عبدالله العزمان

@azmani21

نصح شخص ما، صديقا له فيما مضى، فقال له: إذا أردت الحصول على موافقة رئيسك في أمر ما، فما عليك إلا أن تدخل عليه قبل نهاية الدوام، في آخر يوم من أيام الأسبوع، فعندها سيكون الرئيس مستعجلا ولا يجد الوقت الكافي لمناقشتك فيما عرضته عليه.

القرارات تتأثر بالظروف المحيطة بها، لذا حري بنا أن نكون متيقظين، حتى لا نقع في فخ مثل هذه الأمور، ونندم على اتخاذ قرار مستعجل تنتج عنه عواقب لا تحمد عقباها.

وفي هذا السياق، نشير إلى أن من الأهمية بمكان، أنه كما يقال لا تقطع وعدا وأنت سعيد، ولا ترد وأنت غاضب، ولا تقرر وأنت حزين، وهذه قاعدة ذهبية في اتخاذ القرارات، فالمرء حين يكون فرحا قد يعطي دونما حسبان، وعلى العكس من ذلك فعندما يكون غاضبا سيرفض أن يقبل بأمر وإن كان في مصلحته، دخل النبي -عليه الصلاة والسلام- على سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يعوده وهو مريض، فقال: يا رسول الله ألا أوصي بمالي كله قال: لا، قال: فبالشطر، قال: لا، قال: فبالثلث، قال: الثلث والثلث كثير أو كبير.

ومن ذلك أيضا، أن تعطي لنفسك 10 ثوانٍ للتفكير قبل الرد، ليكون ردك أكثر عقلانية وموضوعية، أما في حالة عدم قدرتك على اتخاذ القرار المناسب، فالتأجيل يكون في تلك الحالة أنجع قرار يتخذ في حينه، بحيث تقول للشخص المقابل إنك مهتم بالموضوع ولكنك تحتاج إلى وقت كافٍ للتفكير فيه قبل أن تقرر، وتطلب منه مهلة معقولة لتتمكن خلالها من الاستشارة والاستخارة.

ومما يجدر الإشارة إليه هنا، القاعدة الفقهية التي تقول: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) فلا تتخذ قرارا إلا بعد دراسته بشكل جيد، وموازنة الإيجابيات والسلبيات قبل الشروع في القبول أو الرفض.

وختاما، لا تيأس عندما تطبق كل ما سبق ولا تفلح بعد ذلك في اتخاذ القرار الصائب، فهناك أمور تحتاج إلى خبرة ودراية، سنتعلمها مع خبرة السنين وتتابع التجارب، وتلك لا تتأتى للفرد منا إلا عبر سعينا الدائم في هذه الحياة، دمتم بود.

قال ابن عبدون:

مررت على الأيام من كل جانب.. أصعد فيها تارة وأصوب

ينم بي الثغران صبح وصارم.. ويكتمني القلبان نقع وغيهب