وليد الأحمد woahmed1 @

إذا كان المنطق والعقل يقول إن موضوع الحسابات الوهمية هي أكبر مشكلات تويتر ومواقع التواصل عموما، فإن الواقع يقول إن «الوهمية» أحد أهم ميزات هذا الإعلام الاجتماعي وإحدى ركائز نموه وازدهاره، بمعنى آخر لو كان تويتر يشترط كشف صورة لوجه الإنسان وبياناته وهويته الحقيقة فإن أرقام المشتركين وحجم التفاعل سيكون أقل بكثير عما هي عليه اليوم.

هذا رأيي الشخصي الذي قد لا أملك إثباتات ملموسة لتدعيمه، تماماً كما لا يملك تويتر أرقاماً وإثباتات يدافع بها عن نفسه أمام حملة التقزيم والتشويه التي يشنها عليه ايلون ماسك الذي لا يزال يسجل انتصارات متتالية في معركته مع تويتر، منذ اليوم الذي قرر التراجع فيه عن قرار الاستحواذ على العصفور الأزرق؛ بحجة أن نسبة الحسابات المزيفة كبيرة جداً وتفوق بكثير نسب الـ 5 % التي تعترف بها الشركة.

آخر انتصارات الملياردير ماسك وربما أقواها عن استعداده للمضي قدما في الصفقة مقابل 44 مليار دولار؛ إذا استطاعت تويتر أن تكشف عن آلية أخذ عينة من 100 حساب، وإثبات أنها حسابات حقيقية وليست مزيفة. 100 حساب فقط! وأكثر من ذلك تحدي ماسك للرئيس التنفيذي لتويتر بأن يجري معه مناظرة حول النسبة المئوية للحسابات المزيفة. قائلاً في سخرية بالغة «دعوه يثبت للجمهور أن تويتر لديها... خمسة في المئة من المستخدمين الزائفين يوميا». تويتر لن ترد على ماسك ولو ردت فلن تستطيع أن تقدم معلومة مفيدة سوى تأكيد عجزها في إثبات هوية بضعة عشرات من الحسابات. تويتر لن ترد لأنها تعرف أنها خاسرة حتماً في رهانات الون ماسك.

تويتر تعرف أن مأزقها ككل مواقع التواصل الاجتماعي، ونقطة ضعفها الأكبر هي «الوهمية» أو «الزيف» للكثير من الحسابات، وتعرف أيضاً أن حملات التضليل والتأثير على المجتمعات هدف إستراتيجي غير ممكن دون حسابات وهمية.