ترجمة: إسلام فرج

بفعل سياسات وطموحات عمران خان التي تثير الاضطرابات في البلاد

تساءل موقع «أوراسيا ريفيو» عما إذا كانت باكستان ستشهد مرة أخرى دعوة شعبية للجيش للتدخل في الحكم، في ظل ما تواجهه البلاد من فوضى في مؤسسات الدولة وتحدي بعضها البعض.

وبحسب مقال لـ «د. سوبهاش كابيلا»، تواجه باكستان حاليًّا أزمة وجودية غير متكررة، حيث دخلت البلاد في مرحلة من الانهيار الكامل للثقة المتبادلة بين مؤسسات الدولة، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي الحالي، والانهيار السياسي المستمر الآن.

وتابع يقول: مرَّت باكستان بفترات متقطعة بمرحلة اعتبارها دولة فاشلة، لكن بعض الدول قدمت مساعدات مالية سخية لباكستان. وأضاف: من الناحية الجيوسياسية، لم تعُد باكستان ذات منفعة إستراتيجية لبعض المانحين الرئيسيين.

ونبَّه إلى أن الولايات المتحدة اعتبرت باكستان أنها تخدم المصالح الإستراتيجية للصين.

وتابع: إن رؤية بكين للانهيارات الاقتصادية في سريلانكا وباكستان، ومع تباطؤ الاقتصاد الصيني لن تهب بكين بسرعة أو بشكل كبير، كما كان الحال في الماضي لإنقاذ باكستان.

إنقاذ باكستان

ويقول الكاتب كابيلا: تظل الولايات المتحدة التي تتمتع بالسيطرة الكاملة على صندوق النقد الدولي المصدر الوحيد لإنقاذ باكستان ماليًّا من الانهيار الاقتصادي، لكن هل ستفعل الولايات المتحدة ذلك؟

وأردف: لن يكون لباكستان وجبات غداء مجانية لدى الولايات المتحدة فقط، بسبب ترسانة الأسلحة النووية الباكستانية، كما فقدت باكستان منفعتها الإستراتيجية للولايات المتحدة، فيما يتعلق بأفغانستان.

وأردف: كانت باكستان في ظل حكم رئيس الوزراء السابق عمران خان 3 سنوات بالتأكيد في الخيمة الإستراتيجية الصينية، حيث انغمس طوال الوقت في الخطابات ضد الولايات المتحدة، لدرجة أنه بعد إطاحته دستوريًّا، قام بإثارة هستيريا تآمر الولايات المتحدة ضده.

ولفت إلى أن أي خطة إنقاذ للولايات المتحدة لباكستان من الانهيار الاقتصادي والسياسي ستأتي الآن بالتزامات اقتصادية وإستراتيجية صارمة لباكستان.

وتابع: في ظل هذا السياق، يمكن للمرء الآن دراسة الاضطرابات السياسية المستمرة في باكستان، والتي ستكون بالتأكيد عاملًا حاسمًا في توقعات المخاطر بشأن تقديم قروض صندوق النقد الدولي لباكستان أو حتى المساعدات الاقتصادية المباشرة، متناسين أنه لن تتراكم أي استثمارات أجنبية مباشرة لباكستان في الفوضى الحالية.

وبحسب الكاتب د. سوبهاش كابيلا، يمكن تلخيص الفوضى السياسية الكئيبة والقذرة المستمرة في باكستان في صورة سريعة ملخصة.

فقدان الثقة

ويواصل الكاتب بالقول: فقدت حكومة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الثقة في المحكمة العليا الباكستانية بعد الحكم الأخير الذي أصدرته باكستان بحل حكومة البنجاب، يوجد داخل المحكمة العليا الباكستانية انقسامات خطيرة حول اختيار رئيس القضاة للهيئة القضائية التي أصدرت حكمًا ضد حكومة حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز» في البنجاب وأيضًا حول اختيار 5 قضاة جدد من قبل رئيس القضاة، من المتصور أن رئيس القضاة ولجنته قد لاحظوا تحيزًا لصالح حركة الإنصاف بقيادة خان.

وتابع: البنجاب، باعتبارها مقاطعة ذات أغلبية في باكستان، منتزعة من حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز»، لدينا الآن حالة ستكون فيها الحكومة المركزية الباكستانية وحكومة مقاطعة البنجاب في صراع، ولهذا تأثير على الانتخابات العامة المقبلة في باكستان ونتائجها.

ونوه إلى أن أخطر عوامل الاضطراب السياسي في باكستان كان وصول حركة الإنصاف إلى السلطة تحت قيادة عمران خان.

وأضاف: كانت السياسة الخارجية الباكستانية والفوضى الاقتصادية ملحوظة منذ توليه السلطة كرئيس للوزراء في عام 2018 بمباركة الجنرال باجوا، نظرًا لأن رئيس الوزراء عمران خان ساهم فقط في الانهيار الاقتصادي في باكستان، فقد ساهم أيضًا في فوضى السياسة الخارجية الباكستانية؛ مما أدى إلى تخلي المانحين التقليديين لباكستان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي عن مساعدة باكستان.

أحلام «خان»

واستطرد الكاتب قائلا: أحلام عمران خان في العودة كرئيس للوزراء من خلال السيطرة على حكومة مقاطعة البنجاب أجهضته لجنة الانتخابات الباكستانية معلنة أن حزب خان ينتهك القوانين ويتلقى أموالا من شركات أجنبية وأفراد أجانب، عمران خان يواجه «استبعادًا سياسيًّا» بموجب الدستور الباكستاني للأسباب نفسها التي تم تطبيقها على رئيس الوزراء السابق نواز شريف.

ونوه إلى أن الاحتمال سيولد في أعقابه اضطرابات سياسية وقضائية ودستورية، حيث إن إحباط طموحات عمران خان السياسية بالعودة كرئيس للوزراء سيدفعه إلى إثارة الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد.

وتابع: عمران خان مع عدم أهليته لتولي منصب سياسي سيعتمد بالتأكيد على الطعون القانونية، مع كون المحكمة العليا في باكستان منقسمة، سيكون هناك تأثير على الطعون التي قدمها رئيس الوزراء السابق.

ومضى يقول: أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز بشجاعة أن باكستان لن تسلك طريق سريلانكا للانهيار لأن باكستان دولة تمتلك أسلحة نووية، وأشار إلى أن هذا البيان يعني ضمنيًّا أن باكستان لن يُسمح لها بالانهيار باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية، ولكن من الذي لن يسمح لها بالسقوط؟

وأردف: من المثير للجدل ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفعل ذلك هذه المرة دون انتزاع ثمن باهظ من باكستان من حيث إعادة ضبط سياسة إسلام آباد تجاه الصين، وأيضًا من حيث ترسانة الأسلحة النووية الباكستانية.

واختتم بقوله: الأزمة الوجودية الكئيبة وغير المسبوقة التي تواجهها باكستان اليوم تدفع بالسؤال عما إذا كانت إسلام آباد مقبلة على مشهد استدعاء الجيش الباكستاني شعبيًّا للتدخل في الحكم؟