اليوم - الوكالات

تقرير أممي: 10 ملايين لاجئ عبروا الحدود فرارا من الموت

ردًا على الدعم العسكري الأمريكي المستمر والمتواصل لكييف، والذي كان آخره منظومة «هيمارس» الصاروخية المتطورة وطويلة المدى، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، الولايات المتحدة بالمشاركة على نحو مباشر بالحرب في أوكرانيا.

وفي بيان على تطبيق «تيليجرام» انتقدت الوزارة الولايات المتحدة لموافقتها على مد كييف بمنظومة «هيمارس» الصاروخية الأمريكية الصنع، والمستخدمة حاليًّا في أوكرانيا.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله أمس: إن قوات بلاده دمرت ستة أنظمة صواريخ أمريكية الصنع من طراز «هيمارس» منذ بداية الصراع في أوكرانيا.

وقال شويجو: إن روسيا دمرت أيضًا خمسة أنظمة إطلاق صواريخ «هاربون» المضادة للسفن و33 مدفع «هاوتزر إم 777» منذ أن نشرت موسكو عشرات الآلاف من القوات في جارتها الغربية أوكرانيا.

وقال مسؤولون أوكرانيون: إنهم يشغلون ما يصل إلى 12 منظومة «هيمارس»، التي تسمح دقتها وطول مداها لكييف بالحد من تفوق المدفعية الروسية.

ملايين اللاجئين

في غضون هذا، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء: إن عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود من أوكرانيا تجاوز عشرة ملايين لأول مرة منذ الحرب الروسية.

وأظهر إحصاء للمفوضية أنه تم تسجيل عبور عشرة ملايين و107957 شخصًا، في المجمل، الحدود من أوكرانيا منذ 24 فبراير.

وميدانيًّا، ذكرت الاستخبارات العسكرية البريطانية، أمس الثلاثاء، أن هجومًا استهدف مقر سيفاستوبول لأسطول روسيا في البحر الأسود صار الأحدث في سلسلة انتكاسات تعرضت لها موسكو في حربها المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي، عبر «تويتر»: إن الخسائر الأخيرة لروسيا شملت سفينة القيادة في الأسطول، موسكفا، في أبريل الماضي، وأضافت: «بعد تقارير عن إلغاء العروض العسكرية، ليس من المرجح أن يتمكن أسطول البحر الأسود من إدارة الفعاليات العامة البارزة إلى جانب أنشطته في وقت الحرب».

وفي منطقة دونيتسك، شرقي البلاد، تواصل القتال أمس بين القوات الروسية والأوكرانية حول بلدة باشموت، فيما أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية «أن القوات الروسية أحرزت تقدما أيضًا باتجاه سوليدار، على بُعد 8 كيلو مترات شمالًا».

وأضافت هيئة الأركان «إنه تم، إلى حد كبير، صد الهجمات الروسية على عدة مواقع جنوب باشموت»، في حين يتعذر التحقق من صحة هذه الأنباء من مصدر مستقل.

وأفادت الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية نفذت هجومًا في شمال منطقة خيرسون التاخمة لمنطقة دنيبروبتروفسك.

وعلى مدار أسابيع، ظلت كييف تغذي الآمال في شن هجوم مضاد في هذه المنطقة لاستعادة الجنوب الأوكراني.

مسنة أوكرانية تسكن مع قطتها داخل قبو بعد تدمير منزلها في دونيتسك (رويترز)


خط المواجهة

وأمس الثلاثاء، قالت كييف: إن المدفعية الروسية قصفت مواقع أوكرانية على طول خط المواجهة بأكمله في مناطق خاركيف ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون وميكولايف، وأضافت: «إن سلاح الجو الروسي شن أيضًا نحو أربع هجمات على مواقع أوكرانية».

وفي سياق منفصل، حذر الكرملين الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن الزيارة المتوقعة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان ستضعها في مسار تصادمي مع الصين وتثير توترات في المنطقة.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: «لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع الآن ما إذا كانت ستصل إلى هناك أم لا، لكن كل ما يتعلق بهذه الجولة والزيارة المحتملة لتايوان استفزازي تمامًا».

وحذرت الصين بيلوسي مرارًا من زيارة تايوان التي تقول بكين: إنها تابعة لها، وتلفت في ذات الوقت إلى أن زيارة بيلوسي تتعارض مع مبدأ «صين واحدة» الذي تعهدت واشنطن بالالتزام به.

وعلى صعيد آخر، اتهمت الولايات المتحدة روسيا باستخدام أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا «درعًا نووية» من خلال نشر قوات هناك، مما يمنع القوات الأوكرانية من الرد على إطلاق النار ويهدد بخطر وقوع حادث نووي مروّع.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين: إن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» من أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي اُتهمت روسيا بإطلاق قذائف بالقرب منها بشكل خطير في مارس، أصبحت الآن قاعدة عسكرية روسية تُستخدم لإطلاق النار على القوات الأوكرانية القريبة.

وأضاف بلينكين للصحفيين بعد محادثات في الأمم المتحدة في نيويورك ليل الإثنين/‏ الثلاثاء بشأن منع انتشار الأسلحة النووية «بالطبع لا يمكن للأوكرانيين الرد خشية وقوع حادث مروع يتعلق بالمحطة النووية».

الدرع النووية

وقال: إن تصرفات روسيا تجاوزت استخدام «درع بشرية» واصفًا إياه بأنه «درع نووية».

وقال نائب وزير الخارجية الأوكراني ميكولا توتشيتسكي في محادثات نيويورك «هناك حاجة إلى إجراءات قوية مشتركة لمنع وقوع كارثة نووية».

ودعا المجتمع الدولي إلى «إغلاق المجال الجوي» فوق محطات الطاقة النووية الأوكرانية بأنظمة دفاع جوي.

وتسببت الحرب في أوكرانيا بنشوب أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؛ مما أسفر عن مقتل الآلاف، وتشريد الملايين وحول أجزاء كبيرة من أوكرانيا إلى أنقاض.

وتسببت الحرب أيضًا في أزمة غذاء عالمية؛ إذ تنتج روسيا وأوكرانيا حوالي ثلث القمح العالمي، في حين تسببت العقوبات الغربية على روسيا، وهي مزوِّد رئيسي للطاقة إلى أوروبا، في أزمة طاقة عالمية.

إلى ذلك، قال الكرملين، أمس: إن المحادثات المقررة بعد غد الجمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ستناقش قضايا من ضمنها الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

دميتري بيسكوف قال للصحفيين أيضًا: إن المحادثات ستناقش مدى فاعلية الاتفاق، لافتًا إلى أنه يجب تجديد الاتفاق بعد 120 يومًا.

في المقابل، قال مسؤول تركي كبير في وقت لاحق، أمس: إن بلاده تتوقع أن تغادر سفينة حبوب واحدة تقريبًا الموانئ الأوكرانية كل يوم، ما دام الاتفاق الذي يضمن المرور الآمن قائمًا، وذلك بعد أن غادرت أول سفينة منذ بدء الحرب ميناء أوديسا بسلام أمس.

مؤتمر صحفي في مركز التنسيق المشترك بعد مغادرة أول سفينة حبوب لـ«أوديسا» (رويترز)


تفتيش «رازوني»

وأظهرت بيانات «ريفينيتيف أيكون» أن السفينة الأولى «رازوني» التي تحمل 26527 طنًّا من الذرة إلى لبنان، كانت تبحر في غرب البحر الأسود قبالة دلتا الدانوب الرومانية في الساعة 0714 بتوقيت جرينتش، في منتصف الطريق تقريبًا إلى المياه التركية، حيث سيتم تفتيشها، اليوم الأربعاء.

وكان من المقرر وصول الباخرة التي تحمل علم سيراليون إلى إسطنبول، صباح أمس الثلاثاء، ولكن سوء الأحوال الجوية أخّر وصولها، لتؤكد السلطات التركية أن «رازوني» متوقع رسوّها ليلًا أو فجر اليوم، على أقصى تقدير للتفتيش ومن ثم المغادرة إلى لبنان.

وأصبح الإبحار ممكنا بعد أن توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين روسيا وأوكرانيا الشهر الماضي لتصدير الحبوب والأسمدة، في انفراجة دبلوماسية نادرة في صراع أصبح حرب استنزاف طويلة الأمد.

وتهدف الصادرات من أحد أكبر المنتجين في العالم إلى المساعدة في تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وقال المسؤول التركي الكبير لـ«رويترز»: الخطة تقضي بأن تغادر سفينة كل يوم، مشيرًا إلى أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين يشملهما الاتفاق، وأضاف: «إذا سارت الأمور على ما يرام، فسيتم التصدير عبر سفينة واحدة في اليوم لبعض الوقت».

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن مغادرة السفينة «رازوني» تأخرت يومين بسبب «مشاكل فنية» تم حلها الآن، وأن بلاده العضو في حلف شمال الأطلسي تتوقع أن يعمل الممر الآمن بشكل جيد.

وقالت وزارة الدفاع التركية: إن من المتوقع وصول «رازوني» قبالة الساحل التركي في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، وأن يتم تفتيشها في وقت لاحق من قِبَل مسؤولين روس وأتراك وأوكرانيين ومن الأمم المتحدة.

وتراقب الأطراف الأربعة الشحنات وتجري عمليات التفتيش من مركز للتنسيق المشترك في إسطنبول.