أكابر الأحمدي - جدة

المختصون متفائلون بدعم شامل للموهوبين في المجال خلال الفترة المقبلة

أشاد عدد من المسرحيين بمشروع حصر الفرق المسرحية والفنون الشعبية، الذي تشرف عليه هيئة المسرح والفنون الأدائية، وأكدوا أهمية دوره في النهوض بقطاع المسرح والفنون الأدائية بعيدا عن العشوائية، لاعتماده على بيانات تم جمعها وفلترتها فلترة واعية، وأبدوا تفاؤلهم بدعم شامل للموهوبين في المجال خلال الفترة القادمة.

مشروع أساسي

قال رئيس مبادرة المسرح الوطني ورئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل، إن ذلك مشروع أساسي لعمل الوزارة ومن ثم الهيئة في هذا القطاع لتوفير قاعدة بيانات مهمة، وبالتالي سوف تقدم لنا هذه البيانات، التي حاولنا أن تكون دقيقة قدر الإمكان معطيات ومؤشرات لا غنى عنها لمستهدفات التعاون، وتصميم المشاريع، التي تستهدف القطاع المسرحي والفنون الشعبية بشكل عام، وبالتوازي مع هذا المشروع يسير مشروع أساسي آخر هو الزيارات الميدانية، التي يقوم بها فريق عمل الهيئة من الإدارة العامة للقطاع والممارسين لمختلف مناطق المملكة، للتحاور وشرح آليات العمل والتسجيل رسميا للفرق والجماعات والممارسين للفنون في المنظومة، التي أعلنتها وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية، بهدف تشجيع العاملين في ميادين المجالين وتأسيس عملهم بشكل نظامي، من خلال الحصول على تصريح عمل رسمي للعمل ضمن القطاع الثالث أو الثاني.

حراك تنافسي

ويرى مقرر لجنة الفنون المسرحية بثقافة وفنون أبها سليمان علي الحفظي، أن ما يمكن الحديث عنه في أهمية هذا المشروع هو ما تفرزه حالة المثاقفة المجتمعية، التي تشهدها مناطق المملكة من حراك تنافسي دائم، لتكون راسخة في ذاكرة أبنائها والزائرين لها عبر الأزمنة، وكذلك إسهامها في تشكيل لوحة بهائية الصورة يستفاد منها في صناعة سياحة جاذبة، فضلا عن حرص الشعوب الدائم في المحافظة على موروثها، وما يشكله الموروث من قيمة يمكن استثمارها ماديا ونفسيا، يظهر ذلك جليا من خلال استضافة الفرق الشعبية والمسرحية في المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وما تخلفه تلك الفنون من متعة في نفس مَن يشاهدها.

طموح كبيروقال الكاتب والممثل والمخرج المسرحي د. سامي الجمعان، إن هذا القرار مهم ويدعم الحراك المسرحي، ويؤصل الإبداع الشعبي، ويجعل موروثنا مستمرا من خلال الفرق المتخصصة، حين تتنوع الفرق وتتشكل على هيئة مجاميع يحكمها التنافس، ويدفعها الطموح لتعطي أفضل ما عندها، وحين ندقق النظر نلاحظ أن كل دول العالم تعتني بهذا الجانب، وبوجود فرق مسماة، ولكل فرقة أعضاؤها وتوجهاتها الإبداعية والفنية، ما يخلق تنوعا كبيرا في الحراك المسرحي، وأيضا في الفكر الإبداعي الأدائي عامة، وهذا ما كنا نحتاجه أن تنظم حركة الفرق المسرحية، ويعاد ترتيب أوراقها من جديد.

وأشار إلى أن ذلك حدث مع جمعية المسرحيين السعوديين سابقا، لكن بكل أسف التجربة لم تستمر ولم تتطور، وانتهت الفرق إلى لا شيء، لكن بوجود هيئة المسرح والفنون الأدائية وإطلاق مشروع كهذا، قائلا: أشعر بأن هناك طموحا كبيرا جدا وأملا كبيرا جدا.

دعم لوجيستيوأوضح المخرج والممثل ورئيس فرقة مسرح الطائف سامي الزهراني، أن مشروع حصر الفرق المسرحية وفرق الفنون الشعبية والممارسين في المملكة، الذي أطلقته وزارة الثقافة متمثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية هو في حد ذاته مشروع مميز يصل بقطاع المسرح والفنون الأدائية إلى اتخاذ قرارات صحيحة بعيدا عن العشوائية، لاعتمادها على بيانات تم جمعها وفلترتها فلترة واعية، وأضاف: هذه البيانات الهائلة عن القطاع بعد تحليلها وتدقيقها سوف تكون للمسؤول خارطة طريق لحل مشكلات القطاع، وهدم كل العقبات الواقفة في طريق تطور القطاع، ناهيك عن كم المعرفة الذي سوف يتحول إلى بنك للمعلومات عن القطاع، سوف يسهم في التنبؤ بمسيرة القطاع مستقبلا، ونحن كمسرحيين سعوديين نحتاج إلى مثل هذه المشاريع، التي سوف تنظم العمل المسرحي، كما سوف تصنف المسرحيين حسب التخصصية المسرحية المعروفة، ما سوف يعمل على تطوير الممارسين أنفسهم من خلال وضع خطط وإستراتيجيات وبرامج ومبادرات تسهم في ذلك، وكان المسرح يفتقد الخطط، التي تعتمد على بيانات حقيقية يتم رصدها بدقة تسهم في تسهيل مهمة الممارسين مسرحيا، وتحسين البنى التحتية والدعم اللوجيستي لكل المشاريع المسرحية مستقبلا.

مشاركات مميزةأما مشرف لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام ناصر الظافر، فأكد أن المشروع يعد من المشاريع المهمة جدا، وتابع: هيئة المسرح مشكورة تقدم للمسرح والفنون الأدائية مشاريع مميزة، وتعمل على تطوير الفرق المسرحية بعمل دورات لإعداد الممثل ومهرجانات مسرحية سواء للكبار أو للطفل، وأيضا ملتقيات مسرحية، ومن هنا تكونت لدينا فرق مسرحية لها مشاركات داخلية وخارجية، وكانت مشاركات مميزة، ولكن هذه الفرق لا بد لها من مقرات لعمل البروفات ودعم مادي لإنتاج أعمال مسرحية ذات قيمة فنية عالية، والحفاظ على المكتسبات والمواهب والطاقات السعودية الواعدة، خاصة أن النجوم السعوديين كانت انطلاقتهم ومحطتهم الأولى في المسرح في جمعيات الثقافة، والآن جاء دور هيئة المسرح مشكورة، والتي بدأت في هذه المشاريع المميزة، فلا بد من توفير مقرات للفرق ودعمها ماديا كي يتسنى لها الاستمرار في الحراك المسرحي.