كلمة اليوم

المنهجية الإرهابية القائمة على نشر الخراب وزعزعزة الاستقرار إقليميا ودوليا بهدف النظام الإيراني عبر أذرعه من الميليشيات الخارجة عن القانون، التي تتمركز في دول عربية مثل لبنان واليمن وسوريا والعراق، كذلك مضيه في سياسات التدريس والمراوغة والخداع حين يرتبط الأمر بالملف النووي، الذي يسعى من خلاله لمزيد من الابتزاز والتهديد.. وكل ذلك يتم وسط عدم جدية المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته تجاه هـذا النظام الذي يصر على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات تحقيقاً لأجنداته التوسعية المشبوهة.

المملكة العربية السعودية انطلاقاً من أدوارها القيادية وإيمانها العميق بأن التعاون السلمي بين الدول هو من التدابير الأساسية لتحقيق الازدهار والرخاء والاستقرار في العالم، فإنها عطفا على ذلك، تولي اهتماماً بالغاً لنظام عدم الانتشار النووي، وأعلنت عن بالغ قلقها إزاء ما بينته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها عن أعمال التحقق في إطار اتفاق الضمانات الشاملة في إيران، وعدم امتثالها الكامل لالتزاماتها في الاتفاق، وعدم شفافيتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وعليه فالمملكة تدعم كل ما من شأنه حماية العالم من أي تهديدات وضمان أمنه واستقراره.

ما بينته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها عن أعمال التحقق في إطار اتفاق الضمانات الشاملة في إيران، وعدم امتثالها الكامل لالتزاماتها في الاتفاق، وعدم شفافيتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمر بالإضافة إلى أنه مقلق للغاية، فهو يشكل تهديداً لمنظومة عدم الانتشار، وعقبةً في تحقيق مقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه المتعلقة بحفظ السلام والأمن الدوليين، وهو ما يؤكد ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه هذا الملف ويعزز الجهود الرامية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، وتهديد المنطقة والعالم.

إن مسؤولية إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية هي مسؤولية جماعية على الصعيد الدولي، ومن الضروري التصدي لانتشار التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط إجمالا، وأن يتمكن منه نظام إرهابي كنظام طهران، التي تثبت يوما بعد آخر عدم قدرتها أن تكون جزءا طبيعيا من المجتمع الدولي، الذي بالمقابل عليه أن يعترف بهذا الواقع ويتعامل معه.. إذ لا يقتصر التهديد على المنطقة فحسب، بل على كل بقاع العالم.