمهوري وقصر السلام.

وسيطرت عليها القوات الأمريكية في أبريل 2003 خلال عملية غزو العراق، وتضم سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أخرى بالإضافة لقيادة قوات التحالف الدولية والقواعد القيادية لهذه القوات ومقر الحكومة العراقية الحالية.

وضمت نحو 3 آلاف وحدة سكنية، قامت القوات الأمريكية بطرد أصحابها لتأسيس ما عُرف لاحقا بالمنطقة الخضراء، ويحصل أصحاب تلك المنازل على بدل إيجار متفاوت من الحكومة ثمنًا لإشغال منازلهم.

وتعرضت المنطقة بعد غزو العراق واستقرار قوات التحالف والحكومة الانتقالية فيها إلى سلسلة متواصلة من التفجيرات والقصف الصاروخي والمدفعي من قبل العديد من الجماعات المسلحة العراقية.

وعلى الرغم من كونها - نسبيا - منطقة آمنة وبالتأكيد من المناطق الحصينة، إلا أنها من أكثر مناطق العراق تعرضا للقصف من قبل المسلحين والجماعات الإرهابية.