@ghannia
تصيب شدة الحرارة المصحوبة بالرطوبة هذه الأيام البعض بالخمول والرغبة في عدم مغادرة البيت واحتلال موقع إستراتيجي في الصالة يتميز باحتكار الجزء الأكبر من هواء المكيف، مع توفير كافة ملحقات هذا الموقع من «المساند» والشراشف وقابس شحن الجوال وطاولة صغيرة لبعض الأطعمة «والريموتات اللازمة» ! إمعانا في الثبات التام والنية المؤكدة لعدم التحرك من هذا الموقع مهما كانت الأسباب!، وهذا الموقع بمثابة الملجأ المصغر الذي يلتجئ إليه المتضرر من عوامل الطبيعة وكوارثها، وهو أيضا برج مراقبة للداخل والخارج من أفراد الأسرة القابعين في غرفهم وملاجئهم والذين كلما استوقفهم المراقب القابع في الصالة عن أسباب التأخر أجابوا إجابة شافية وافية مختصرة تقول «زهق»! والزهق بمعنى الملل والتضجر كما في جاء في قاموس المعاني، ثم إذا استدعى الحال زيادة الأسئلة من المحقق بدأت أصابع الاتهام ترتد إليه: «أنتم ما تطلعونا ولا تسفرونا... إلخ مما لا داعي لذكره !
والحقيقة أن الإجازة تستلزم وضع جدول للأسرة والأبناء بشكل خاص. وإذا أراد الوالدان أن يجتمعا مع أبنائهما ويتعرفا على أخبارهم فعليهم بالسفر الذي سيضمن اجتماعا دائما بالأبناء يقوي العلاقة ويزيد من الألفة والتماسك وربما يفاجئك أحد الأبناء بقوله: «والله طلعتو كيوت!!» لأنه أصلا لا يعرف عن أسرته كل شيء. فحياته شبه مستقلة أو في عالم افتراضي رغم وجوده في بيت العائلة كما أن السفر سيكسبه مهارات وخبرات جديدة وسيعود بقصص و«صور» مشوقة عن رحلته، وعلى الوالدين الذين فشلوا في إشراك أبنائهم في أنشطة محلية في الإجازة لعزوفهم عنها أن يجتمعوا معهم، ويتخذوا قرار السفر سويا للوجهة التي يختارها الجميع وتناسب ميزانية الأسرة فالسفر ليس كله «مهايط»! قد يكون تربوياً في كثير من الأحيان.
وقد حدثتني إحدى العوائل أنها اشترت شقة خارج المملكة بمساحة صغيرة تقيم بها مع عائلتها في الإجازة، وتلاحظ اختلاف سلوك الأبناء وتخلصهم من الانزواء وقوة العلاقة فيما بينهم ومرافقتهم لهم في كافة الأماكن، ولا يستلزم أن تكون «السفرة» خارج المملكة فبلادنا مليئة بالأماكن السياحية ذات الأجواء الخلابة.
كما من الحلول التي تبعد الملل وتخرج الأبناء من عزلتهم استضافة المماثلين في العمر والاهتمامات من أبناء العائلة ووضع جدول مشترك لهم.
خاتمة:
يقول الإمام الشافعي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
تصيب شدة الحرارة المصحوبة بالرطوبة هذه الأيام البعض بالخمول والرغبة في عدم مغادرة البيت واحتلال موقع إستراتيجي في الصالة يتميز باحتكار الجزء الأكبر من هواء المكيف، مع توفير كافة ملحقات هذا الموقع من «المساند» والشراشف وقابس شحن الجوال وطاولة صغيرة لبعض الأطعمة «والريموتات اللازمة» ! إمعانا في الثبات التام والنية المؤكدة لعدم التحرك من هذا الموقع مهما كانت الأسباب!، وهذا الموقع بمثابة الملجأ المصغر الذي يلتجئ إليه المتضرر من عوامل الطبيعة وكوارثها، وهو أيضا برج مراقبة للداخل والخارج من أفراد الأسرة القابعين في غرفهم وملاجئهم والذين كلما استوقفهم المراقب القابع في الصالة عن أسباب التأخر أجابوا إجابة شافية وافية مختصرة تقول «زهق»! والزهق بمعنى الملل والتضجر كما في جاء في قاموس المعاني، ثم إذا استدعى الحال زيادة الأسئلة من المحقق بدأت أصابع الاتهام ترتد إليه: «أنتم ما تطلعونا ولا تسفرونا... إلخ مما لا داعي لذكره !
والحقيقة أن الإجازة تستلزم وضع جدول للأسرة والأبناء بشكل خاص. وإذا أراد الوالدان أن يجتمعا مع أبنائهما ويتعرفا على أخبارهم فعليهم بالسفر الذي سيضمن اجتماعا دائما بالأبناء يقوي العلاقة ويزيد من الألفة والتماسك وربما يفاجئك أحد الأبناء بقوله: «والله طلعتو كيوت!!» لأنه أصلا لا يعرف عن أسرته كل شيء. فحياته شبه مستقلة أو في عالم افتراضي رغم وجوده في بيت العائلة كما أن السفر سيكسبه مهارات وخبرات جديدة وسيعود بقصص و«صور» مشوقة عن رحلته، وعلى الوالدين الذين فشلوا في إشراك أبنائهم في أنشطة محلية في الإجازة لعزوفهم عنها أن يجتمعوا معهم، ويتخذوا قرار السفر سويا للوجهة التي يختارها الجميع وتناسب ميزانية الأسرة فالسفر ليس كله «مهايط»! قد يكون تربوياً في كثير من الأحيان.
وقد حدثتني إحدى العوائل أنها اشترت شقة خارج المملكة بمساحة صغيرة تقيم بها مع عائلتها في الإجازة، وتلاحظ اختلاف سلوك الأبناء وتخلصهم من الانزواء وقوة العلاقة فيما بينهم ومرافقتهم لهم في كافة الأماكن، ولا يستلزم أن تكون «السفرة» خارج المملكة فبلادنا مليئة بالأماكن السياحية ذات الأجواء الخلابة.
كما من الحلول التي تبعد الملل وتخرج الأبناء من عزلتهم استضافة المماثلين في العمر والاهتمامات من أبناء العائلة ووضع جدول مشترك لهم.
خاتمة:
يقول الإمام الشافعي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد