أنيسة الشريف مكي

Aneesa_makki@

لابد أن يعرف الصغار تاريخهم الإسلامي وكل المناسبات الدينية والوطنية.

الغريب وللأسف الشديد في بعض الأسر، مثلا عندما نسألهم عن بعض المعلومات الأساسية التي من المفترض أن يعرفوها، القليل منهم فقط الذي تكون إجابته صحيحة نوعا ما، ولا لوم عليهم، اللوم كله يقع علينا نحن الكبار.

فلو سئلوا مثلا عن الفرق بين العامين الميلادي والهجري، بالتأكيد لن يستطيع بعضهم الإجابة وبدون شك.

أعني الأطفال في عمر الثماني سنوات وما بعدها، فقد أكد علماء النفس على أهمية الثماني سنوات من مرحلة الطفولة حيث إنها المرحلة التي يستطيع فيها الطفل الفهم والإدراك وتثبيت المعلومة في ذهنه، مؤكدين أهمية الاستمرارية في متابعة ما تم بدؤه في المراحل اللاحقة.

بعض الصغار في بعض الأسر للأسف بحر في معرفة شخصيات الكرتون، توم وجيري، وميكي ماوس، وطرزان، وسوبرمان، وكل الشخصيات الكرتونية تقريبا.

لكن في غير ذلك تقريبا لا شيء.

فقط للتذكير، يرجى تذكيرهم وتعريفهم بكل المناسبات التي تمر علينا الدينية والوطنية. فمن حقهم علينا بذل المزيد والمزيد من الجهد الديني والعلمي والمعرفي لإكسابهم العلم والمعرفة وألا يتركوا دون توجيه أو تثقيف.

وبمناسبة العام الهجري الجديد أذكّر بأهم حدث في التاريخ الإسلامي، بالعام الهجري الجديد أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركات.

أتمنى أن يعرف صغارنا هذا الحدث وعمقه التاريخي الذي غير مجرى التاريخ والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهويتهم الإسلامية والعربية، وما فيه من الدروس الأخلاقية النبيلة والعبر التي قدمها المهاجرون رضوان الله عليهم، قبل الهجرة أو أثنائها أو بعدها، وكذلك الأنصار الذين استقبلوهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

حدث تاريخي عظيم غيّر مجرى التاريخ ومعالم الحياة، وحمل في طياته معاني التضحية والصبر والنصر والتوكل والإخاء، انطلاقة لبناء الدولة الإسلامية، وتأسيس المجتمع الجديد هذا ما أريد أن يعرفه الصغار ويعرفوا أنها عقيدة وتضحية وفداء وكفاح. وصراع بين الحق والباطل.

فرصة لتعريف الصغار بأنواع التقويم الذي نعتمده في بلادنا، التقويم الميلادي والتقويم الهجري، لأتكلم هنا عن التاريخ الهجري بحسب المناسبة، متى اعتمده المسلمون ليكون تقويم الدولة الإسلامية؟ وكيف سمي بـالتقويم الهجري؟، وفي خلافة من رضي الله عنهم وأرضاهم؟

نعرفهم بالسبب الرئيس لهجرة سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة بأمر من الله سبحانه، نعرفهم بالخليفة أبي بكر الصديق رضى الله عنه رفيق الرسول عليه السلام في الغار، في جبل ثور، وأيضا نعرفهم بالغار وجبل ثور، وكم ليلة قضياها في الغار، ونطاق أسماء بنت أبي بكر الذي قطعته ووضعت لهم الطعام فيه. وبقوله عليه الصلاة والسلام لأبي بكر رضي الله عنه «لا تحزن إن الله معنا».

أتمنى أن يعرف الصغار المهم والأهم في كل مناسبة تاريخية دينية ووطنية بدلا من الشخصيات الكرتونية.