اليوم - الدمام

مصالح تجارية بحتة تغض الطرف عن إرهاب الملالي في المنطقة والعالم

انتقدت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية مقترحات الاتحاد الأوروبي برفع الضغط على الحرس الثوري الإيراني لإحياء الاتفاق النووي.

وبحسب تقرير للمجلة، من شأن اقتراح أوروبا إحياء اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية، أن يضعف العقوبات الأمريكية ضد الحرس الثوري الإيراني، ويمهد الطريق لطهران لتجنب المزيد من التدقيق في المواقع النووية المشتبه بها، وفقا لمقتطفات من مسودة النص التي راجعتها بوليتيكو.

وأضاف التقرير: تم الانتهاء من تفاصيل المسودة في فيينا يوم الإثنين الماضي، بعد 16 شهرا من المحادثات، بينما عمل الاتحاد الأوروبي عليها بالتنسيق الوثيق مع واشنطن، تشير الشروط إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مستعدة لتقديم تنازلات أكبر مما كان متوقعا لتأمين صفقة، خاصة عن طريق تخفيف الضغط على الحرس الثوري، وهي المنظمة التي صنفتها الولايات المتحدة «منظمة إرهابية».

مالي ينفي

من جهته، نفى المبعوث الأمريكي الخاص للمحادثات الإيرانية، روب مالي، أن الولايات المتحدة كانت تغير معاييرها أو قواعدها عندما يتعلق الأمر بفرض العقوبات.

وبموجب النص المقترح، يمكن للأوروبيين وغيرهم من غير الأمريكيين إجراء أعمال تجارية مع كيانات إيرانية منخرطة في معاملات مع الحرس الثوري الإيراني دون خوف من فرض عقوبات أمريكية، كما هو الحال حاليا، بشرط ألا يكون شريكهم التجاري الأساسي مسجلا في سجل العقوبات الأمريكية.

والمقترح ينص أيضا على: الأشخاص غير الأمريكيين الذين يتعاملون مع أشخاص إيرانيين غير موجودين في قائمة العقوبات الأمريكية لن يتعرضوا للعقوبات لمجرد أن هؤلاء الأشخاص الإيرانيين ينخرطون في معاملات منفصلة تشمل أشخاصا إيرانيين في قائمة العقوبات الأمريكية بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني أو مسؤوليه، أو الشركات التابعة له.

وتابع: ستسمح هذه الصياغة للأوروبيين بممارسة الأعمال التجارية على نطاق واسع في جميع أنحاء إيران، حيث يكون التفاعل التجاري مع الحرس الثوري الإيراني أمرا لا مفر منه تقريبا، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة.

الحرس الثوري

ووفقا للمجلة الأمريكية، قال أحد الدبلوماسيين المتابعين للملف إن الصياغة تشير أيضا إلى أن كيانات الحرس الثوري الإيراني يمكن أن تسعى إلى التهرب من العقوبات الأمريكية ببساطة عن طريق إدارة أعمالها من خلال بدائل وشركات وهمية تخلق درجة من الانفصال، ما يجعل القيود الأمريكية بلا أسنان على الشركات والأفراد غير الأمريكيين.

ونقل عن مسؤول رفيع في إدارة بايدن قوله: نحن لا نتفاوض علنا، ولن نعلق على التسريبات المزعومة من الصحافة، نحن ندرس بعناية النص النهائي المقترح من الاتحاد الأوروبي، وسنقدم إجابتنا لهم كما طلب منا، لقد رأيت كيف وصف الاتحاد الأوروبي هذا النص أنه جهدهم الأخير للتوصل إلى حل وسط. لا ينبغي لأحد أن يفاجأ أنه يتطلب قرارات صعبة لجميع المشاركين.

قوة اقتصادية

على مدى العقود الماضية، برز الحرس الثوري الإيراني، ويخضع مباشرة لخامنئي كقوة اقتصادية طاغية مع شركات ممتدة تشمل التمويل والبناء والطاقة.

ووجود الحرس الثوري في أمن الحدود يمنحهم أيضا تأثيرا عميقا على مجموعة من شركات الاستيراد والتصدير، وهو عامل بارز في تفكير العديد من دول الاتحاد الأوروبي التي ترغب في إعادة بناء العلاقات التجارية مع طهران، التي لديها بعض من أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم.

ونظرا إلى تاريخ الحرس في قتل مئات الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وتآمره لقتل مسؤولين أمريكيين بارزين، من المرجح أن تواجه إدارة بايدن مقاومة شرسة في الكونجرس وخارجه، إذا قبلت بالاقتراح الأوروبي.

وأضاف: يخشى الكثيرون في الكونجرس تقديم أي تنازلات لإيران في ضوء الدور الذي لعبته في زعزعة استقرار العراق والشرق الأوسط الكبير، كما تشعر واشنطن بالقلق من التعاون المتزايد بين إيران وروسيا، بما في ذلك احتمال بيع مئات الطائرات الإيرانية المسلحة دون طيار إلى موسكو.

دعم الاتحاد

ويقول تقرير المجلة الأمريكية: «دعم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الاتفاق النووي بقوة، رغم الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني على الأراضي الأوروبية. في يوليو على سبيل المثال، وافق البرلمان البلجيكي على معاهدة لتبادل الأسرى مع إيران يتوقع أن تسمح بالإفراج عن دبلوماسي إيراني أدين بمحاولة تفجير تجمع للمعارضة في باريس عام 2018».

ونبه إلى أن ولاء أوروبا للصفقة تجاري وشخصي، حيث أمضى كبار الدبلوماسيين الأوروبيين سنوات في صياغة الاتفاق الأصلي مع إيران، ولا يزال المسؤولون في جميع أنحاء القارة يعتبرونه إنجازا مميزا للدبلوماسية الأوروبية في العقود الأخيرة.

وتابع: لكن حتى وفقا لمعايير الاتحاد الأوروبي الخاصة، فإن التنازلات التي اقترحوها لاستعادة الاتفاق أدت إلى مزيد من التراخي السخي تجاه إيران.