شيخة العامودي

تقرأ خبرا، تتفاجأ منه تعلق عليه في مجلس لو كنت بين جمع أو تناقشه مع ذاتك لو كنت تجالس نفسك بعد لحظات تأتيك رسالة تغالط الخبر وتصححه بخبر، يثار الحديث حول المكذوب والصحيح، وتبدأ دائرة التشكك وينقسم المجلس إلى فرق، فرقة تؤيد، وفرقة تكذب، وفرقة تشكك بأهداف المؤيدين وأخرى تشكك بنوايا المكذبين وفرقة صامتة وقناعاتك تختار الفريق الذي تنضم إليه، أحيانا إن كنت تجالس ذاتك يصل بك الحال إلى تصديق الخبر رغم قناعتك بعدم صحته لسبب بسيط ما دار حوله من لغط وما صاحبه من أحاديث وما بذر فيك من تشكيك.

التشكيك الذي يقود العقل للتأرجح بين الحقيقة، التي تثبت ذاتها دون أدلة وبين الزيف الملحق بالإثباتات سلاح فتاك غاياته شريرة ويزرع الفتن ويبذر الفرقة، أصحابه نماردة يستطيعون التسلل للعقول لتغيير منهجية التفكير، فإن لم يستطيعوا بذروا بين حقائق التفسير والتعليل «ماذا لو»، وبعضهم كذاب أشر لهم القدرة على قلب الحقائق بنفاق مخيف، وكلما زاد نفاقهم عظم كذبهم، فالكذب والنفاق رداء لا يعرف أمامه من خلفه إن ارتداه مخلوق بلغ من الحيلة مبلغا لا يفقهه البشر من المخاليق فيقعون في براثنهم، فإن قاوموا كذبهم قد يقيدهم الشك ولو لحين.

بعض المشككين جهلة أهدافهم ساذجة يروقهم أن يكونوا أصحاب الحديث ومحوره فيتفلسفون بإثارة منطق غريب رغم غرابته تجد أنك تبحث في الدليل لتعرف من أين استعاروا ذلك الفهم العقيم، فأنت تعي جهلهم ولكن تصاب بذهول من كثرة المتشككين، فتخشى أن يتفشى جهلهم على المنطق السليم.

لذا أرى أن «التشكيك»، الذي يقلب الحقائق من الجرائم الإنسانية، التي لا تغتفر وأعلم يقينا بأن سبيلنا للقضاء على هذا السلوك وتحجيم أثر أصحابه، بل وكشفهم سيكون بالعلم والتعلم بالفهم والتبصر بالتأمل والتفكير.

* إنسانية

من أعراف الإنسانية المطلقة، التي أراها تراعي الحقوق الدينية والأخلاقية والبشرية بكل عناوينها بتر المواضيع المغلوطة والمواضيع، التي يصاحبها لغط وتقود للتشكيك بإيقافها عند حدك.

@ALAmoudiSheika