عبدالله العزمان

@azmani21

هل تساءلنا يوما ما الفرق بين الإصرار والعناد؟ وأيهما أنفع من الآخر؟

الإصرار هو عمل بطولي بينما العناد يعد نوعا من الغباء، في غالب الأحيان ينبغي علينا أن نتوقف ونقرر أن نحزم أمتعتنا ونعود أدراجنا خير لنا من المضي قدما في عمل خاسر، فعدم الاستسلام لا يعني قطعا الاستمرار في أمر فاشل، بل يعني أن لا تحبس نفسك في طريق ضيق، بل أن تكون منفتحا للبحث عن طرق أكثر سهولة وأقصر مدة وأكثر سلامةً وأمانا، فغالبا ما يكون الهدف الحقيقي هو النجاة عبر العودة إلى مكان المغادرة بدلا من الإصرار على الوصول إلى المحطة المنشودة.

الأهداف تمدنا برؤية ولكنها غير واضحة وتعمينا عن إعادة التفكير في مواقفنا. وليست الأهداف فقط هي ما يسبب لنا قصر النظر هذا، بل أن شخصيتنا كذلك، فعلى سبيل المثال، أن يصر شاب على أن يكون لاعبا محترفا في كرة القدم، بينما لا يملك التوافق العصبي العضلي، وهو ما يعرفه (سنجر Singer) بأنه قدرة الفرد للسيطرة على عمل أجزاء الجسم المختلفة والمشتركة في أداء واجب حركي معين وربط هذه الأجزاء بحركة أحادية بانسيابية ذات جهد فعال لإنجاز ذلك الواجب الحركي، فتجده كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

هناك فرق كبير بين الشغف والهدف، فكونك شغوفا بكرة القدم لا يعني أن يكون هدفك أن تكون لاعبا محترفا، فقد تكون شغوفا بها، ولكن هدفك هو أن تكون مترجما للفريق كما حصل مع المدرب الكبير مورينيو أو محللا للبيانات في الجهاز الفني للفريق، كأيان جراهام الحاصل على دكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة كامبريدج، والذي كان له ولآخرين أكاديميين دور كبير في التميز الذي وصل له فريق ليفربول الإنجليزي.

في علم النفس يوجد مبدأ يعرف بالالتزام بالهوية دون معرفة، بمعنى أنك تحدد إحساسك بمن تريد أن تكون قبل الأوان وتغلق عقلك، ولا تتقبل أي احتمالات أخرى، كأن تتبع نظام تحديد المواقع الذي يعطيك اتجاهات صحيحة لوجهة خاطئة.

للتتميز عليك أن تنمي وتوسع قيمك، وتساهم في نمو ونجاح وتفوق المؤسسة التي تعمل بها، سواء كانت تعليمية أو تجارية أو رياضية، بثلاثة أمور النمو والتفوق والمشاركة، لذا بدلا من الالتزام بهوية واحدة دون معرفة، فمن الأفضل لك أن تجرب عددا من الاحتمالات الممكنة.

ودمتم بخير، ..