عاطف الأحمدي

عادة ما يكون تسليط الضوء في هذه الأيام على معسكرات الأندية واستقطاباتها، لمعرفة مدى قدرتها على التنافس من خلال دوري أثبتت سنواته الماضية تركيبته المعقدة. وعادة أيضا ما تبهرنا أخبار الانتقالات الصيفية الوهمية أو حتى الحقيقية منها وتشعل «جو» صيفنا الحار بطبيعته، ولكن هذا الصيف بصراحة استثنائي، ولا أعتقد أن يتكرر والخوف أيضا من تكراره فمن المؤكد أن تبعياته ستكون مؤثرة و«بؤرة» حقيقة لاحتقانات تنافسية وجماهيرية مستقبلية ستزيد أكثر من كمية «التعصب» الموجودة سلفا.

هنا أنا لا أتبنى وجهات نظر قانونية، ولست مع معسكر ضد الآخر، ولكن سأتحدث كمتابع يهمه بداية مميزة لدوري «فخم» بكل معاييره وقيمته الفنية والسوقية، فالصراعات القانونية التي أفرزتها شكاوى الأندية داخل اللجان القانونية منذ سير المنافسة وحتى انتهائها وبطء قراراتها أدى إلى زيادة الشحنات التعصبية بين الجماهير، فأصبحت حديث الشارع الرياضي بكل أطيافه وأصبح الجميع «يفتي» في القوانين واللوائح وكأنهم خريجو أرقى جامعات القانون، خلاف عمليات التنظير من البعض الذي يحسسنا لبرهة أنه أحد صناع هذه القرارات، وحتى مع صدور قرارات بعض القضايا نجد عدم الرضا من البعض ويريدون أقصى العقوبات دون النظر في الموائد التي تم الاستناد عليها والدفوعات القانونية المقدمة.

للأسف «عك» إداري كبير أفرز صراعات «محبطة» لكل الراغبين بمشاهدة دوري «ممتع» نتنفس من خلاله كرة قدم حقيقية.

فهل هذا قدر عدم القدرة على «التنافسية» داخل المستطيل الأخضر لتتحول لداخل اللجان.

نعم، اتفق مع من يطالب بكامل حقوقه ويحارب من أجلها، ولكن غطرسة بعض المسؤولين داخل الأندية وضعف خبراته الإدارية أدى إلى تواجد مثل هذه الإفرازات التي بلا شك لا نريدها أن تكون الشغل الشاغل للجماهير الرياضية والتنافسية الجديدة التي ربما ستسحب البساط من التنافسية الحقيقة وهي تحقيق البطولات من أرض الملعب، فعلى ذلك قد نحتاج لإحصائيات جديدة عن عدد البطولات التي حققت في اللجان مثل إحصائيات البطولات التي انتزعت من الميدان رغم كمية الخلافات حولها..

وأخيرا.. عندي ثقة بأن الجماهير التي ستفرح من انتصارها قضائيا ستزعل كثيرا بعد العودة من غيبوبة الفرح الوقتي عندما لا يتحقق الأهم والمهم وهو الفرح من داخل المستطيل الأخضر!!

دمتم بود..