اليوم - الدمام

يزدحم الفضاء الخارجي للأرض بالآلاف من المخلفات الفضائية الناتجة عن بقايا الأقمار الاصطناعية أو أجزاء من الصواريخ الفضائية التي ترفع الأقمار والمركبات، وهذه المخلفات ليس بالضرورة أن تكون كبيرة مثل الأقمار الاصطناعية مثلا، بل قد تكون صغيرة مثل الأصباغ التي تطلى بها المركبات الفضائية.

وتأتي روسيا في صدارة قائمة الدول المتسببة بالنفايات الفضائية بنحو 14403 قطعة، تليها الولايات المتحدة بحوالي 8734، وجاءت الصين في المرتبة الثالثة بحوالي 4688 قطعة، وفق تقرير نشرته شركة آر إس كومبونينت البريطانية المتخصصة بالإلكترونيات.

ووفقا لوكالة الفضاء الأوروبية ESA، فإن هناك أكثر من 9200 طن من الأجسام الفضائية تدور حول الأرض، وتتراوح هذه الأجسام ما بين الأقمار الاصطناعية الميتة إلى الأجزاء الصغيرة.

خطورة النفايات الفضائية

يكمن الخطر الحقيقي للمخلفات الفضائية في الفضاء ليس على الأرض، لأن معظم هذه المخلفات تحترق أثناء اختراقها للغلاف الجوي للأرض، ولكن خطر اصطدامها بقمر صناعي آخر هو التخوف الحقيقي لدى البشر، فمع إطلاق مئات الأقمار الاصطناعية كل عام، تزداد احتمالية حدوث تصادمات في الفضاء ما يهدد استمرار وجود البشر هناك.

المدار القريب من الأرض

متلازمة كيسلر

وما يزيد هذه المخاوف هو متلازمة كيسلر والتي تؤكد أن الحطام المزدحم في مدارات الأرض القريبة سيؤدي في النهاية إلى الاصطدامات المتتالية بين الأقمار الاصطناعية وبالتالي ينتج المزيد من الحطام والمزيد من التصادمات.

ونشرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) تقريرها الأول عن التكلفة الاقتصادية للحطام الفضائي، قائلة إن مهمة تنظيف الحطام الفضائي مكلفة بالفعل لمشغلي الأقمار الاصطناعية، ولكن المخاطر والتكاليف الرئيسية تكمن في المستقبل، إذا خرج تولد الحطام عن نطاق السيطرة وجعل مدارات معينة غير صالحة للاستعمال في الأنشطة البشرية.

مدارات الأرض المختلفة

حماية الأقمار الاصطناعية

عملية حماية الأقمار الاصطناعية من الحطام الفضائي مكلفة للغاية لأنها تبدأ من تصميم القمر نفسه، ثم مراقبته والتتبع ونقل الأقمار الاصطناعية التشغيلية بعيدًا عن الأذى وحتى استبدال المهام تمامًا.

وتكلف عملية حماية الأقمار الاصطناعية في المدارات البعيدة عن الأرض نحو 5-10% من إجمالي تكاليف المهمة، والتي يمكن أن تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وأما المدارات الأرضية المنخفضة، فتكون تكلفتها أكبر من هذه النسبة.