كلمة اليوم

يمضي النظام الإيراني في منهجيته الإرهابية الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عبر أذرعه التي تتمركز في دول عربية مثل لبنان واليمن وسوريا والعراق، في ظل عدم جدية المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته تجاه هذا النظام الذي يصر عبر تجنيد الميليشيات الإرهابية الخارجة عن القانون لكي تنفذ المزيد من الجرائم والانتهاكات على تهديد الأمن إقليمياً ودولياً تحقيقاً لأجنداته التوسعية المشبوهة.

ما كشفته مصادر «اليوم» عن أن نجل وحفيد ما يسمى الهيئة الشرعية للميليشيا المدعو محمد يزبك يعملان في تجارة المخدرات، وبالطبع فإن هذين الشخصين ينتميان للميليشيا المسلحة. وقالت المصادر المقربة من «حزب الله» التي تعمل على تهريب، ليس المخدرات والكبتاغون وحسب، بل تنشط في تهريب الكثير من السلع وبشكل خاص على جانبي الحدود السورية اللبنانية، إن «ابن وحفيد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله محمد يزبك يعملان في تجارة المخدرات وتهريب الكبتاغون مع عائلتي جعفر والمصري في بعلبك»، وكلتا العائلتين تمدان حزب الله بالعنصر البشري. وما أكدته المصادر أن «حسن محمد يزبك ساعد في تهريب المطلوب حسين جعفر المتهم بأكثر من قضية أهمها إطلاق النار على الجيش اللبناني، حيث تم تهريبه من العراق إلى لبنان عن طريق سوريا». وقالت المصادر إن «محمد يزبك هو أحد أهم أركان حزب الله، وهو عضو بما يسمى مجلس شورى الميليشيا، وهو أحد أهم رموز الفساد في الحزب المذكور.. هذه التفاصيل آنفة الذكر تأتي كأحد أطر مشهد الفساد الشامل لجرائم وتجاوزات حزب الله، تلك الذراع الإيرانية التي تتمركز في لبنان، وتبين أن أوجه التهديد لا تنحصر في جرائم القتل والتدمير وإثارة الفوضى ونهب خيرات البلاد.. بل هي تمتد لإحداث الفساد وتدمير البنى التحتية وتستهدف القضاء على العناصر البشرية بكل السبل المتاحة لديه، وهو بذلك يحقق مساعي نظام طهران في جر لبنان إلى حفر الظلام والابتعاد به عن أي فرص للاستقرار وإعادة التنمية.

ما تقوم به ميليشيات «حزب الله» في لبنان، من جرائم ممنهجة وفساد يتجاوز كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، هو بمثابة فصل آخر من سلسلة جرائم الميليشيات التابعة للنظام الإيراني.. ويتكرر السؤال عن دور المجتمع الدولي، وهل لا يزال يعتقد أن مثل هذا النظام في طهران يمكن أن يكون جزءا طبيعياً من العالم؟