اليوم- الدمام

مع كل خبر لصاروخ تائه أو سقوط جزء جديد من صاروخ على الأرض، نسمع الكثير من التحليلات عن أن كل هذا حيلة من القوى العظمى العالمية لتسهيل التجسس، ولكن هل تُستخدم الصواريخ فعلاً لهذا الغرض وهل تتجسس القوى العظمي على العالم أجمع باستخدام أقمارها الصناعية؟

لم يعد الفضاء يقتصر على مجالات الاكتشاف العلمي منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، بل تحول إلى ساحة تنافس عسكري، من خلال استخدام الأقمار الصناعية في التجسس، وتوفير المعلومات للحكومات والجيوش.

بداية صراع الفضاء

وكان أول من اتجه لعسكره الفضاء هو الاتحاد السوفيتي عام 1957، بإطلاق قمر سبوتنيك 1، كأول قمر صناعي للأغراض العسكرية، أثناء الحرب الباردة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالرغم من أن القمر السوفيتي لم يكمل مهمته واحترق بعد شهرين، إلا أن هذا كان كافياً لإشعال شرارة السباق بين القوى الدولية، والذي حافظت فيه واشنطن على الصدارة لفترة طويلة وبعدها موسكو، ودخلت بكين إلى المجال متأخراً لكنها أثبتت كفاءتها لتنافس أمريكا وروسيا.

وبدأت الولايات المتحدة في إطلاق أقمار كي إتش عام 1970، والتي استمرت أمريكا في إطلاقها حتى 2013، ويعد كي إتش 11 أول قمر لديه قدرة على التصوير الرقمي وتحديد الزمن الفعلي لعملية الرصد البصري.

وفي نفس الفترة، أطلق الاتحاد السوفيتي برنامجاً فضائياً باسم زينيت، وأرسل من خلاله أكثر من 5 آلاف قمر صناعي تجسسي، على مدار 33 عامًا.

إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء

أقمار صناعية تتجسس على أقمار صناعية

ولم يتوقف الأمر على مراقبة الأرض فقط، بل تم تصميم أقمار صناعية بهدف التجسس على الأقمار الصناعية للدول الأخرى، فخلال ديسمبر 2021 الماضي، جرت واحدة من أغرب المناورات بين القمر الصناعي الأمريكي USA 270 والقمرين الصناعيين الصينيين شيان -12-01 وشيان – 12 – 02 حسبما نقلت RT.

وتعتبر الأجهزة الفضائية هي أقمارا مفتّشة أي أنها مخصصة للتجسس على أقمار صناعية أخرى وتتمكن من تغير مواصفات مسارها بسرعة لخداع العدو.

أسلحة مضادة للصواريخ

ومع التطور الكبير في مجال الفضاء أصبحت دول العالم متأكدة من أن الأقمار الصناعية تتجسس عليها، لذا طور العالم العديد من الأسلحة المضادة لهذه الأقمار.

وقال تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونشرته مجلة Popular Mechanics الأمريكية، إن روسيا والصين تمتلك صواريخ قادرة على إسقاط الأقمار الصناعية المحلقة في مدار الأرض المنخفض، كما صممت الصين 3 منظومات مضادة للأقمار الصناعية من طراز ASAT.

إطلاق صاروخ إلى الفضاء


وتمتلك روسيا صاروخ نودول المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاع عال، ويستخدم أيضاً لتدمير الأقمار الصناعية، وبحسب التقرير فإن موسكو تقوم بتحديث منظومة رصد الفضاء الكوني القريب من طراز كرونا الذي سيضم جهاز كالينا الليزري المخصص لتعطيل عمل المستشعرات البصرية في الأقمار الصناعية.

أما صواريخ SM-3 التابعة للولايات المتحدة والمنتشرة في جزر هاواي وألاسكا جاهزة للاستخدام، حتى أن صاروخا مضادا أسقط قمرا صناعيا قديما أثناء تدريبات Burnt Frost عام 2008.