لما للسلامة المرورية من أهمية، أصبحنا نشاهد اهتمامًا إعلاميًّا بالسلامة المرورية من خلال البرامج التليفزيونية والصحف وغيرها، على سبيل المثال صحيفة (اليوم) استقبلت مدير الإدارة العامة للمرور الجديد العميد م/ علي الزهراني، بستة أعداد، كل عدد عبارة عن صفحة كاملة، استمرت سلسلة الأعداد طوال أسبوع، واستضافت العديد من المهتمين بالشأن المروري، وكانت عبارة عن مقترحات مع نقدٍ هادف، وإيجاد بعض الحلول، وهذا من شأنه الرقي بالوعي المروري، وما تم طرحه سيجد آذانًا صاغية، وقلبًا مفتوحًا من سعادة العميد علي، ونتطلع إلى عقد مؤتمرات وندوات وورش عمل؛ ليتحول كل ما يتم تداوله إعلاميًّا إلى واقع ملموس على أرض الواقع.
السؤال: هل هذا الاهتمام الإعلامي كافٍ، وهل ما تقوم به إدارات المرور في طول البلاد وعرضها يجعلنا نشاهد سلوكًا مروريًّا آمنًا وراقيًا على الطرق؟
لا.. ولن تكون كافية حتى لو استمرت الجريدة في نشر الأعداد التوعوية، وغيرها من الصحف طوال العام، ولو تطرَّقت للشأن المروري كل القنوات الرسمية والمحسوبة علينا!، أين الخلل إذًا!؟ وهل نحمِّل إدارة المرور وحدها كل ما نشاهده من تصرفات خارجة عن الذوق والأدب؟!
بكل بساطة.. إننا نعاني من مرض الضلع الخاص بالسلوك، بمثلث أخلاقيات القيادة (المعرفة، المهارة، السلوك)، فشبابنا فيما يخص المعرفة أمورهم تمام! والإبداع لديهم في المهارة لا يخفى على أحد، ودون مبالغة لن يستطيع المتسابق الألماني مايكل شوماخر أن يجاريهم.. فالفرق بينهم وبين السيد مايكل يكمن في مكان السباق، فالمتسابق المحترف من أمثال شوماخر يبدع في مضمار تم إنشاؤه خصيصًا للسباق، وتم عمل كل الاحتياطات اللازمة لسلامة السائق وزملائه في الحلبة، والجمهور كذلك، وكل مَن حوله متسابقون، وأخيرًا المركبة تم تصنيعها خصيصًا للسباق، بينما موقع حلبة أغلب شبابنا على الشارع ومركباتهم غير آمنة، وكل مَن حولهم ليسوا في مضمار سباق، وما قد يحدث للمتهور قد يودي بحياته وحياة مَن حوله.
أغلبنا ما زال يتذكر هذا الشعار القديم والمتجدد (القيادة فن وذوق وأخلاق)، ويجب أن يتحوَّل من مجرد كلمات إلى واقع، فمتى يستشعر كل سائق أنه يرسم لوحة من القِيَم والتسامح وإعطاء الأفضلية، ومتى يربط السائق بين الذوق العام والقيادة على الطريق؟ ومتى يعي كل سائق أن أفعاله خلف المقود تعكس عند الآخرين أخلاقه، وحتى نسهل على كل سائق التقيُّد بفنون القيادة وآدابها لابد أن نبدأ خطوات زرع الاحترام عند النشء من أول يوم دراسة، احترام الآخرين، بما في ذلك احترام الصف في المقصف، وعند ركوب الباص والنزول منه، وتكمل الأسرة أهمية احترام الآخرين في المجتمع، لا كما يحدث عند البعض من زرع (الهياط) على أن كل سلوك فيه تعدٍّ وتجنٍّ ومرجلة.. إذًا مشكلتنا ليست مرورية فقط، بل ثقافة مجتمع يرى في التعدي والتحدي بطولة دون تعميم!!
فهل يتكاتف الجميع بحيث يشعر كل مَن يتجاوز الآخرين على الطريق، وعند الإشارات، وأمام نقاط التفتيش، أو يتلفظ بصورة غير لائقة على الطريق، إنه منبوذ في عيون الجميع، ومَن لم تنفع معه نظرة المجتمع تنفع معه (نظارة) المرور وزنزانته.
Saleh_hunaitem@
السؤال: هل هذا الاهتمام الإعلامي كافٍ، وهل ما تقوم به إدارات المرور في طول البلاد وعرضها يجعلنا نشاهد سلوكًا مروريًّا آمنًا وراقيًا على الطرق؟
لا.. ولن تكون كافية حتى لو استمرت الجريدة في نشر الأعداد التوعوية، وغيرها من الصحف طوال العام، ولو تطرَّقت للشأن المروري كل القنوات الرسمية والمحسوبة علينا!، أين الخلل إذًا!؟ وهل نحمِّل إدارة المرور وحدها كل ما نشاهده من تصرفات خارجة عن الذوق والأدب؟!
بكل بساطة.. إننا نعاني من مرض الضلع الخاص بالسلوك، بمثلث أخلاقيات القيادة (المعرفة، المهارة، السلوك)، فشبابنا فيما يخص المعرفة أمورهم تمام! والإبداع لديهم في المهارة لا يخفى على أحد، ودون مبالغة لن يستطيع المتسابق الألماني مايكل شوماخر أن يجاريهم.. فالفرق بينهم وبين السيد مايكل يكمن في مكان السباق، فالمتسابق المحترف من أمثال شوماخر يبدع في مضمار تم إنشاؤه خصيصًا للسباق، وتم عمل كل الاحتياطات اللازمة لسلامة السائق وزملائه في الحلبة، والجمهور كذلك، وكل مَن حوله متسابقون، وأخيرًا المركبة تم تصنيعها خصيصًا للسباق، بينما موقع حلبة أغلب شبابنا على الشارع ومركباتهم غير آمنة، وكل مَن حولهم ليسوا في مضمار سباق، وما قد يحدث للمتهور قد يودي بحياته وحياة مَن حوله.
أغلبنا ما زال يتذكر هذا الشعار القديم والمتجدد (القيادة فن وذوق وأخلاق)، ويجب أن يتحوَّل من مجرد كلمات إلى واقع، فمتى يستشعر كل سائق أنه يرسم لوحة من القِيَم والتسامح وإعطاء الأفضلية، ومتى يربط السائق بين الذوق العام والقيادة على الطريق؟ ومتى يعي كل سائق أن أفعاله خلف المقود تعكس عند الآخرين أخلاقه، وحتى نسهل على كل سائق التقيُّد بفنون القيادة وآدابها لابد أن نبدأ خطوات زرع الاحترام عند النشء من أول يوم دراسة، احترام الآخرين، بما في ذلك احترام الصف في المقصف، وعند ركوب الباص والنزول منه، وتكمل الأسرة أهمية احترام الآخرين في المجتمع، لا كما يحدث عند البعض من زرع (الهياط) على أن كل سلوك فيه تعدٍّ وتجنٍّ ومرجلة.. إذًا مشكلتنا ليست مرورية فقط، بل ثقافة مجتمع يرى في التعدي والتحدي بطولة دون تعميم!!
فهل يتكاتف الجميع بحيث يشعر كل مَن يتجاوز الآخرين على الطريق، وعند الإشارات، وأمام نقاط التفتيش، أو يتلفظ بصورة غير لائقة على الطريق، إنه منبوذ في عيون الجميع، ومَن لم تنفع معه نظرة المجتمع تنفع معه (نظارة) المرور وزنزانته.
Saleh_hunaitem@