«الهافمون».. وجهة الشرقية السياحية تنتظر التطوير

يعد شاطئ نصف القمر، والمعروف قديما بـ«دوحة ظلوم»، من أبرز المعالم السياحية في المنطقة الشرقية بالمملكة منذ خمسينيات القرن الماضي، والمكان المفضل لزوار المنطقة؛ نظرًا لتميزه بالمياه الفيروزية الصافية، ورماله الناعمة، وارتفاع نسبة أمان السباحة فيه؛ لخلوه من الحفر العميقة، فيما ينتظر رواد الشاطئ المزيد من أعمال التطوير التي تتناسب مع مقومات هذه الوجهة الساحرة.

وأوضح مرتادون أن الشاطئ يضم خدمات مميزة، كالأسواق التجارية، والأنشطة الترفيهية، وألعاب الأطفال أمام الشواطئ، والملاعب الرياضية، ودورات المياه العامة، والمنتجعات والوحدات السكنية اليومية، وهو ما يؤهله لاستقبال مشجعي المنتخبات والسياح خلال استضافة قطر لكأس العالم 2022.

ويمتد خليج نصف القمر على ساحل مدينة الظهران، الذي يعد من أطول السواحل في الخليج العربي، ويبلغ طوله 18,250كم، كما يعد من أكبر الشواطئ الرملية في المنطقة الشرقية لضمه خمسة شواطئ وهي: اللؤلؤ، المرجان، المحار، الصدف، والأمواج.

طبيعة ساحرة تجذب الزوار يعرف شاطئ نصف القمر محليا باسم دوحة ظلوم، في أوائل القرن التاسع عشر، ثم أطلق موظفو أرامكو الأوائل على الشاطئ اسم «نصف القمر» نسبةً إلى شاطئ يحمل الاسم نفسه في جنوب مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى تميزه بالشكل المنحني والمتقوس عند النظر إليه من الأعلى. وبدأت أهمية شاطئ نصف القمر بكونه وجهة سياحية بارزة في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي للعديد من عمال النفط وأسرهم، عندما قام مهندسو أرامكو باكتشافه كبحر، وأصبح يعد من الوجهات السياحية الأكثر شعبية على ساحل الخليج العربي في شرق المملكة، لما يتمتع به من طبيعة ساحرة، وكثبان رملية مخصصة للهواة والمغامرين الذي يمارسون هواياتهم بقيادة المركبات والدراجات النارية على سفوح الرمال، كما يشمل العديد من الأنشطة الترفيهية والرياضات البحرية، بالإضافة إلى اعتباره غاية لمحبي صيد الأسماك، ومنطقة مثلى لممارسة هواية الغطس، كما تم العثور في الستينيات الميلادية على حوت يبلغ طوله 10 أمتار في عرض البحر. وبدأت الخدمات على الشاطئ مع بداية الطفرة في أوائل الثمانينيات الميلادية وأواخر السبعينيات، حيث وضعت البلديات مظلات وخزانات مياه لخدمة المتنزهين من الداخل والخارج، وكانت المنطقة الشرقية تستقبل زوارها الذين يتوافدون إليها من مختلف مناطق المملكة في فترة الأعياد وأوقات الإجازات الموسمية متخذين «نصف القمر» وجهة سياحية رئيسية لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام، بالإضافة إلى إقامة المخيمات أمام الشاطئ للاستمتاع بالمنظر الجمالي للبحر. ويُنصح بزيارة الشاطئ من مغيب الشمس حتى شروقها، حيث يتميز هذا الوقت على الشاطئ بالنسيم البارد الذي يهب من البحر في اتجاه الشاطئ، بالإضافة إلى فرصة تأمل لحظات الغروب والشروق وامتزاج أشعة الشمس الذهبية مع لون البحر في مشهد ساحر لجمال الطبيعة. متحف مائي لمعالم الخليج يحتضن شاطئ نصف القمر العديد من الفعاليات الرياضية، منها: سباق الدبابات البحرية، وبطولة الكرة الشاطئية، بطولة رالي المملكة، بطولة سباق الدراجات الهوائية النسائية، بطولة سباق اختراق الضاحية، فعالية إطلاق الألعاب النارية في الأعياد. يذكر أن بطولة سباق اختراق الضاحية نوع من سباقات المسافات الطويلة، إذ يتسابق المتسابقون لمسافات لا تقل عن عشرة كيلومترات للرجال وخمسة كيلومترات للسيدات، أما بالنسبة لفعالية إطلاق الألعاب النارية في الأعياد فإن شاطئ نصف القمر يعتبر من المواقع الرئيسية التي تحتضن هذه الفعالية للاحتفاء بالأعياد من خلال تزيين سماء الشرقية بألوان الفرح التي تجسدها الألعاب النارية. ويتوفر بالشاطئ نصف القمر متحف يضم معالم الخليج تحت مياه الشاطئ بعمق 5 أمتار، ويعد أول متحف من هذا النوع، قام بإنشائه فريق من الغواصين والغواصات بالمنطقة، ويضم المتحف قطعا من الفايبر جاذبة للأسماك بهدف إحياء البيئة البحرية صممت على أشكال معالم الخليج، كبرج الفيصلية والمملكة في السعودية، وبرج خليفة بالإمارات، وأبراج الكويت، ومركز البحرين التجاري العالمي، وخنجر عمان، وغيرها من القطع؛ حيث ساهم في جذب الغواصين والأفراد الذين لا يمارسون الغوص أيضًا إذ يستطيع جميع الأشخاص تجربة الغوص. رياضات وأنشطة بحرية قال مدير عام أحد الأندية البحرية في شاطئ نصف القمر وليد الرماح: «نعمل بالنادي على استقبال جميع السياح والزوار سواءً الداخليين أو الخارجيين، حيث نقدم لهم جميع الرياضات البحرية كالبراشوت البحري والمسحوبات والجت سكي، بالإضافة إلى تقديمنا لرحلات بالقوارب المائية، وهدفنا من ذلك خلق بيئة مسلية تمكن الزوار من الاستمتاع بهواياتهم». متابعًا: «العمل بشاطئ نصف القمر ممتع ولا نواجه صعوبات أو ما يؤدي إلى عرقلة سير العمل». وأضاف الرماح قائلا: «أغلب الزوار تكون ردة فعلهم بعد الانتهاء من ممارسة هواياتهم بالنادي جميلة ونرى بأنهم راضون عما نقدمه لهم من أنشطة وخدمات بحرية». ساحات مخصصة للعوائل والشباب أضاف صاحب أحد محلات الدراجات النارية بشاطئ نصف القمر نواف الورثان، أن العمل بالشاطئ ممتاز ولا توجد خلافات مع الزوار، مؤكدًا أهمية التزام قائدي الدراجات بقواعد وإجراءات السلامة المرورية والالتزام بارتداء الخوذة واللعب بدون تهور لكي لا تحدث عواقب وخيمة تؤدي إلى إصابات قائدي الدراجات. ولفت الورثان إلى اهتمامهم بتوفير ساحات مخصصة للعوائل وأخرى للشباب، بالإضافة إلى ساحات مهيأة ومخصصة للأطفال، وجميعها مهيأة بالإضاءة الجيدة منعًا لحدوث الحوادث والإصابات لممارسي هواية ركوب الدراجات النارية. رحلات وجولات بالقوارب ذكر صاحب أحد القوارب البحرية خالد مدني، أن الأنشطة الترفيهية المتوفرة في الشاطئ هي السباحة وركوب القوارب والدراجات البحرية والباراشوت البحري وغيرها الكثير، مبينا أن الأنشطة مناسبة لكل فئة عمرية. وأضاف مدني أنه يقدم جولات ورحلات بحرية للمتنزهين بهدف استمتاعهم بجمال مناظر وطبيعة أجواء البحر، ولرؤية الدلافين عند خروجها على سطح البحر، مشددًا على أهمية الالتزام بالإجراءات المشترطة من وزارة الصحة عند ركوب القارب، بالإضافة إلى أهمية ارتداء أدوات السلامة الخاصة بالقوارب، موضحًا بأنه مستمتع بالعمل في الشاطئ. إنشاء مرسى يعمل على مدار اليوم أشار أحد قائدي قوارب النزهة بالشاطئ سالم العقل، إلى أن الأنشطة المتوفرة لسياح شاطئ نصف القمر قوارب النزهة والتي يتم من خلالها نقل السياح والتجول بهم على الشواطئ والمنتجعات والتنزه داخل البحر وإقامة الاحتفالات حسب طلب السياح وتجهيز القارب بالكامل من قبل منسقين سعوديين بالتعاون معهم، حيث إن قارب النزهة يناسب جميع الفئات العمرية ولكن لا بد من التقيد بأنظمة السلامة بالكامل لركوب القارب حسب توجيهات حرس الحدود، بالإضافة إلى أن العدد المسموح به 9 أشخاص لكل قارب، ويمنع ركوب أكثر من العدد المسموح به. وأوضح أن آلية العمل بالشاطئ مرنة جدا وتبدأ من شروق الشمس حتى الغروب، وبعد الغروب يتم إيقاف العمل بالكامل بسبب عدم وجود مرسى خاص بالقوارب مثل جدة والجبيل وينبع وغيرها من المدن المجاورة، متمنيًا من هيئة السياحة بإقامة مرسى خاص للعمل على مدار ٢٤ ساعة، لجعل السياح يستمتعون بقضاء الوقت المناسب لهم حسب رغبتهم بالمجيئ لشاطئ وحسب وقت فراغهم. وأضاف أن العمل في الشاطئ جميل ومتعب في الوقت ذاته، متابعًا: «نقابل جمهور ونتعامل مع أشخاص كثيرين ونتمنى الدعم الكامل في هذا القطاع لكل مواطن سعودي يسعى لكسب رزقه حيث إننا لا نملك غير هذا العمل الشاق». الغوص يخفف ضغوط الحياة أوضح مدرب الغوص الكابتن عبدالله الحارثي أن الغوص من الهوايات الجميلة ولها الأثر الكبير في تخفيف ضغوط الحياة العامة من خلال الاستمتاع بانعدام الجاذبية تحت الماء، والتأمل في مخلوقات الله. وبيَّن أنه يقدم برنامجا استكشافيا لتجربة الغوص وكسر حاجز الخوف من الماء، ويعبر نسبة كبيرة من المشتركين عن مدى إعجابهم بالرحلة، وإبداء ردة الفعل من السعادة، حيث توثق الرحلة بالتصوير تحت الماء. وأشار إلى أن برنامج الغوص يشمل النساء والرجال، وللأطفال بدءًا من سن العاشرة فأعلى، ويتوفر برنامج خاص للأطفال لمن هم في عمر الثامنة ولكن في بركة السباحة. ذكريات لا تنسى قال مشعل العنزي، إن وجهته الأولى عند زيارة المنطقة الشرقية هو شاطئ نصف القمر، لما يتمتع به من خدمات متكاملة، وتطورات واضحة للعيان من ناحية المظلات الخرسانية، والمسطحات الخضراء والاهتمام بنظافة الشاطئ، ووجود وسائل الترفيه المتنوعة التي تتيح للمتنزهين خيارات متعددة لقضاء الأوقات الممتعة، إضافة إلى ارتباط الشاطئ بالذكريات الجميلة منذ الصغر كقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع اجتماع العائلات على ضفاف الشاطئ، والاستمتاع بالأطعمة المفضلة من المراكز التجارية الموجودة، والسهر حتى ساعات الفجر. وذكر أن الوقت المفضل لقضاء الوقت على الشاطئ هو ساعات الصباح ومشاهدة شروق الشمس وانعكاسها على سطح البحر، مع النسيم العليل الذي يساهم في الاسترخاء من ضغوط الحياة. استيعاب كافة الطبقات الاجتماعية ذكرت شهد العواد، أن شاطئ نصف القمر يعتبر أحد أهم الأماكن السياحية بالمنطقة الشرقية، حيث تقصده للتنزه والاستجمام صيفًا وشتاءً، كما ترى بأن المتنزهين يتوجهون إليه باستمرار من مختلف الطبقات الاجتماعية للاستمتاع بالفعاليات والأنشطة البحرية بالرغم من ازدياد أماكن الترفيه الحديثة في الآونة الأخيرة. وأضافت العواد أن الشاطئ يتيح الاستمتاع بطبيعة وجمال البحر وممارسة رياضة السباحة والاستفادة من بعض خدماته دون الاضطرار إلى دفع رسوم، بالإضافة إلى أنه يعتبر الوجهة الأولى لأغلب السياح من الداخل والخارج بسبب أنه يعد من الأماكن الترفيهية التي لا تفرض رسوم للدخول إليها عكس أماكن الترفيه الأخرى التي تتطلب دفع رسوم مرتفعة. مستوى عالٍ من الأمان أوضحت لميا صالح، أن أجواء الربيع المعتدلة، وساعات الصباح الأولى التي تتميز بانخفاض درجة حرارة الجو والمياه، تساهم بشكل كبير في جذب السائحين إلى شاطئ نصف القمر، والتمتع بالخدمات والوسائل الترفيهية، حيث إنها شاهدت مبيت بعض العائلات وهذا يدل على الجو العام الذي يحظى به الشاطئ، والمستوى العالي من الأمان. وتابعت بأنها انتقلت للعيش في مدينة أخرى إلا أن الشاطئ سيظل من أول الأماكن التي ترتادها في حين زيارتها للمنطقة الشرقية. التحلي بأخلاقيات الذوق العام أشارت أشواق محمد، إلى ضرورة الاهتمام بالأماكن العامة خاصة شاطئ نصف القمر، لإقبال المتنزهين من مختلف المناطق والأوقات، لذلك يجب الحرص على النظافة والحفاظ على المسطحات الخضراء، وعدم إهدار المياه في دورات المياه العامة، والتحلي بأخلاقيات الذوق العام من ناحية اللبس المناسب، والشواء في الأماكن المخصصة لعدم تأذي العائلات المجاورة من الرائحة والدخان المتصاعد الذي قد يتسبب بضرر للأطفال. وأشادت على جهود أمانة المنطقة الشرقية في التطورات الواضحة والاهتمام المستمر بالشاطئ، كصيانة الخرسانات، والمحافظة على ري العشب، وصيانة ألعاب الأطفال، وتنظيف الشاطئ بشكل يومي، وأضافت أن التعاون واستشعار المسؤولية هما أساس المحافظة على جمال الشاطئ وخدماته. متنفس الأطفال بالإجازات قال المواطن سعود الشمري: إن الشاطئ يعتبر وجهة سياحية لسكان المنطقة وسكان خارج المنطقة أيضًا، بالإضافة إلى أنه متنفس للأهالي لقضاء وقت فراغهم بالخروج للتنزه والترويح عن النفس والاستمتاع بجمال الشاطئ، وأوضح أن الشاطئ نصف القمر من المواقع التي يمارس أطفاله هوايتهم بها، ومن أهم تلك الهوايات التي يمارسونها هواية ركوب الدراجات النارية. أبرز المشاريع: صيانة المنشآت الخرسانية «المظلات» إعادة تأهيل وإنشاء دورات المياه صيانة المسطحات الخضراء والأشجار وشبكات الري فعاليات رسمية: سباق الدبابات البحرية بطولة الكرة الشاطئية بطولة رالي المملكة بطولة سباق الدراجات الهوائية النسائية بطولة سباق اختراق الضاحية إطلاق الألعاب النارية في الأعياد تطوير وخدمات: 11,589 إجمالي الخدمات 510 مظلات 27 دورة مياه 6 ساحات بلدية 15 ملعبا 772 مقعدا خرسانيا 5995 حاجزا خرسانيا 284 ألف م2 مسطحات خضراء 2600 شجرة 1426 نخيلا عربيا و«واشنطونيا» 68 لعبة للأطفال 38 لوحة إرشادية 132 لوحة توعوية 5 شواطئ: اللؤلؤ المرجان المحار الصدف الأمواج