عبدالرحمن المرشد

@almarshad_1

جهود كبيرة تقوم بها أمانات المناطق في كل أنحاء المملكة بخصوص إنشاء الحدائق داخل الأحياء، حيث يوجد في كل حي من أحياء المملكة أكثر من حديقة، بل ربما تصل إلى ثلاث أو أربع في الحي الواحد، حيث عدد الحدائق في الرياض وحدها إلى ما يقارب الـ 3330، وهذا رقم يعتبر كبيرا وإنجازا يحسب لبلدياتنا مما يساهم في رفع جودة الحياة وتحسين العامل النفسي، الذي يحتاج باستمرار لاستنشاق الطبيعة البكر بعيداً عن الضوضاء وضغوط العمل، عندما تسلك طريقاً محاطاً بالأشجار وأنت في سيارتك بالتأكيد ستشعر براحة نفسية تتسلل إلى داخلك وتستقر في أعماقك لتعطيك روحاً جديدة وعطاءً أكبر على مقاومة الملل والرتابة، التي نعيشها في حياتنا، فما بالك إذا كنت تتمشى على قدميك داخل الطبيعة والأشجار تستمع إلى صوت الطيور ورؤية ذلك اللون الأخضر الجذاب، فإن تأثير هذه المواقع سيكون أكبر وأقوى.

حدائق الأحياء لدينا جميلة وتصاميمها رائعة تسحر العيون قبل القلوب، ولكن تحتاج تنشيطا لتفعيل دورها الحقيقي الذي مازال غائباً، وضعها الحالي مجرد شكل جمالي في كل حي، لا يقوم بزيارتها والاستمتاع بها إلا القليل بما لا يتجاوز 10 % من سكان الحي، أما البقية فهم يمرون مروراً على تلك الحدائق مكتفين بالنظر إليها فقط دون الجلوس والراحة بين تلك الأشجار الغناء برغم ما وضع فيها من إمكانات وتنظيم ومتابعة وألعاب وغيرها. ما السبب؟ أعتقد من وجهة نظر شخصية أن السبب يعود لعدم تنشيط وتفعيل الدور الحقيقي لهذه الحدائق، مثل إقامة فعاليات وتنظيم لقاءات أو ندوات أو عمل احتفالات العيد (الأضحى والفطر) داخل الحديقة لمدة ثلاثة أيام مما يساعد أيضاً على تقارب الجيران داخل الحي، أيضاً احتفالات اليوم الوطني ويوم التأسيس يمكن عملها في حدائق الأحياء وغيرها الكثير، تلك الأنشطة بالتأكيد ستعيد التوهج والروح لحدائق الأحياء.

مجالس البلديات، التي لم نسمع عنها شيئاً ولم تقدم المأمول منها يمكنها تولي هذا الأمر ومتابعته وتنظيمه بشكل مستمر لتصبح تلك المواقع مكاناً يجتمع فيه أهل الحي الواحد ليزيد من ألفتهم وترابطهم وتعاونهم لتحقيق المصلحة العامة، التي تعود على أحيائنا بالفائدة والتطور.