محمد الحربي

@harbimm



قادتني الصدفة إلى قراءة رأي نقدي لأحد المحللين في إحدى وكالات الأنباء الغربية يتحدث فيه عن الحراك التنموي في المملكة، وقد اتضح لي جلياً أن العواطف والأمنيات كانت تقوده بدلاً من المنطق النقدي الصرف، وتذكرت حينها حقبة السبعينيات عند شروع الحكومة «ضمن الخطة التنموية السعودية» بالبدء بإنشاء مشروع الجبيل وينبع، وكيف أن بعض الكتّاب الغربيين والصحف الأوروبية والأمريكية حينها سلت سهامها وأقلامها تجاه المشروع، وأطلقوا تنبؤاتهم بفشل مشاريع البتروكيماويات وسط الصحراء القاحلة. لكم أن تتخيلوا ولو للحظة لو أننا استمعنا حينها لتلك الأصوات ولهذا النقد الحاد، ولم نقاتل لتحقيق الهدف، فكيف سيكون وضعنا ونحن نخسر المليارات من الأموال والقوة الاقتصادية الهائلة ومئات الآلاف من الوظائف. علماً بأن الشركات الغربية جاءت بكل ثقلها لاحقاً للحصول على فرصة الاستثمار في هاتين المدينتين.

اليوم يتكرر المشهد لكن بأدوات مختلفة لا تخفى علينا، وبما أننا وقفنا سابقاً وقاتلنا على ناصية الحلم، فاليوم نحن أكثر ثقة وأوسع خبرة وأقوى من ذي قبل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ولله الحمد، ولن يثنينا عن أهدافنا شيء بإذن الله. ومثلما عادت الشركات الأمريكية والأوروبية للاستثمار في الجبيل وينبع، فنحن على ثقة بالله ثم دعم القيادة وبسواعد أبناء الوطن بأن مشاريع الرؤية ستكون رافداً جديداً، وستدفع تلك الشركات بمحاولة لحاق الركب في السنوات القادمة بإذن الله.

إن مشاريع التطوير في نيوم والعلا وما سبقها هي مشاريع تنموية ضمن خطة متكاملة ورؤية حالمة وواعدة في ظل التطور السعودي في الفكر الاستثماري وتنويع مصادر الدخل، وكذلك التغير المناخي المتوقع، ويجب ألا يتعطل ذلك بسبب آراء متربصين قد يكون منهم الحاقد ومنهم الفاشل، الذي لم ينجح ويريد الجميع معه في قالب الفشل، ومنهم الخاسر الذي ستسحب منه هذه المشاريع البساط.

إن ما يدعونا للاطمئنان ولله الحمد للمضي في مثل هذه المشاريع هو التكامل والتناغم بين قيادة عازمة وحازمة، وبين كوادر وطنية مؤهلة اكتسبت خبرة عبر السنوات وبين اقتصاد متين ومتنوع وبنية تحتية داعمة.