د. نورة الهديب

@FofKEDL

يعيش الإنسان في ثورة العلوم المختلفة، ويتفاجأ في كل ثانية بمعلومات لعلوم جديدة تؤكد له قوة العقل في البحث والابتكار حتى أصبحت المعلومة تقدم له جاهزة دون عناء البحث أو التمحيص، ليأخذها ويستخدمها كيفما يشاء. ولغة المنطق هي اللغة المتعارف عليها، التي يتعامل بها أغلب العلماء ليثبتوا لنا علومهم بالدراسات الفعلية، ليكون الإيمان بها مسبقا بوجود الأدلة والإثباتات.

لا يتنافى العلم بأنواعه مع الإيمان في قلب الإنسان، وعلى افتراض بأن رؤية عقل الإنسان الأفقية للعلم لا تتناسب مع رؤية قلبه العامودية للإيمان. فإننا سوف نتعارض كثيرا في كيفية استقبال الأمور والاستجابة لها، وكذلك وصفها وتعليلها وهذا يفسر اختلاف الإدراك والوعي من شخص إلى آخر. وبالرغم من سهولة الحياة وسرعتها في هذا الزمن، إلا أن الإنسان مازال يعاني من صعوبة التعامل مع ظروفها -أحيانا- وكيفية إثبات نفسه ومواجهتها بالشكل الصحيح.

وفي كتاب الله تعالى، نجد الكثير من الإشارات الربانية، التي تنبه عقل الإنسان وتعينه على كيفية استخدام وظائفه ليواجه بها الحياة وبالشكل السليم. فعقل الإنسان وقلبه بين كفتي ميزان سلوكه في الظاهر والباطن، والتهذيب هو المنهج الإلهي، الذي كلفنا الله تعالى به وزودنا بمعطياته. وبشكل عام، فإن الإيمان بأنواعه ينير بصيرة القلب والعقل ويعلق صاحبه بما آمن به ويعينه على الوصول إلى مبتغاه بإذن الله.

وفي التربية، فإن الإيمان يعتبر ركيزة أساسية ينطلق من خلالها طموح الإنسان لتحقيق إنجازاته. لذلك، من الضروري جدا أن يعزز الوالدين غرس الإيمان في قلوب أطفالهم ليكونوا على دراية ووعي بكيفية تحويل أحلامهم إلى حقيقة. فالتفهم والتفاهم، والحوار النافع، وضرب الأمثلة، والعبرة في القصص تعتبر أساليب لدروس مهمة تزيد من عمق الإيمان في قلوب الأطفال.

وفي النهاية، فإن العمل دون أمل يكون عطاؤه محدودا، وهذا ما يعانيه البعض بشكل عام، لذلك فإن الإيمان هو مفتاح المستحيل ليكون من ضمن اللامستحيل، لأن تأثير عمق الإيمان في القلب يزيد من مساحة الوعي في العقل. وما هذا إلا تفسير لما وصل إليه بعض العلماء المبدعين والمخترعين، الذين نقلوا الإنسان من حال إلى حال أفضل في كل زمن يعيشه.