لطالما تمنيت الحصول على أنصاف الأشياء فأُدهش بحصولي عليها كاملة وكم من أمورٍ فقدت فيها الرجاء وأُحبطت حتى جعلها الله أمامي حقاً.. فتخيلوا شدة جمال شعور عدم التصديق من فرط السرور والدهشة في آنٍ واحد، والله إنه أشبه بشعور ارتواء العطِش المتلهّف للماء البارد العذب.
فعجباً كيف للإنسان أن يحلم بقطرات الماء ويكرمه الله بنبعٍ لا يجف!
كتبت الأستاذة أمل الشيخ بعض الأبيات، التي استشعرت فيها جمال وصفها تحاكي فيها كيف أن الإنسان قد يطلب شيئاً بسيطاً ولكن يعطيه الله أضعاف ما تمنى:
«وتشاءُ أنت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربك أن يناولك القمر»
مضت أيام وشهور مليئة بالتجارب ما بين توديع أحبائنا ودخول آخرين في حياتنا كما هو حال الدنيا، وما بين مشاعر الفرح والحزن.. انتهى عام كامل بتجاربه وبحلوه و مرّه!
ومن باب إحقاق الحق، فهذه السنة زادتني فوق عمري سنين عدّة!
أكاد أقسم بأنه عام عن مائة عام.. كشخصٍ طاعنٍ في السن خذلته الحياة حتى استسلم لها وأصابه الجنون.
لا أريد بثّ مشاعري الحزينة لمَن يقرأ لكن هذه السنة بالتحديد هي سنة الصعاب والتحدي وسقوط الأقنعة، فالمضحك المبكي والعجيب في الأمر أني اسميتها بكل بساطة (سنة الخسائر) لأني خسرت العديد من الأشخاص، الذين كانوا أقرب عليّ من نفسي ولأسباب غير واضحة، وطُعنت من أشخاص عزيزين عليّ ولست عليهم بعزيزة، وشهدت لحظات موت أعزّ الناس على قلبي حتى إنني حاولت إنعاشه لكن سرعان ما باءت جميع محاولاتي بالفشل بكل أسف.
إنه لمحزن خروج البعض من حياتنا بعد سنين حتى لو شكّل وجودهم فارقاً عظيماً، فبعض العلاقات صوناً لكرامة العشرة ولجمال أيامها يتحتّم علينا إنهاؤها لأن استمرارها يقتلها ويقتلنا في ذات الوقت وربما لم يعودوا أصحابها كما عهدناهم سابقاً.
برأيي أننا لا نحزن على فقدان بعضهم وخروجهم من نطاق دائرتنا، بل إنه أشد ما يؤلم هو حجم الثقة التي منحناهم إياها، وعزاؤنا الأعظم للذكريات التي سوف نجاهد أنفسنا لكي نتصدّى لها كي لا يقتلنا الحنين.
كفاكم الله وأبعد عنكم مرارة الخذلان وسُوء وقعه على القلب، فمَن تجرّع طعمه ساءت الدنيا بمَن عليها في نظره وانعدم في داخله الأمان، وانطفأ بريق عينيه وزال شغفه.
بالكاد حاولت التربيت على قلبي بقطع الكثير من الوعود على نفسي في سبيل المضي قدماً، جاهدة في إقناع نفسي أنني لطالما كنت مكسبا لهم وخسارتهم بخروجي من حياتهم سيشعرون بها خلال مدة قصيرة
وعزّ عليّ الأمر جداً!!.
لذلك وضعت العديد من الخطط، التي سأثابر لكي أحققها -بإذن الله- وكما وعدنا الله جل وعلى بقوله:
(أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء).
فمَن استبشر بالخير ناله، ومَن تطيّر بالشر فقد صابه.. قدموا كل أمر جميل لكي تفرحوا بحدوثه، واجتنبوا التفكير والخوض في الغيبيات والخوف مما سيحدث، فإن أمر الله كله خير، وكل خطوة تخطوها هي مكتوبة لك، فيجب علينا الرضا التام والتوكل وتسليم أنفسنا لأرحم الراحمين.
ولأن خير البدايات ما ينبع من صميم الذات، فأنا جداً مستبشرة بهذا العام لذلك قررت التجاوز والتخلي عن التفكير في كل ما يرهقني سواء كان من جانب الأشخاص أو الأفكار أو العادات السيئة، فمَن اعتاد على الكذب أتقنه، ومَن ساء ظنّه بالناس اتخذهم أعداءً له، ومَن كثر كلامه زاد خطؤه.
كونوا لينين في القول والفعل مهوّنين على بعضكم مشقة الحياة، تصونون الوعود والأسرار، حسنين وسهلين المعشر وإياكم وكسر الخواطر، فإن وقعها على القلوب لا علاج له.
أن يكون عاماً مميزاً بلا خيبات وخذلان، بلا دروس تكلّفنا خسارة أنفسنا، بلا اختبارات نرى فيها ما لا يرضينا، أن يكون عاماً مليئاً بالسلام والرضا والحب وتحقيق ما طال تمنيه، وألا يدخل حياتنا إلا مَن هم على هيئة سرور ونقاء كالغيمة البيضاء، أن يكون عاماً لا يشبه ما قبله من أيام من شدة جماله
هذا رجائي يا الله.
il_alharbi22
فعجباً كيف للإنسان أن يحلم بقطرات الماء ويكرمه الله بنبعٍ لا يجف!
كتبت الأستاذة أمل الشيخ بعض الأبيات، التي استشعرت فيها جمال وصفها تحاكي فيها كيف أن الإنسان قد يطلب شيئاً بسيطاً ولكن يعطيه الله أضعاف ما تمنى:
«وتشاءُ أنت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربك أن يناولك القمر»
مضت أيام وشهور مليئة بالتجارب ما بين توديع أحبائنا ودخول آخرين في حياتنا كما هو حال الدنيا، وما بين مشاعر الفرح والحزن.. انتهى عام كامل بتجاربه وبحلوه و مرّه!
ومن باب إحقاق الحق، فهذه السنة زادتني فوق عمري سنين عدّة!
أكاد أقسم بأنه عام عن مائة عام.. كشخصٍ طاعنٍ في السن خذلته الحياة حتى استسلم لها وأصابه الجنون.
لا أريد بثّ مشاعري الحزينة لمَن يقرأ لكن هذه السنة بالتحديد هي سنة الصعاب والتحدي وسقوط الأقنعة، فالمضحك المبكي والعجيب في الأمر أني اسميتها بكل بساطة (سنة الخسائر) لأني خسرت العديد من الأشخاص، الذين كانوا أقرب عليّ من نفسي ولأسباب غير واضحة، وطُعنت من أشخاص عزيزين عليّ ولست عليهم بعزيزة، وشهدت لحظات موت أعزّ الناس على قلبي حتى إنني حاولت إنعاشه لكن سرعان ما باءت جميع محاولاتي بالفشل بكل أسف.
إنه لمحزن خروج البعض من حياتنا بعد سنين حتى لو شكّل وجودهم فارقاً عظيماً، فبعض العلاقات صوناً لكرامة العشرة ولجمال أيامها يتحتّم علينا إنهاؤها لأن استمرارها يقتلها ويقتلنا في ذات الوقت وربما لم يعودوا أصحابها كما عهدناهم سابقاً.
برأيي أننا لا نحزن على فقدان بعضهم وخروجهم من نطاق دائرتنا، بل إنه أشد ما يؤلم هو حجم الثقة التي منحناهم إياها، وعزاؤنا الأعظم للذكريات التي سوف نجاهد أنفسنا لكي نتصدّى لها كي لا يقتلنا الحنين.
كفاكم الله وأبعد عنكم مرارة الخذلان وسُوء وقعه على القلب، فمَن تجرّع طعمه ساءت الدنيا بمَن عليها في نظره وانعدم في داخله الأمان، وانطفأ بريق عينيه وزال شغفه.
بالكاد حاولت التربيت على قلبي بقطع الكثير من الوعود على نفسي في سبيل المضي قدماً، جاهدة في إقناع نفسي أنني لطالما كنت مكسبا لهم وخسارتهم بخروجي من حياتهم سيشعرون بها خلال مدة قصيرة
وعزّ عليّ الأمر جداً!!.
لذلك وضعت العديد من الخطط، التي سأثابر لكي أحققها -بإذن الله- وكما وعدنا الله جل وعلى بقوله:
(أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء).
فمَن استبشر بالخير ناله، ومَن تطيّر بالشر فقد صابه.. قدموا كل أمر جميل لكي تفرحوا بحدوثه، واجتنبوا التفكير والخوض في الغيبيات والخوف مما سيحدث، فإن أمر الله كله خير، وكل خطوة تخطوها هي مكتوبة لك، فيجب علينا الرضا التام والتوكل وتسليم أنفسنا لأرحم الراحمين.
ولأن خير البدايات ما ينبع من صميم الذات، فأنا جداً مستبشرة بهذا العام لذلك قررت التجاوز والتخلي عن التفكير في كل ما يرهقني سواء كان من جانب الأشخاص أو الأفكار أو العادات السيئة، فمَن اعتاد على الكذب أتقنه، ومَن ساء ظنّه بالناس اتخذهم أعداءً له، ومَن كثر كلامه زاد خطؤه.
كونوا لينين في القول والفعل مهوّنين على بعضكم مشقة الحياة، تصونون الوعود والأسرار، حسنين وسهلين المعشر وإياكم وكسر الخواطر، فإن وقعها على القلوب لا علاج له.
أن يكون عاماً مميزاً بلا خيبات وخذلان، بلا دروس تكلّفنا خسارة أنفسنا، بلا اختبارات نرى فيها ما لا يرضينا، أن يكون عاماً مليئاً بالسلام والرضا والحب وتحقيق ما طال تمنيه، وألا يدخل حياتنا إلا مَن هم على هيئة سرور ونقاء كالغيمة البيضاء، أن يكون عاماً لا يشبه ما قبله من أيام من شدة جماله
هذا رجائي يا الله.
il_alharbi22