محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:

لا شك أن كل أب يسعى لإسعاد أبنائه ويحاول بشتى الوسائل أن يرسم البسمة على شفاههم، وأن يرى أبناءه بأفضل الأحوال وأسعدهم ولكن كل على حسب ظروفه وإمكاناته، فأدوات السعادة تعتمد من شخص لآخر، ولكن الأب عادة يحاول أن يسخر كل الظروف ما استطاع لأجل إسعاد أهله.

مع بدء الإجازة الصيفية نجد الكثير من الأسر تقوم بالضغط على رب الأسرة من أجل أن يسفرهم والمغريات كثيرة هنا، لعل من أهم أسبابها هؤلاء المغرضين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لا هم لهم سوى التحريض وتصوير مواقعهم أينما ذهبوا، وللأسف هناك مَن يتابعهم من الأبناء ويتأثر بهم وبالتالي نجدهم يصبون همهم بالسفر على هذا الأب المسكين، الذي بالكاد نجده يصرف على منزله ويسدد إيجار منزله وغيرها من متطلبات الحياة.

هؤلاء الأبناء لا يدركون ما يعانيه الأب من هموم ومشاكل وتحمل أعباء ومقادير الحياة، بل همهم عيش اللحظة والسفر والانبساط ضاربين بعرض الحائط ظروف الأب، الذي يكدح ليل نهار من أجل إسعاد أبنائه.

ألا تفكروا في أحد الأيام أن تجلسوا مع آبائكم لكي تعرفوا همومهم ومشاكلهم وإمكاناتهم لكي تقدروه وتقفوا معه وتعينوه على ظروف الحياة بدلاً من الضغط عليه بالسفر والطلبات التي لا حصر لها، وكل هذا من أجل أن تقولوا لأصدقائكم نحن سافرنا، ويبدأ مسلسل التصوير الدرامي في المطاعم والمقاهي والمطارات وغيرها من أماكن سياحية رغم ظروف الأب، تسعدون غيركم وأنفسكم وتجلبون الهم لآبائكم.

نصيحة لكم أيها الأبناء ارحموا آباءكم وقدروا ظروفهم وحافظوا عليهم، فظروف الحياة قد تعصف بهم بمرض يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه نتيجة كثرة طلباتكم، التي قد لا يستطيع تلبيتها أو إغراقه بديون قد تودي به إلى السجون. فارحمهوهم وقدروا ظروفهم فليس كل أب ميسور الحال.

@alsyfean